الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                            صفحة جزء
                                                                                                                                            ( 821 ) فصل : وهل يجوز لولي الصبي أن يلبسه الحرير ؟ فيه وجهان . أشبههما بالصواب تحريمه ; لعموم قول النبي صلى الله عليه وسلم : { حرم لباس الحرير على ذكور أمتي ، وأحل لإناثهم } . وروى أبو داود ، بإسناده عن جابر ، قال : كنا ننزعه عن الغلمان ، ونتركه على الجواري . وقدم حذيفة من سفر ، وعلى صبيانه قمص من حرير ، فمزقها على الصبيان ، وتركها على الجواري ، أخرجه الأثرم . وروي أيضا عن عبد الرحمن بن يزيد قال : كنت رابع أربعة ، أو خامس خمسة ، مع عبد الله ، فجاء ابن له صغير عليه قمص من حرير ، فدعاه ، فقال له : من كساك هذا ؟ قال : أمي . فأخذه عبد الله فشقه .

                                                                                                                                            والوجه الآخر ، ذكره أصحابنا ، أنه يباح ; لأنهم غير مكلفين ، فلا يتعلق التحريم بلبسهم ، كما لو ألبسه دابة ، ولأنهم محل للزينة فأشبهوا النساء .

                                                                                                                                            والأول أصح ; لظاهر الحديث ، وفعل الصحابة . ويتعلق التحريم بتمكينهم من المحرمات كتمكينهم من شرب الخمر ، وأكل الربا ، وغيرهما ، وكونهم محل الزينة - مع تحريم الاستمتاع بهم - يقتضي التحريم ، لا الإباحة ، بخلاف النساء . والله أعلم .

                                                                                                                                            التالي السابق


                                                                                                                                            الخدمات العلمية