الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                        صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                        إن الذين آمنوا [69]

                                                                                                                                                                                                                                        اسم إن ( والذين هادوا ) عطف عليه ( والصابئون ) وقرأ سعيد بن جبير (والصابئين) بالنصب، والتقدير: إن الذين آمنوا والذين هادوا من آمن بالله منهم وعمل صالحا فلهم أجرهم، والصابئون والنصارى كذلك، وأنشد [ ص: 32 ] سيبويه ، وهو نظير هذا:


                                                                                                                                                                                                                                        124 - وإلا فاعلموا أنا وأنتم بغاة ما بقينا في شقاق



                                                                                                                                                                                                                                        وقال الكسائي والأخفش ذكره في (المسائل الكبير) و(الصابئون) عطف على المضمر الذي في هادوا، وقال الفراء : إنما جاز الرفع؛ لأن (الذين) لا يبين فيه الإعراب.

                                                                                                                                                                                                                                        قال أبو جعفر : وسمعت أبا إسحاق يقول - وقد ذكر له قول الأخفش والكسائي -: هذا خطأ من جهتين:

                                                                                                                                                                                                                                        أحدهما أن المضمر المرفوع يقبح العطف عليه حتى يؤكد.

                                                                                                                                                                                                                                        والجهة الأخرى أن المعطوف شريك المعطوف عليه، فيصير المعنى: إن الصابئين قد دخلوا في اليهودية، وهذا محال، وسبيل ما لا يتبين فيه الإعراب، وما يتبين فيه واحدة.

                                                                                                                                                                                                                                        التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                        الخدمات العلمية