الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                        صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                        وقوله : فإن عثر على أنهما استحقا إثما ؛ أي : فإن اطلع على أنهما قد خانا؛ فآخران يقومان مقامهما من الذين استحق عليهم الأوليان ؛ وقد قرئت : " الأولين " ؛ ويجوز " من الذين استحق عليهم الأوليان " ؛ وهذا موضع من أصعب ما في القرآن في الإعراب؛ فـ " أوليان " ؛ في قول أكثر البصريين؛ يرتفعان على البدل مما في " يقومان " ؛ المعنى : " فليقم الأوليان بالميت مقام هذين الخائنين " ؛ فيقسمان بالله لشهادتنا أحق من شهادتهما. [ ص: 217 ] فإذا ارتفع " الأوليان " ؛ على البدل؛ فاللذان في " استحق " ؛ من الضمير معنى الوصية؛ المعنى : " فليقم الأوليان من الذين استحقت الوصية عليهم؛ أو استحق الإيصاء عليهم " ؛ وقال بعضهم : معنى " من الذين استحق عليهم الأوليان " ؛ معناه : استحق فيهم؛ وقامت " على " ؛ مقام " في " ؛ كما قامت " في " ؛ مقام " على " ؛ في قوله : ولأصلبنكم في جذوع النخل ؛ ومعناه : على جذوع النخل؛ وقال بعضهم : معنى على " من الذين استحق عليهم الأوليان " ؛ كما قال : الذين إذا اكتالوا على الناس يستوفون ؛ أي : إذا اكتالوا من الناس؛ وقيل : إن في " استحق " ؛ ذكر الإثم؛ لأن قوله - عز وجل - : فإن عثر على أنهما استحقا إثما فآخران يقومان مقامهما من الذين استحق عليهم الأوليان ؛ كان المعنى : " الذين جني الإثم عليهم " ؛ وقيل إن " الأوليان " ؛ جائز أن يرتفعا بـ " استحق " ؛ ويكون معناهما : " الأوليان باليمين " ؛ أي : بأن يحلفا من يشهد بعدهما؛ فإن جاز شهادة النصرانيين كان " الأوليان " ؛ على هذا القول : " النصرانيين " ؛ أو الآخران من غير بيت الميت؛ وأجود هذه الأقوال أن يكون " الأوليان " ؛ بدلا؛ على أن المعنى : " ليقم الأوليان من الذين استحق عليهم الوصية " ؛ ومن قرأ : " الأولين " ؛ رده على " الذين " ؛ وكان المعنى : " من الذين استحق عليهم الإيصاء الأولين " ؛ واحتج من قرأ بهذا فقال : أرأيت إن كان الأوليان صغيرين؟

                                                                                                                                                                                                                                        التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                        الخدمات العلمية