الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                          صفحة جزء
                                                                                                          3631 حدثنا إسحق بن موسى الأنصاري حدثنا معن حدثنا مالك بن أنس عن إسحق بن عبد الله بن أبي طلحة عن أنس بن مالك قال رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم وحانت صلاة العصر والتمس الناس الوضوء فلم يجدوه فأتي رسول الله صلى الله عليه وسلم بوضوء فوضع رسول الله صلى الله عليه وسلم يده في ذلك الإناء وأمر الناس أن يتوضئوا منه قال فرأيت الماء ينبع من تحت أصابعه فتوضأ الناس حتى توضئوا من عند آخرهم وفي الباب عن عمران بن حصين وابن مسعود وجابر وزياد بن الحارث الصدائي قال أبو عيسى وحديث أنس حديث حسن صحيح

                                                                                                          التالي السابق


                                                                                                          قوله : ( وحانت ) أي : والحال أنه قد قربت ( والتمس الناس الوضوء ) بفتح الواو أي : طلبوا [ ص: 76 ] الماء للوضوء ( فأتي ) بصيغة المجهول ( قال ) أي : أنس ( ينبع ) بتثليث الموحدة أي : يفور ويخرج ( حتى توضئوا من عند آخرهم ) قال الكرماني : " حتى " للتدريج و " من " للبيان أي : توضأ الناس حتى توضأ الذين عند آخرهم ، وهو كناية عن جميعهم ، قال وعند بمعنى في ؛ لأن عند وإن كانت للظرفية الخاصة لكن المبالغة تقتضي أن تكون لمطلق الظرفية فكأنه قال : الذين هم في آخرهم ، وقال التيمي المعنى : توضأ القوم حتى وصلت النوبة إلى الآخر ، وقال النووي : من هنا بمعنى إلى ، وهي لغة ، وتعقبه الكرماني بأنها شاذة قال : ثم إن إلى لا يجوز أن تدخل على عند ويلزم عليه وعلى ما قال التيمي أن لا يدخل الأخير لكن ما قاله الكرماني من أن إلى لا تدخل على عند لا يلزم مثله في من إذا وقعت بمعنى إلى ، وعلى توجيه النووي يمكن أن يقال عند زائدة : قوله : ( وفي الباب عن عمران بن حصين وابن مسعود وجابر ) أما حديث عمران بن حصين فأخرجه أحمد ، والبخاري ومسلم ، وأما حديث ابن مسعود فأخرجه الترمذي بعد الباب الذي يلي هذا الباب ، وأما حديث جابر فأخرجه الشيخان . قوله : ( حديث أنس حديث حسن صحيح ) أخرجه البخاري في الطهارة ، وفي علامات النبوة ومسلم في الفضائل والنسائي في الطهارة .




                                                                                                          الخدمات العلمية