[ ص: 2478 ] nindex.php?page=treesubj&link=28760_30549_28977nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=29وقالوا إن هي إلا حياتنا الدنيا وما نحن بمبعوثين
الحياة التي تسمى حياة في نظرهم ولا شيء سواها حياة الدنيا، هذه الجملة تفيد ثلاث فوائد:
أولها: نفي وجود أي حياة غير الحياة التي يعيشونها، ولو كانت هذه الحياة هي الدنيا وليست العالية القويمة.
الثانية: أنهم ينسبون الحياة إليهم لاستمتاعهم فيها وما فيها من لهو ينغمسون فيه، وعبث يعبثونه.
الثالثة: إنكارهم صراحة لبعثهم وتأكيد النفي بالباء، وبالجملة الاسمية.
لقد قالوا ذلك القول في الدنيا بلا ريب، ولكن كلمة (قالوا) في هذا النص " أهي معطوفة على كلمة (لعادوا) ، وقولهم هذا يكون على فرض عودتهم، وهذا هو الظاهر، ويكون قوله تعالى:
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=28وإنهم لكاذبون جملة اعتراضية مؤكدة لمعنى عودتهم إلى ما كانوا عليه إن عادوا إلى الدنيا، إذ هي تكذيب ادعاء أنهم لا يكذبون بآيات ربنا، ويكونون من المؤمنين.
ويصح أن تكون (وقالوا) كلاما سيق مستأنفا للمقابلة بين حالهم التي يرونها في الآخرة؛ إذ يرون الهول عيانا، وقد ينكرون البعث، ويؤكدون الإنكار له، وها هم أولاء يرونه، ويتمنون ما يتمنون.
[ ص: 2478 ] nindex.php?page=treesubj&link=28760_30549_28977nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=29وَقَالُوا إِنْ هِيَ إِلا حَيَاتُنَا الدُّنْيَا وَمَا نَحْنُ بِمَبْعُوثِينَ
الْحَيَاةُ الَّتِي تُسَمَّى حَيَاةً فِي نَظَرِهِمْ وَلَا شَيْءَ سِوَاهَا حَيَاةُ الدُّنْيَا، هَذِهِ الْجُمْلَةُ تُفِيدُ ثَلَاثَ فَوَائِدَ:
أَوَّلُهَا: نَفْيُ وُجُودِ أَيِّ حَيَاةٍ غَيْرِ الْحَيَاةِ الَّتِي يَعِيشُونَهَا، وَلَوْ كَانَتْ هَذِهِ الْحَيَاةُ هِيَ الدُّنْيَا وَلَيْسَتِ الْعَالِيَةَ الْقَوِيمَةَ.
الثَّانِيَةُ: أَنَّهُمْ يَنْسُبُونَ الْحَيَاةَ إِلَيْهِمْ لِاسْتِمْتَاعِهِمْ فِيهَا وَمَا فِيهَا مِنْ لَهْوٍ يَنْغَمِسُونَ فِيهِ، وَعَبَثٍ يَعْبِثُونَهُ.
الثَّالِثَةُ: إِنْكَارُهُمْ صَرَاحَةً لِبَعْثِهِمْ وَتَأْكِيدُ النَّفْيِ بِالْبَاءِ، وَبِالْجُمْلَةِ الِاسْمِيَّةِ.
لَقَدْ قَالُوا ذَلِكَ الْقَوْلَ فِي الدُّنْيَا بِلَا رَيْبٍ، وَلَكِنَّ كَلِمَةَ (قَالُوا) فِي هَذَا النَّصِّ " أَهِيَ مَعْطُوفَةٌ عَلَى كَلِمَةِ (لَعَادُوا) ، وَقَوْلُهُمْ هَذَا يَكُونُ عَلَى فَرْضِ عَوْدَتِهِمْ، وَهَذَا هُوَ الظَّاهِرُ، وَيَكُونُ قَوْلُهُ تَعَالَى:
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=28وَإِنَّهُمْ لَكَاذِبُونَ جُمْلَةٌ اعْتِرَاضِيَّةٌ مُؤَكِّدَةٌ لِمَعْنَى عَوْدَتِهِمْ إِلَى مَا كَانُوا عَلَيْهِ إِنْ عَادُوا إِلَى الدُّنْيَا، إِذْ هِيَ تَكْذِيبُ ادِّعَاءِ أَنَّهُمْ لَا يُكَذِّبُونَ بِآيَاتِ رَبِّنَا، وَيَكُونُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ.
وَيَصِحُّ أَنْ تَكُونَ (وَقَالُوا) كَلَامًا سِيقَ مُسْتَأْنَفًا لِلْمُقَابَلَةِ بَيْنَ حَالِهِمُ الَّتِي يَرَوْنَهَا فِي الْآخِرَةِ؛ إِذْ يَرَوْنَ الْهَوْلَ عِيَانًا، وَقَدْ يُنْكِرُونَ الْبَعْثَ، وَيُؤَكِّدُونَ الْإِنْكَارَ لَهُ، وَهَا هُمْ أُولَاءِ يَرَوْنَهُ، وَيَتَمَنَّوْنَ مَا يَتَمَنَّوْنَ.