وقوله :
nindex.php?page=treesubj&link=28908_28723_28797_30347_30355_30431_30437_30443_30539_34092_34103_34110_34112_34513nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=128ويوم يحشرهم جميعا يا معشر الجن ؛ المعنى - والله أعلم - : فيقال لهم :
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=128يا معشر الجن قد استكثرتم من الإنس ؛ المعنى : قد استكثرتم ممن أضللتموهم من الإنس؛
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=128وقال أولياؤهم من الإنس ربنا استمتع بعضنا ببعض ؛ جاء في التفسير أن استمتاع الإنس بالجن أن الرجل كان إذا سافر سفرا فخاف؛ أو أصاب صيدا؛ قال : أعوذ برب هذا الوادي؛ وبصاحب هذا الوادي؛ يعني به الجن؛ واستمتاع الجن بالإنس أن الإنسي قد اعترف له بأنه يقدر أن يدفع عنه؛ والذي يدل عليه اللفظ - والله أعلم - هو قبول الإنس من الجن ما كانوا يغوونهم به؛ لقوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=128استكثرتم من الإنس ؛ فأما من كان يقول هذا؛ أعني يستعيذ بالجن؛ فقليل؛
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=128قال النار مثواكم ؛ " المثوى " : المقام؛
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=128خالدين فيها ؛ منصوب على الحال؛ المعنى : " النار مقامكم في حال خلود دائم " ؛ وقوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=128إلا ما شاء الله ؛ معنى الاستثناء عندي ههنا - والله أعلم - إنما هو من يوم القيامة؛ لأن
[ ص: 292 ] قوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=128ويوم يحشرهم جميعا ؛ هو يوم القيامة؛ فقال : " خالدين فيها مذ يبعثون إلا ما شاء ربك من مقدار حشرهم من قبورهم؛ ومقدار مدتهم في محاسبتهم " ؛ وجائز أن يكون " إلا ما شاء الله أن يعذبهم به من أصناف العذاب " ؛ كما قال - جل وعز - :
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=106لهم فيها زفير وشهيق nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=107خالدين فيها ما دامت السماوات والأرض إلا ما شاء ربك ؛ فيجوز - والله أعلم - " إلا ما شاء ربك من مقدار حشرهم؛ ومحاسبتهم " ؛ ويجوز أن يكون " إلا ما شاء ربك مما يزيدهم من العذاب " ؛ وقوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=128إن ربك حكيم عليم ؛ أي : هو حكيم فيما جعله من جزائهم؛ وحكيم في غيره.
وَقَوْلُهُ :
nindex.php?page=treesubj&link=28908_28723_28797_30347_30355_30431_30437_30443_30539_34092_34103_34110_34112_34513nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=128وَيَوْمَ يَحْشُرُهُمْ جَمِيعًا يَا مَعْشَرَ الْجِنِّ ؛ اَلْمَعْنَى - وَاللَّهُ أَعْلَمُ - : فَيُقَالُ لَهُمْ :
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=128يَا مَعْشَرَ الْجِنِّ قَدِ اسْتَكْثَرْتُمْ مِنَ الإِنْسِ ؛ اَلْمَعْنَى : قَدِ اسْتَكْثَرْتُمْ مِمَّنْ أَضْلَلْتُمُوهُمْ مِنَ الْإِنْسِ؛
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=128وَقَالَ أَوْلِيَاؤُهُمْ مِنَ الإِنْسِ رَبَّنَا اسْتَمْتَعَ بَعْضُنَا بِبَعْضٍ ؛ جَاءَ فِي التَّفْسِيرِ أَنَّ اسْتِمْتَاعَ الْإِنْسِ بِالْجِنِّ أَنَّ الرَّجُلَ كَانَ إِذَا سَافَرَ سَفَرًا فَخَافَ؛ أَوْ أَصَابَ صَيْدًا؛ قَالَ : أَعُوذُ بِرَبِّ هَذَا الْوَادِي؛ وَبِصَاحِبِ هَذَا الْوَادِي؛ يَعْنِي بِهِ الْجِنَّ؛ وَاسْتِمْتَاعُ الْجِنِّ بِالْإِنْسِ أَنَّ الْإِنْسِيَّ قَدِ اعْتَرَفَ لَهُ بِأَنَّهُ يَقْدِرُ أَنْ يَدْفَعَ عَنْهُ؛ وَالَّذِي يَدُلُّ عَلَيْهِ اللَّفْظُ - وَاللَّهُ أَعْلَمُ - هُوَ قَبُولُ الْإِنْسِ مِنَ الْجِنِّ مَا كَانُوا يُغْوُونَهُمْ بِهِ؛ لِقَوْلِهِ :
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=128اسْتَكْثَرْتُمْ مِنَ الإِنْسِ ؛ فَأَمَّا مَنْ كَانَ يَقُولُ هَذَا؛ أَعْنِي يَسْتَعِيذُ بِالْجِنِّ؛ فَقَلِيلٌ؛
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=128قَالَ النَّارُ مَثْوَاكُمْ ؛ " اَلْمَثْوَى " : اَلْمُقَامُ؛
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=128خَالِدِينَ فِيهَا ؛ مَنْصُوبٌ عَلَى الْحَالِ؛ الْمَعْنَى : " اَلنَّارُ مُقَامُكُمْ فِي حَالِ خُلُودٍ دَائِمٍ " ؛ وَقَوْلُهُ :
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=128إِلا مَا شَاءَ اللَّهُ ؛ مَعْنَى الِاسْتِثْنَاءِ عِنْدِي هَهُنَا - وَاللَّهُ أَعْلَمُ - إِنَّمَا هُوَ مِنْ يَوْمِ الْقِيَامَةِ؛ لِأَنَّ
[ ص: 292 ] قَوْلَهُ :
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=128وَيَوْمَ يَحْشُرُهُمْ جَمِيعًا ؛ هُوَ يَوْمُ الْقِيَامَةِ؛ فَقَالَ : " خَالِدِينَ فِيهَا مُذْ يُبْعَثُونَ إِلَّا مَا شَاءَ رَبُّكَ مِنْ مِقْدَارِ حَشْرِهِمْ مِنْ قُبُورِهِمْ؛ وَمِقْدَارِ مُدَّتِهِمْ فِي مُحَاسَبَتِهِمْ " ؛ وَجَائِزٌ أَنْ يَكُونَ " إِلَّا مَا شَاءَ اللَّهُ أَنْ يُعَذِّبَهُمْ بِهِ مِنْ أَصْنَافِ الْعَذَابِ " ؛ كَمَا قَالَ - جَلَّ وَعَزَّ - :
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=106لَهُمْ فِيهَا زَفِيرٌ وَشَهِيقٌ nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=107خَالِدِينَ فِيهَا مَا دَامَتِ السَّمَاوَاتُ وَالأَرْضُ إِلا مَا شَاءَ رَبُّكَ ؛ فَيَجُوزُ - وَاللَّهُ أَعْلَمُ - " إِلَّا مَا شَاءَ رَبُّكَ مِنْ مِقْدَارِ حَشْرِهِمْ؛ وَمُحَاسَبَتِهِمْ " ؛ وَيَجُوزُ أَنْ يَكُونَ " إِلَّا مَا شَاءَ رَبُّكَ مِمَّا يَزِيدُهُمْ مِنَ الْعَذَابِ " ؛ وَقَوْلُهُ :
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=128إِنَّ رَبَّكَ حَكِيمٌ عَلِيمٌ ؛ أَيْ : هُوَ حَكِيمٌ فِيمَا جَعَلَهُ مِنْ جَزَائِهِمْ؛ وَحَكِيمٌ فِي غَيْرِهِ.