الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                          صفحة جزء
                                                                                                          3577 حدثنا محمد بن إسمعيل حدثنا موسى بن إسمعيل حدثنا حفص بن عمر الشني حدثني أبي عمر بن مرة قال سمعت بلال بن يسار بن زيد مولى النبي صلى الله عليه وسلم حدثني أبي عن جدي سمع النبي صلى الله عليه وسلم يقول من قال أستغفر الله العظيم الذي لا إله إلا هو الحي القيوم وأتوب إليه غفر له وإن كان فر من الزحف قال أبو عيسى هذا حديث غريب لا نعرفه إلا من هذا الوجه

                                                                                                          التالي السابق


                                                                                                          قوله : ( حدثنا محمد بن إسماعيل ) هو الإمام البخاري ( حدثنا حفص بن عمر ) بن مرة ( الشني ) بفتح المعجمة وتشديد النون البصري مقبول من السادسة ( حدثني أبي عمر بن مرة ) [ ص: 23 ] الشني البصري مقبول من الرابعة ( قال : سمعت بلال بن يسار بن زيد ) القرشي مولاهم ، بصري مقبول ( حدثني أبي ) أي : يسار بن زيد مقبول من الرابعة ( عن جدي ) أي : زيد . قال في التقريب : زيد والد يسار مولى النبي -صلى الله عليه وسلم - صحابي له حديث ذكر أبو موسى المديني أن اسم أبيه بولا بموحدة وكان عبدا نوبيا .

                                                                                                          قوله : " أستغفر الله الذي لا إله إلا هو الحي القيوم " روي بالنصب على الوصف للفظ الله وبالرفع لكونهما بدلين أو بيانين لقوله هو ، والأول هو الأكثر والأشهر ، وقال الطيبي يجوز في الحي القيوم النصب صفة لله أو مدحا والرفع بدلا من الضمير أو على المدح أو على أنه خبر مبتدأ محذوف " وأتوب إليه " ينبغي ألا يتلفظ بذلك إلا إذا كان صادقا وألا يكون بين يدي الله كاذبا ولذا روي أن المستغفر من الذنب وهو مقيم عليه كالمستهزئ بربه " وإن كان فر " أي : هرب " من الزحف " قال الطيبي : الزحف الجيش الكثير الذي يرى لكثرته كأنه يزحف قال في النهاية من زحف الصبي إذا دب على استه قليلا قليلا ، وقال المظهر هو اجتماع الجيش في وجه العدو أي : من حرب الكفار حيث لا يجوز الفرار بأن لا يزيد الكفار على المسلمين مثلي عدد المسلمين ولا نوى التحرف والتحيز . قوله : ( هذا حديث غريب لا نعرفه إلا من هذا الوجه ) وأخرجه أبو داود ، وقال المنذري في الترغيب بعد نقل كلام الترمذي هذا ما لفظه : وإسناده جيد متصل فقد ذكر البخاري في تاريخه الكبير أن بلالا سمع من أبيه يسار وأن يسارا سمع من أبيه زيد مولى رسول الله -صلى الله عليه وسلم - وقد اختلف في يسار والد بلال هل هو بالباء الموحدة ، أو بالياء المثناة تحت ، وذكر البخاري في تاريخه أنه بالموحدة ، والله أعلم ، ورواه الحاكم من حديث ابن مسعود ، وقال صحيح على شرطهما إلا أنه قال : يقولها ثلاثا . انتهى .




                                                                                                          الخدمات العلمية