[ ص: 550 ] [
nindex.php?page=treesubj&link=29376_29379مقالة اليهود عند صرف القبلة إلى الكعبة ]
قال
ابن إسحاق : ولما صرفت القبلة عن
الشام إلى
الكعبة ، وصرفت في رجب على رأس سبعة عشر شهرا من مقدم رسول الله - صلى الله عليه وسلم -
المدينة ، أتى رسول الله - صلى الله عليه وسلم -
رفاعة بن قيس ،
وقردم بن عمرو ،
وكعب بن الأشرف ،
ورافع بن أبي رافع ،
والحجاج بن عمرو ، حليف
كعب بن الأشرف ،
والربيع بن الربيع بن أبي الحقيق ،
وكنانة بن الربيع بن أبي الحقيق ، فقالوا :
يا محمد ، ما ولاك عن قبلتك التي كنت عليها وأنت تزعم أنك على ملة إبراهيم ودينه ؟ ارجع إلى قبلتك التي كنت عليها نتبعك ونصدقك ، وإنما يريدون بذلك فتنته عن دينه .
فأنزل الله تعالى فيهم : nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=142سيقول السفهاء من الناس ما ولاهم عن قبلتهم التي كانوا عليها قل لله المشرق والمغرب يهدي من يشاء إلى صراط مستقيم وكذلك جعلناكم أمة وسطا لتكونوا شهداء على الناس ويكون الرسول عليكم شهيدا وما جعلنا القبلة التي كنت عليها إلا لنعلم من يتبع الرسول ممن ينقلب على عقبيه أي ابتلاء واختبارا nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=143وإن كانت لكبيرة إلا على الذين هدى الله أي من الفتن : أي الذين ثبت الله nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=143وما كان الله ليضيع إيمانكم أي إيمانكم بالقبلة الأولى ، وتصديقكم نبيكم ، واتباعكم إياه إلى القبلة الآخرة ، وطاعتكم نبيكم فيها : أي ليعطينكم أجرهما جميعا nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=143إن الله بالناس لرءوف رحيم
ثم قال تعالى : nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=144قد نرى تقلب وجهك في السماء فلنولينك قبلة ترضاها فول وجهك شطر المسجد الحرام وحيثما كنتم فولوا وجوهكم شطره [ تفسير ابن هشام لبعض الغريب ]
قال
ابن هشام : شطره : نحوه وقصده . قال
عمرو بن أحمر الباهلي -
وباهلة بن يعصر بن سعد بن قيس بن عيلان - يصف ناقة له :
:
[ ص: 551 ] تعدو بنا شطر جمع وهي عاقدة قد كارب العقد من إيفادها الحقبا
وهذا البيت في قصيدة له . وقال
قيس بن خويلد الهذلي يصف ناقته :
:
إن النعوس بها داء مخامرها فشطرها نظر العينين محسور
وهذا البيت في أبيات له : قال
ابن هشام : والنعوس : ناقته ، وكان بها داء فنظر إليها نظر حسير ، من قوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=67&ayano=4وهو حسير nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=144وإن الذين أوتوا الكتاب ليعلمون أنه الحق من ربهم وما الله بغافل عما يعملون ولئن أتيت الذين أوتوا الكتاب بكل آية ما تبعوا قبلتك وما أنت بتابع قبلتهم وما بعضهم بتابع قبلة بعض ولئن اتبعت أهواءهم من بعد ما جاءك من العلم إنك إذا لمن الظالمين قال
ابن إسحاق : إلى قوله تعالى :
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=147الحق من ربك فلا تكونن من الممترين
[ ص: 550 ] [
nindex.php?page=treesubj&link=29376_29379مَقَالَةُ الْيَهُودِ عِنْدَ صَرْفِ الْقِبْلَةِ إلَى الْكَعْبَةِ ]
قَالَ
ابْنُ إسْحَاقَ : وَلَمَّا صُرِفَتْ الْقِبْلَةُ عَنْ
الشَّامِ إلَى
الْكَعْبَةِ ، وَصُرِفَتْ فِي رَجَبٍ عَلَى رَأْسِ سَبْعَةَ عَشَرَ شَهْرًا مِنْ مَقْدَمِ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -
الْمَدِينَةَ ، أَتَى رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -
رِفَاعَةُ بْنُ قَيْسٍ ،
وَقَرْدَمُ بْنُ عَمْرٍو ،
وَكَعْبُ بْنُ الْأَشْرَفِ ،
وَرَافِعُ بْنُ أَبِي رَافِعٍ ،
وَالْحَجَّاجُ بْنُ عَمْرٍو ، حَلِيفُ
كَعْبِ بْنِ الْأَشْرَفِ ،
وَالرَّبِيعُ بْنُ الرَّبِيعِ بْنِ أَبِي الْحُقَيْقِ ،
وَكِنَانَةُ بْنُ الرَّبِيعِ بْنِ أَبِي الْحُقَيْقِ ، فَقَالُوا :
يَا مُحَمَّدُ ، مَا وَلَّاكَ عَنْ قِبْلَتِكَ الَّتِي كُنْتَ عَلَيْهَا وَأَنْتَ تَزْعُمُ أَنَّكَ عَلَى مِلَّةِ إبْرَاهِيمَ وَدِينِهِ ؟ ارْجِعْ إلَى قِبْلَتِكَ الَّتِي كُنْتَ عَلَيْهَا نَتَّبِعْكَ وَنُصَدِّقْكَ ، وَإِنَّمَا يُرِيدُونَ بِذَلِكَ فِتْنَتَهُ عَنْ دِينِهِ .
فَأَنْزَلَ اللَّهُ تَعَالَى فِيهِمْ : nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=142سَيَقُولُ السُّفَهَاءُ مِنَ النَّاسِ مَا وَلَّاهُمْ عَنْ قِبْلَتِهِمُ الَّتِي كَانُوا عَلَيْهَا قُلْ لِلَّهِ الْمَشْرِقُ وَالْمَغْرِبُ يَهْدِي مَنْ يَشَاءُ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا لِتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيدًا وَمَا جَعَلْنَا الْقِبْلَةَ الَّتِي كُنْتَ عَلَيْهَا إِلَّا لِنَعْلَمَ مَنْ يَتَّبِعُ الرَّسُولَ مِمَّنْ يَنْقَلِبُ عَلَى عَقِبَيْهِ أَيْ ابْتِلَاءً وَاخْتِبَارًا nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=143وَإِنْ كَانَتْ لَكَبِيرَةً إِلَّا عَلَى الَّذِينَ هَدَى اللَّهُ أَيْ مِنْ الْفِتَنِ : أَيْ الَّذِينَ ثَبَّتَ اللَّهُ nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=143وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُضِيعَ إِيمَانَكُمْ أَيْ إيمَانَكُمْ بِالْقِبْلَةِ الْأُولَى ، وَتَصْدِيقَكُمْ نَبِيَّكُمْ ، وَاتِّبَاعَكُمْ إيَّاهُ إلَى الْقِبْلَةِ الْآخِرَةِ ، وَطَاعَتَكُمْ نَبِيَّكُمْ فِيهَا : أَيْ لَيُعْطِيَنَّكُمْ أَجْرَهُمَا جَمِيعًا nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=143إِنَّ اللَّهَ بِالنَّاسِ لَرَءُوفٌ رَحِيمٌ
ثُمَّ قَالَ تَعَالَى : nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=144قَدْ نَرَى تَقَلُّبَ وَجْهِكَ فِي السَّمَاءِ فَلَنُوَلِّيَنَّكَ قِبْلَةً تَرْضَاهَا فَوَلِّ وَجْهَكَ شَطْرَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ وَحَيْثُمَا كُنْتُمْ فَوَلُّوا وُجُوهَكُمْ شَطْرَهُ [ تَفْسِيرُ ابْنِ هِشَامٍ لِبَعْضِ الْغَرِيبِ ]
قَالَ
ابْنُ هِشَامٍ : شَطْرَهُ : نَحْوَهُ وَقَصْدَهُ . قَالَ
عَمْرُو بْنُ أَحْمَرَ الْبَاهِلِيُّ -
وَبَاهِلَةُ بْنُ يَعْصِرَ بْنِ سَعْدِ بْنِ قَيْسِ بْنِ عَيْلَانَ - يَصِفُ نَاقَةً لَهُ :
:
[ ص: 551 ] تَعْدُو بِنَا شَطْرَ جَمْعٍ وَهِيَ عَاقِدَةٌ قَدْ كارَبَ الْعَقْدُ مِنْ إيفَادِهَا الْحَقَبَا
وَهَذَا الْبَيْتُ فِي قَصِيدَةٍ لَهُ . وَقَالَ
قَيْسُ بْنُ خُوَيْلِدٍ الْهُذَلِيُّ يَصِفُ نَاقَتَهُ :
:
إنَّ النَّعُوسَ بِهَا دَاءٌ مُخَامِرُهَا فَشَطْرَهَا نَظَرُ الْعَيْنَيْنِ مَحْسُورُ
وَهَذَا الْبَيْتُ فِي أَبْيَاتٍ لَهُ : قَالَ
ابْنُ هِشَامٍ : وَالنَّعُوسُ : نَاقَتُهُ ، وَكَانَ بِهَا دَاءٌ فَنَظَرَ إلَيْهَا نَظَرَ حَسِيرٍ ، مِنْ قَوْلِهِ :
nindex.php?page=tafseer&surano=67&ayano=4وَهُوَ حَسِيرٌ nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=144وَإِنَّ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ لَيَعْلَمُونَ أَنَّهُ الْحَقُّ مِنْ رَبِّهِمْ وَمَا اللَّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا يَعْمَلُونَ وَلَئِنْ أَتَيْتَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ بِكُلِّ آيَةٍ مَا تَبِعُوا قِبْلَتَكَ وَمَا أَنْتَ بِتَابِعٍ قِبْلَتَهُمْ وَمَا بَعْضُهُمْ بِتَابِعٍ قِبْلَةَ بَعْضٍ وَلَئِنِ اتَّبَعْتَ أَهْوَاءَهُمْ مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ إِنَّكَ إِذًا لَمِنَ الظَّالِمِينَ قَالَ
ابْنُ إسْحَاقَ : إلَى قَوْلِهِ تَعَالَى :
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=147الْحَقُّ مِنْ رَبِّكَ فَلَا تَكُونَنَّ مِنَ الْمُمْتَرِينَ