الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                        صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                        [ ص: 47 ] إليك).

                                                                                                                                                                                                                                        فإن عثر [107]

                                                                                                                                                                                                                                        في موضع جزم بالشرط، يقال منه: عثرت عليه بالذنب أعثر عثورا، وعثرت في المشي أعثر عثارا فآخران رفع بفعل مضمر يقومان في موضع نعت مقامهما مصدر، وتقديره: مقاما مثل مقامهما، ثم أقيم النعت مقام المنعوت والمضاف مقام المضاف إليه من الذين استحق عليهم روي عن أبي بن كعب (من الذين استحق) بفتح التاء والحاء، وكذا روى حفص بن سليمان، عن عاصم بن أبي النجود الأوليان قراءة أهل المدينة، يكون بدلا من قوله فآخران أو من المضمر في يقومان وقيل: هو اسم ما لم يسم فاعله، أي استحق عليهم إثم الأوليين مثل: واسأل القرية والمعنى عند قائل هذا: من الذين استحق عليهم الإثم بالخيانة، وعليهم بمعنى فيهم، مثل على ملك سليمان أي: في ملك سليمان والمعنى: الأولى بالميت أو القسم.

                                                                                                                                                                                                                                        وقرأ الكوفيون (الأولين) بدل من الذين، أو من الهاء والميم في عليهم، وروي عن الحسن (الأولان).

                                                                                                                                                                                                                                        فيقسمان بالله لشهادتنا أحق من شهادتهما ابتداء وخبر، وقد ذكرنا ما فيه.

                                                                                                                                                                                                                                        والأولى أن يكون لأولياء الميت، فأما أن يكون الشاهدان يحلفان فبعيد، وإنما أشكل لقوله: لشهادتنا وبيانه أن الشهادة بمعنى الخبر، وكل مخبر شاهد.

                                                                                                                                                                                                                                        وقد روى معمر ، [ ص: 48 ] عن أيوب، عن ابن سيرين ، عن عبيدة قال: قام رجلان من أولياء الميت فحلفا.

                                                                                                                                                                                                                                        التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                        الخدمات العلمية