الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                وإن جنحوا للسلم فاجنح لها وتوكل على الله إنه هو السميع العليم

                                                                                                                                                                                                جنح له وإليه : إذا مال ، والسلم تؤنث تأنيث نقيضها وهي الحرب ، قال : [من البسيط]


                                                                                                                                                                                                السلم تأخذ منها ما رضيت به والحرب يكفيك من أنفاسها جرع



                                                                                                                                                                                                وقرئ : بفتح السين وكسرها ، وعن ابن عباس - رضي الله عنه - أن الآية منسوخة بقوله تعالى : قاتلوا الذين لا يؤمنون بالله [التوبة : 29] وعن مجاهد بقوله : فاقتلوا المشركين حيث وجدتموهم [التوبة : 5] ، والصحيح : أن الأمر موقوف على ما يرى فيه الإمام صلاح الإسلام وأهله من حرب أو سلم، وليس بحتم أن يقاتلوا أبدا ، أو يجابوا إلى الهدنة أبدا ، وقرأ الأشهب العقيلي : " فاجنح " بضم النون وتوكل على الله : ولا تخف من إبطانهم المكر في جنوحهم إلى السلم ; فإن الله كافيك وعاصمك من مكرهم وخديعتهم ، قال مجاهد : يريد قريظة .

                                                                                                                                                                                                التالي السابق


                                                                                                                                                                                                الخدمات العلمية