الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
[ ص: 377 ] 339 - وعن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ( اتقوا اللاعنين ) قالوا : وما اللاعنان يا رسول الله ؟ قال : الذي يتخلى في طريق الناس أو في ظلهم ) رواه مسلم .

التالي السابق


339 - ( وعن أبي هريرة قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ( اتقوا ) : أي : احذروا أو اجتنبوا ( اللاعنين ) : أي : الأمرين الجالبين للعن والشتم ، فكأنهما لاعنان من باب تسمية الحامل فاعلا أي : للذين هما سببا اللعنة غالبا ، وفي الأزهار قيل : اللاعن بمعنى الملعون ( قالوا : وما اللاعنان يا رسول الله ؟ قال : ( الذي يتخلى ) : أي : يتغوط وينجس بحذف المضاف أي أحدهما تخلي الذي يتخلى ( في طريق الناس ) : أو عبر عن الفعل بفاعله ( أو ) : للتنويع ( في ظلهم : أي : في مستظلهم الذي يجلسون فيه للتحدث ، وقال الطيبي المراد ما اختاروه ناديا ومقيلا قال الأبهري : ومواضع الشمس في الشتاء كالظل في الصيف يعني في الموضع الذي يتشمسون ويتدفئون به كما في البلاد الباردة اهـ . ومثلها موارد الماء وهي طرقه كما في رواية تأتي ، والإضافة تدل على كون المحل مباحا فيكره ، وأما إذا كان مملوكا فيحرم قضاء الحاجة بغير إذن مالكه . ( رواه مسلم ) . ورواه أحمد ، ومسلم وأبو داود عنه بلفظ ( اتقوا اللاعنين : الذي يتخلى في طريق الناس أو في ظلهم ) كذا في الجامع الصغير .




الخدمات العلمية