الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.
اختيار هذا الخط
الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.
338 حدثنا nindex.php?page=showalam&ids=15573محمد بن بشار حدثنا عبد الملك بن الصباح حدثنا nindex.php?page=showalam&ids=15614ثور بن يزيد عن حصين الحميري عن أبي سعد الخير عن nindex.php?page=showalam&ids=3أبي هريرة nindex.php?page=hadith&LINKID=676845عن النبي صلى الله عليه وسلم قال nindex.php?page=treesubj&link=17575_33240_28796_30469_380_356_782_408من استجمر فليوتر من فعل ذلك فقد أحسن ومن لا فلا حرج ومن تخلل فليلفظ ومن لاك فليبتلع من فعل فقد أحسن ومن لا فلا حرج ومن أتى الخلاء فليستتر فإن لم يجد إلا كثيبا من رمل فليمدده عليه فإن الشيطان يلعب بمقاعد ابن آدم من فعل فقد أحسن ومن لا فلا حرج حدثنا nindex.php?page=showalam&ids=16353عبد الرحمن بن عمر حدثنا عبد الملك بن الصباح بإسناده نحوه وزاد فيه ومن اكتحل فليوتر من فعل فقد أحسن ومن لا فلا حرج ومن لاك فليبتلع
قوله ( من استجمر ) أي nindex.php?page=treesubj&link=24724_369من استعمل الجمار وهي الأحجار الصغار للاستنجاء قوله ( فليوتر ) يشمل الإنقاء بالواحد أيضا لكن كثيرا ما يحمل المطلق على المقيد في الروايات الأخر سيما العادة تقتضيه لأن الإنقاء عادة لا يحصل بالواحد وقوله ومن لا فلا حرج يفيد أن الوتر هو الأولى وليس بواجب فما جاء من الأمر بالثلاث يحمل على الندب وما جاء من النهي عن التنقيص عنها يحمل على التنزيه والاستدلال بهذا الحديث على أن الوتر غير مطلوب وإنما المطلوب الإنقاء بعيد فإنه صريح في [ ص: 141 ] أن الوتر مطلوب ندبا قوله ( ومن تخلل ) أخرج من بين أسنانه بعود ونحوه وفليلفظ بكسر الفاء أي فليرم به وليخرجه من فمه وما لاك اللوك وإدارة الشيء في الفم قيل معناه أنه nindex.php?page=treesubj&link=26274ينبغي للآكل أن يلقي ما يخرج من بين أسنانه بعود ونحوه لما فيه من الاستقذار ويبتلع ما يخرج بلسانه وهو معنى لاك لأنه لا يستقذر ويحتمل أن يكون المراد ما لاك ما بقي من آثار الطعام على لحم الأسنان وسقف الحلق وأخرجه بإدارة لسانه وأما الذي يخرج من بين أسنانه فيرميه مطلقا سواء أخرجه بعود أو باللسان لأنه حصل له التغير غالبا ويحتمل أن المراد بما لاك إلخ كراهة رمي اللقمة بعد مضغها لما فيه من إضاعة المال إذ لا ينتفع بها بعد المضغ عادة واستقذار الحاضرين قلت قد يقال هذا المعنى لا يناسبه قوله ومن لا فلا حرج فليتأمل قوله ( إلا كثيبا من رمل ) هو التل فليمره عليه هكذا في بعض نسخ الكتاب وفي بعضها فليمدده وفي سنن أبي داود فليستدبره وهو ظاهر وأما فليمره عليه فمن الإمرار أي فليجعله أي الكثيب مارا عليه أي قريبا منه ملتصقا به متصلا بعجزه كما يفعل من يستتر بالشيء فإن المرور على الشيء وبالشيء يستلزم القرب والإلصاق فأريد ذلك وأما فليمدده عليه فمن الإمداد أي فليستمد به وليجعله مددا لأجله قوله ( فإن الشيطان يلعب إلخ ) أي يقصد الإنسان بالشر في تلك المواضع والمقاعد جمع مقعدة يطلق على أسفل البدن وعلى موضع القعود لقضاء الحاجة وكلاهما يصح إرادته وعلى الأول الباء للإلصاق وعلى الثاني للظرفية قلت لا بد من اعتبار قيد على الأول أي يلعب بالمقاعد إذا وجدها مكشوفة فيستتر ما أمكن .
قوله ( من استجمر ) أي nindex.php?page=treesubj&link=24724_369من استعمل الجمار وهي الأحجار الصغار للاستنجاء قوله ( فليوتر ) يشمل الإنقاء بالواحد أيضا لكن كثيرا ما يحمل المطلق على المقيد في الروايات الأخر سيما العادة تقتضيه لأن الإنقاء عادة لا يحصل بالواحد وقوله ومن لا فلا حرج يفيد أن الوتر هو الأولى وليس بواجب فما جاء من الأمر بالثلاث يحمل على الندب وما جاء من النهي عن التنقيص عنها يحمل على التنزيه والاستدلال بهذا الحديث على أن الوتر غير مطلوب وإنما المطلوب الإنقاء بعيد فإنه صريح في [ ص: 141 ] أن الوتر مطلوب ندبا قوله ( ومن تخلل ) أخرج من بين أسنانه بعود ونحوه وفليلفظ بكسر الفاء أي فليرم به وليخرجه من فمه وما لاك اللوك وإدارة الشيء في الفم قيل معناه أنه nindex.php?page=treesubj&link=26274ينبغي للآكل أن يلقي ما يخرج من بين أسنانه بعود ونحوه لما فيه من الاستقذار ويبتلع ما يخرج بلسانه وهو معنى لاك لأنه لا يستقذر ويحتمل أن يكون المراد ما لاك ما بقي من آثار الطعام على لحم الأسنان وسقف الحلق وأخرجه بإدارة لسانه وأما الذي يخرج من بين أسنانه فيرميه مطلقا سواء أخرجه بعود أو باللسان لأنه حصل له التغير غالبا ويحتمل أن المراد بما لاك إلخ كراهة رمي اللقمة بعد مضغها لما فيه من إضاعة المال إذ لا ينتفع بها بعد المضغ عادة واستقذار الحاضرين قلت قد يقال هذا المعنى لا يناسبه قوله ومن لا فلا حرج فليتأمل قوله ( إلا كثيبا من رمل ) هو التل فليمره عليه هكذا في بعض نسخ الكتاب وفي بعضها فليمدده وفي سنن أبي داود فليستدبره وهو ظاهر وأما فليمره عليه فمن الإمرار أي فليجعله أي الكثيب مارا عليه أي قريبا منه ملتصقا به متصلا بعجزه كما يفعل من يستتر بالشيء فإن المرور على الشيء وبالشيء يستلزم القرب والإلصاق فأريد ذلك وأما فليمدده عليه فمن الإمداد أي فليستمد به وليجعله مددا لأجله قوله ( فإن الشيطان يلعب إلخ ) أي يقصد الإنسان بالشر في تلك المواضع والمقاعد جمع مقعدة يطلق على أسفل البدن وعلى موضع القعود لقضاء الحاجة وكلاهما يصح إرادته وعلى الأول الباء للإلصاق وعلى الثاني للظرفية قلت لا بد من اعتبار قيد على الأول أي يلعب بالمقاعد إذا وجدها مكشوفة فيستتر ما أمكن .