الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                          صفحة جزء
                                                                                                          3866 حدثنا أبو بكر محمد بن نافع حدثنا النضر بن حماد حدثنا سيف بن عمر عن عبيد الله بن عمر عن نافع عن ابن عمر قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا رأيتم الذين يسبون أصحابي فقولوا لعنة الله على شركم قال أبو عيسى هذا حديث منكر لا نعرفه من حديث عبيد الله بن عمر إلا من هذا الوجه والنضر مجهول وسيف مجهول

                                                                                                          التالي السابق


                                                                                                          قوله : ( حدثنا أبو بكر محمد بن نافع ) اسمه محمد بن أحمد البصري العبدي ( أخبرنا النضر بن حماد ) الفزاري ، ويقال العتكي أبو عبد الله الكوفي ضعيف من التاسعة ( أخبرنا سيف بن عمر ) التميمي صاحب كتاب الردة ، ويقال له : الضبي ، ويقال غير ذلك الكوفي ضعيف في الحديث عمدة في التاريخ ، أفحش ابن حبان القول فيه من الثامنة ، مات في زمن الرشيد ( عن عبيد الله بن عمر ) العمري . قوله : " إذا رأيتم الذين يسبون " أي : يشتمون " أصحابي " أي : أحدهم " لعنة الله على شركم " قال الزمخشري : هذا من كلام المصنف فهو على وزن وإنا أو إياكم لعلى هدى أو في ضلال مبين وقول حسان :


                                                                                                          فشركما لخيركما فداء



                                                                                                          وفيه إشارة إلى أن لعنهم يرجع إليهم ، فإنهم أهل الشر ، والفتنة ، وأن الصحابة من أهل الخير المستحقين للرضى والرحمة ، قال الحافظ في الفتح : اختلف في ساب الصحابي فقال عياض : ذهب الجمهور إلى أنه يعزر ، وعن بعض المالكية يقتل ، وخص بعض الشافعية ذلك بالشيخين ، والحسنين ، فحكى القاضي حسين في ذلك وجهين ، وقواه السبكي في حق من كفر الشيخين ، وكذا من كفر من صرح النبي -صلى الله عليه وسلم- بإيمانه ، أو تبشيره بالجنة إذا تواتر الخبر بذلك عنه لما تضمن من تكذيب رسول الله -صلى الله عليه وسلم- . انتهى ، وقال النووي في شرح مسلم : اعلم أن سب الصحابة حرام من فواحش المحرمات سواء من لابس الفتن منهم وغيره ؛ لأنهم مجتهدون في تلك الحرب ومتأولون كما أوضحناه في أول فضائل الصحابة من هذا الشرح ، قال القاضي : وسب أحدهم من المعاصي الكبائر ، ومذهبنا ومذهب الجمهور أنه يعزر ولا يقتل ، وقال بعض المالكية يقتل . انتهى .




                                                                                                          الخدمات العلمية