الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                          صفحة جزء
                                                                                                          باب ومن سورة الصف

                                                                                                          3309 حدثنا عبد الله بن عبد الرحمن أخبرنا محمد بن كثير عن الأوزاعي عن يحيى بن أبي كثير عن أبي سلمة عن عبد الله بن سلام قال قعدنا نفر من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم فتذاكرنا فقلنا لو نعلم أي الأعمال أحب إلى الله لعملناه فأنزل الله تعالى سبح لله ما في السموات وما في الأرض وهو العزيز الحكيم يا أيها الذين آمنوا لم تقولون ما لا تفعلون قال عبد الله بن سلام فقرأها علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم قال أبو سلمة فقرأها علينا ابن سلام قال يحيى فقرأها علينا أبو سلمة قال ابن كثير فقرأها علينا الأوزاعي قال عبد الله فقرأها علينا ابن كثير قال أبو عيسى وقد خولف محمد بن كثير في إسناد هذا الحديث عن الأوزاعي وروى ابن المبارك عن الأوزاعي عن يحيى بن أبي كثير عن هلال بن أبي ميمونة عن عطاء بن يسار عن عبد الله بن سلام أو عن أبي سلمة عن عبد الله بن سلام وروى الوليد بن مسلم هذا الحديث عن الأوزاعي نحو رواية محمد بن كثير

                                                                                                          التالي السابق


                                                                                                          ( سورة الصف ) فيها قولان أحدهما أنها مدنية وهو قول ابن عباس والجمهور والثاني أنها مكية وهي أربع عشرة آية .

                                                                                                          قوله : ( أخبرنا محمد بن كثير ) بن أبي عطاء الثقفي الصنعاني أبو يوسف نزيل المصيصة صدوق كثير الغلط من صغار التاسعة ( عن أبي سلمة ) هو ابن عبد الرحمن . قوله : ( قعدنا نفرا ) حال من ضمير قعدنا والنفر بفتحتين عدة رجال من ثلاثة إلى عشرة يا أيها الذين آمنوا لم تقولون ما لا تفعلون [ ص: 147 ] هذا إنكار على من يعد وعدا أو يقول قولا لا يفي به ولهذا استدل بهذه الآية الكريمة من ذهب من علماء السلف إلى أنه يجب الوفاء بالوعد مطلقا سواء ترتب عليه عزم الموعود أم لا ، وذهب الإمام مالك إلى أنه إذا تعلق بالوعد عزم على الموعود وجب الوفاء به ، وذهب الجمهور إلى أنه لا يجب مطلقا وحملوا الآية على أنها نزلت حين تمنوا فريضة الجهاد عليهم فلما فرض نكل عنه بعضهم . عن ابن عباس قال : كان ناس من المؤمنين قبل أن يفرض الجهاد يقولون : لوددنا أن الله عز وجل دلنا على أحب الأعمال إليه فنعمل به فأخبر الله نبيه أن أحب الأعمال إيمان به لا شك فيه وجهاد أهل معصيته الذين خالفوا الإيمان ولما يقروا به فلما نزل الجهاد كره ذلك ناس من المؤمنين وشق عليهم أمره فقال الله تعالى : يا أيها الذين آمنوا لم تقولون ما لا تفعلون وهذا اختيار ابن جرير . هذا تلخيص ما ذكره الحافظ ابن كثير في تفسيره وهو الظاهر ، وقيل أنزلت في شأن القتال يقول الرجل قاتلت ولم يقاتل وطعنت ولم يطعن وضربت ولم يضرب وصبرت ولم يصبر ، وقيل غير ذلك . قوله : ( قال عبد الله بن سلام : فقرأها علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم قال أبو سلمة : فقرأها علينا ابن سلام إلخ ) حديث عبد الله بن سلام هذا يسمى بالمسلسل بقراءة سورة الصف ، قال في المنح هذا صحيح متصل الإسناد والتسلسل ورجاله ثقات وهو أصح مسلسل روي في الدنيا انتهى . وقال الحافظ في الفتح في تفسير سورة الصف : وقد وقع لنا سماع هذه السورة مسلسلا في حديث ذكر في أوله سبب نزولها وإسناده صحيح قل أن وقع في المسلسلات مثله مع مزيد علوه . قوله : ( وقد خولف محمد بن كثير في إسناد هذا الحديث عن الأوزاعي فروى ابن المبارك عن الأوزاعي عن يحيى بن أبي كثير إلخ ) قال الحافظ ابن كثير : وهكذا رواه الإمام أحمد عن معمر عن ابن المبارك به ( وروى الوليد بن مسلم هذا الحديث عن الأوزاعي نحو رواية محمد بن كثير ) قال الحافظ ابن كثير : وكذا رواه الوليد بن يزيد عن الأوزاعي كما رواه ابن كثير . وحديث عبد الله بن سلام [ ص: 148 ] هذا أخرجه أيضا أحمد وابن حبان والحاكم وقال صحيح على شرط الشيخين وأبو يعلى والطبراني والبيهقي في الشعب والسنن .




                                                                                                          الخدمات العلمية