الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                              صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                              3842 4070 - وعن حنظلة بن أبي سفيان: سمعت سالم بن عبد الله يقول: كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يدعو على صفوان بن أمية، وسهيل بن عمرو، والحارث بن هشام، فنزلت: ليس لك من الأمر شيء إلى قوله: فإنهم ظالمون . [آل عمران: 128]. [انظر: 4069 - فتح: 7 \ 365]

                                                                                                                                                                                                                              التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                              أما تعليق حميد فأخرجه الترمذي مسندا عنه أنه - عليه السلام - كسرت رباعيته وشج وجهه. الحديث ثم قال: حسن صحيح . وأخرجه عنه من حديث عبيدة بن حميد، عن حميد به .

                                                                                                                                                                                                                              [ ص: 175 ] وأما تعليق ثابت فأخرجه مسلم من حديث حماد بن سلمة عنه به .

                                                                                                                                                                                                                              ثم ساق البخاري حديث الزهري، عن سالم، عن أبيه أنه سمع رسول الله - عليه السلام - إذا رفع رأسه من الركوع في الركعة الأخيرة من الفجر يقول: "اللهم العن فلانا وفلانا وفلانا" بعد ما يقول: "سمع الله لمن حمده، ربنا ولك الحمد" فأنزل الله تعالى ليس لك من الأمر شيء الآية.

                                                                                                                                                                                                                              وعن حنظلة بن أبي سفيان قال: سمعت سالم بن عبد الله: كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يدعو على صفوان بن أمية، وسهيل بن عمرو، والحارث بن هشام، فنزلت: ليس لك من الأمر شيء الآية.

                                                                                                                                                                                                                              حديث ابن عمر ذكره في التفسير مع حديث أبي هريرة مثله، وروى المحاملي الحسين بن إسماعيل القاضي عن أبي الأشعث، ثنا خالد بن الحارث، ثنا محمد بن عجلان، عن نافع، عن ابن عمر رضي الله عنهما أن النبي - صلى الله عليه وسلم - كان يدعو على أربعة نفر فأنزل الله عز وجل ليس لك من الأمر شيء الآية. قال: ثم هداهم الله للإسلام.

                                                                                                                                                                                                                              وحاصل ما ذكره البخاري في سبب النزول روايتان وقيل: استأذن في أن يدعو باستئصالهم فنزلت، فعلم أن فيهم من سيسلم، وأكد ذلك بالآية التي بعدها، فمن قال هو معطوف بـ (أو) على قوله ليقطع طرفا فالمعنى عنده: ليقتل طائفة أو يخزيهم بالهزيمة أو يتوب عليهم أو يعذبهم، وقيل: (أو) هنا بمعنى حتى.

                                                                                                                                                                                                                              وقوله: (بعدما يقول: "سمع الله لمن حمده ربنا ولك الحمد") هذا إحدى الروايات الثابتة فيه بالواو.

                                                                                                                                                                                                                              [ ص: 176 ] فائدة:

                                                                                                                                                                                                                              روى البخاري هذا الحديث عن (يحيى بن عبد الله) وجده زياد بن شداد أبو سهل السلمي، سكن مرو، ويعرف بخاقان، أخو جمعة وزنجويه انفرد به البخاري وهو ثقة، ولم أر له وفاة.

                                                                                                                                                                                                                              و (حنظلة) روى له مسلم وأبو عوانة، ثبت، مات سنة إحدى وخمسين ومائة.




                                                                                                                                                                                                                              الخدمات العلمية