nindex.php?page=treesubj&link=28659_28678_31756_28987nindex.php?page=tafseer&surano=16&ayano=3خلق السماوات والأرض بالحق تعالى عما يشركون nindex.php?page=treesubj&link=32408_32409_32688_34263_28987nindex.php?page=tafseer&surano=16&ayano=4خلق الإنسان من نطفة فإذا هو خصيم مبين nindex.php?page=treesubj&link=31753_32412_32414_32445_28987nindex.php?page=tafseer&surano=16&ayano=5والأنعام خلقها لكم فيها دفء ومنافع ومنها تأكلون nindex.php?page=treesubj&link=32412_32414_28987nindex.php?page=tafseer&surano=16&ayano=6ولكم فيها جمال حين تريحون وحين تسرحون nindex.php?page=treesubj&link=28723_32412_32414_34513_28987nindex.php?page=tafseer&surano=16&ayano=7وتحمل أثقالكم إلى بلد لم تكونوا بالغيه إلا بشق الأنفس إن ربكم لرءوف رحيم nindex.php?page=treesubj&link=32412_32414_32445_33205_33679_28987nindex.php?page=tafseer&surano=16&ayano=8والخيل والبغال والحمير لتركبوها وزينة ويخلق ما لا تعلمون nindex.php?page=treesubj&link=19881_30454_34092_28987nindex.php?page=tafseer&surano=16&ayano=9وعلى الله قصد السبيل ومنها جائر ولو شاء لهداكم أجمعين
هذه السورة تسمى سورة النعم، فإن الله ذكر في أولها أصول النعم وقواعدها، وفي آخرها متمماتها ومكملاتها.
(3 ) فأخبر أنه
nindex.php?page=tafseer&surano=16&ayano=3خلق السماوات والأرض بالحق ، ليستدل بهما العباد على عظمة خالقهما، وما له من نعوت الكمال، ويعلموا أنه خلقهما مسكنا لعباده الذين يعبدونه بما يأمرهم به من الشرائع التي أنزلها على ألسنة رسله، ولهذا نزه نفسه عن شرك المشركين به ، فقال:
nindex.php?page=tafseer&surano=16&ayano=3تعالى عما يشركون أي: تنزه وتعاظم عن شركهم ؛ فإنه الإله حقا، الذي لا تنبغي العبادة والحب والذل إلا له تعالى.
(4 ) ولما ذكر خلق السماوات والأرض ؛ ذكر خلق ما فيهما، وبدأ بأشرف ذلك وهو الإنسان فقال:
nindex.php?page=tafseer&surano=16&ayano=4خلق الإنسان من نطفة : لم يزل يدبرها ويرقيها وينميها حتى صارت بشرا تاما كامل الأعضاء الظاهرة والباطنة، قد غمره بنعمه
[ ص: 873 ] الغزيرة، حتى إذا استتم فخر بنفسه وأعجب بها
nindex.php?page=tafseer&surano=16&ayano=4فإذا هو خصيم مبين يحتمل أن المراد: فإذا هو خصيم لربه، يكفر به، ويجادل رسله، ويكذب بآياته. ونسي خلقه الأول، وما أنعم الله عليه به من النعم، فاستعان بها على معاصيه.
ويحتمل أن المعنى: أن الله أنشأ الآدمي من نطفة، ثم لم يزل ينقله من طور إلى طور، حتى صار عاقلا متكلما، ذا ذهن ورأي، يخاصم ويجادل، فليشكر العبد ربه الذي أوصله إلى هذه الحال، التي ليس في إمكانه القدرة على شيء منها.
(5
nindex.php?page=tafseer&surano=16&ayano=5والأنعام خلقها لكم أي: لأجلكم ولأجل منافعكم ومصالحكم، من جملة منافعها العظيمة أن
nindex.php?page=tafseer&surano=16&ayano=5لكم فيها دفء مما تتخذون من أصوافها وأوبارها، وأشعارها، وجلودها، من الثياب والفرش والبيوت.
( و ) لكم فيها " منافع " غير ذلك
nindex.php?page=tafseer&surano=16&ayano=5ومنها تأكلون .
(6
nindex.php?page=tafseer&surano=16&ayano=6ولكم فيها جمال حين تريحون وحين تسرحون أي: في وقت رواحها وراحتها وسكونها ووقت حركتها وسرحها، وذلك أن جمالها لا يعود إليها منه شيء فإنكم أنتم الذين تتجملون بها كما تتجملون بثيابكم وأولادكم وأموالكم، وتعجبون بذلك .
(7
nindex.php?page=tafseer&surano=16&ayano=7وتحمل أثقالكم من الأحمال الثقيلة، بل وتحملكم أنتم
nindex.php?page=tafseer&surano=16&ayano=7إلى بلد لم تكونوا بالغيه إلا بشق الأنفس ولكن الله ذللها لكم؛ فمنها ما تركبونه، ومنها ما تحملون عليه ما تشاؤون من الأثقال إلى البلدان البعيدة والأقطار الشاسعة.
nindex.php?page=tafseer&surano=16&ayano=7إن ربكم لرءوف رحيم إذ سخر لكم ما تضطرون إليه وتحتاجونه، فله الحمد كما ينبغي لجلال وجهه، وعظيم سلطانه وسعة جوده وبره.
(8
nindex.php?page=tafseer&surano=16&ayano=8والخيل والبغال والحمير سخرناها لكم
nindex.php?page=tafseer&surano=16&ayano=8لتركبوها وزينة أي: تارة تستعملونها للضرورة في الركوب، وتارة لأجل الجمال والزينة، ولم يذكر الأكل؛ لأن البغال والحمير محرم أكلها، والخيل لا تستعمل -في الغالب- للأكل، بل ينهى عن ذبحها لأجل الأكل خوفا من انقطاعها ، وإلا فقد ثبت في الصحيحين،
nindex.php?page=hadith&LINKID=670514أن النبي صلى الله عليه وسلم أذن في لحوم الخيل. nindex.php?page=tafseer&surano=16&ayano=8ويخلق ما لا تعلمون مما يكون بعد
[ ص: 874 ] نزول القرآن من الأشياء التي يركبها الخلق في البر والبحر والجو، ويستعملونها في منافعهم ومصالحهم، فإنه لم يذكرها بأعيانها، لأن الله تعالى لا يذكر في كتابه إلا ما يعرفه العباد، أو يعرفون نظيره، وأما ما ليس له نظير ؛ فإنه لو ذكر لم يعرفوه ولم يفهموا المراد منه، فيذكر أصلا جامعا يدخل فيه ما يعلمون وما لا يعلمون، كما ذكر نعيم الجنة ، وسمى منه ما نعلم ونشاهد نظيره، كالنخل والأعناب والرمان، وأجمل ما لا نعرف له نظيرا في قوله:
nindex.php?page=tafseer&surano=55&ayano=52فيهما من كل فاكهة زوجان فكذلك هنا ذكر ما نعرفه من المراكب؛ كالخيل والبغال والحمير والإبل والسفن، وأجمل الباقي في قوله:
nindex.php?page=tafseer&surano=16&ayano=8ويخلق ما لا تعلمون .
(9 ) ولما ذكر تعالى الطريق الحسي، وأن الله قد جعل للعباد ما يقطعونه به من الإبل وغيرها؛ ذكر الطريق المعنوي الموصل إليه ، فقال:
nindex.php?page=tafseer&surano=16&ayano=9وعلى الله قصد السبيل أي: الصراط المستقيم، الذي هو أقرب الطرق وأخصرها موصل إلى الله وإلى كرامته.
وأما الطريق الجائر في عقائده وأعماله وهو: كل ما خالف الصراط المستقيم فهو قاطع عن الله، موصل إلى دار الشقاء، فسلك المهتدون الصراط المستقيم بإذن ربهم، وضل الغاوون عنه، وسلكوا الطرق الجائرة
nindex.php?page=tafseer&surano=16&ayano=9ولو شاء لهداكم أجمعين ولكنه هدى بعضا كرما وفضلا، ولم يهد آخرين، حكمة منه وعدلا.
nindex.php?page=treesubj&link=28659_28678_31756_28987nindex.php?page=tafseer&surano=16&ayano=3خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ بِالْحَقِّ تَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ nindex.php?page=treesubj&link=32408_32409_32688_34263_28987nindex.php?page=tafseer&surano=16&ayano=4خَلَقَ الإِنْسَانَ مِنْ نُطْفَةٍ فَإِذَا هُوَ خَصِيمٌ مُبِينٌ nindex.php?page=treesubj&link=31753_32412_32414_32445_28987nindex.php?page=tafseer&surano=16&ayano=5وَالأَنْعَامَ خَلَقَهَا لَكُمْ فِيهَا دِفْءٌ وَمَنَافِعُ وَمِنْهَا تَأْكُلُونَ nindex.php?page=treesubj&link=32412_32414_28987nindex.php?page=tafseer&surano=16&ayano=6وَلَكُمْ فِيهَا جَمَالٌ حِينَ تُرِيحُونَ وَحِينَ تَسْرَحُونَ nindex.php?page=treesubj&link=28723_32412_32414_34513_28987nindex.php?page=tafseer&surano=16&ayano=7وَتَحْمِلُ أَثْقَالَكُمْ إِلَى بَلَدٍ لَمْ تَكُونُوا بَالِغِيهِ إِلا بِشِقِّ الأَنْفُسِ إِنَّ رَبَّكُمْ لَرَءُوفٌ رَحِيمٌ nindex.php?page=treesubj&link=32412_32414_32445_33205_33679_28987nindex.php?page=tafseer&surano=16&ayano=8وَالْخَيْلَ وَالْبِغَالَ وَالْحَمِيرَ لِتَرْكَبُوهَا وَزِينَةً وَيَخْلُقُ مَا لا تَعْلَمُونَ nindex.php?page=treesubj&link=19881_30454_34092_28987nindex.php?page=tafseer&surano=16&ayano=9وَعَلَى اللَّهِ قَصْدُ السَّبِيلِ وَمِنْهَا جَائِرٌ وَلَوْ شَاءَ لَهَدَاكُمْ أَجْمَعِينَ
هَذِهِ السُّورَةُ تُسَمَّى سُورَةَ النَّعَمِ، فَإِنَّ اللَّهَ ذَكَرَ فِي أَوَّلِهَا أُصُولَ النَّعَمِ وَقَوَاعِدَهَا، وَفِي آخِرِهَا مُتَمِّمَاتِهَا وَمُكَمِّلَاتِهَا.
(3 ) فَأَخْبَرَ أَنَّهُ
nindex.php?page=tafseer&surano=16&ayano=3خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ بِالْحَقِّ ، لِيَسْتَدِلَّ بِهِمَا الْعِبَادُ عَلَى عَظَمَةِ خَالِقِهِمَا، وَمَا لَهُ مِنْ نُعُوتِ الْكَمَالِ، وَيَعْلَمُوا أَنَّهُ خَلَقَهُمَا مَسْكَنًا لِعِبَادِهِ الَّذِينَ يَعْبُدُونَهُ بِمَا يَأْمُرُهُمْ بِهِ مِنَ الشَّرَائِعِ الَّتِي أَنْزَلَهَا عَلَى أَلْسِنَةِ رُسُلِهِ، وَلِهَذَا نَزَّهَ نَفْسَهُ عَنْ شِرْكِ الْمُشْرِكِينَ بِهِ ، فَقَالَ:
nindex.php?page=tafseer&surano=16&ayano=3تَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ أَيْ: تَنَزَّهَ وَتَعَاظَمَ عَنْ شِرْكِهِمْ ؛ فَإِنَّهُ الْإِلَهُ حَقًّا، الَّذِي لَا تَنْبَغِي الْعِبَادَةُ وَالْحُبُّ وَالذُّلُّ إِلَّا لَهُ تَعَالَى.
(4 ) وَلَمَّا ذَكَرَ خَلْقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ ؛ ذَكَرَ خَلْقَ مَا فِيهِمَا، وَبَدَأَ بِأَشْرَفِ ذَلِكَ وَهُوَ الْإِنْسَانُ فَقَالَ:
nindex.php?page=tafseer&surano=16&ayano=4خَلَقَ الإِنْسَانَ مِنْ نُطْفَةٍ : لَمْ يَزَلْ يُدَبِّرُهَا وَيُرَقِّيهَا وَيُنَمِّيهَا حَتَّى صَارَتْ بَشَرًا تَامًّا كَامِلَ الْأَعْضَاءِ الظَّاهِرَةِ وَالْبَاطِنَةِ، قَدْ غَمَرَهُ بِنِعَمِهِ
[ ص: 873 ] الْغَزِيرَةِ، حَتَّى إِذَا اسْتَتَمَّ فَخَرَ بِنَفْسِهِ وَأُعْجِبَ بِهَا
nindex.php?page=tafseer&surano=16&ayano=4فَإِذَا هُوَ خَصِيمٌ مُبِينٌ يُحْتَمَلُ أَنَّ الْمُرَادَ: فَإِذَا هُوَ خَصِيمٌ لِرَبِّهِ، يَكْفُرُ بِهِ، وَيُجَادِلُ رُسُلَهُ، وَيُكَذِّبُ بِآيَاتِهِ. وَنَسِيَ خَلْقَهُ الْأَوَّلَ، وَمَا أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِ بِهِ مِنَ النِّعَمِ، فَاسْتَعَانَ بِهَا عَلَى مَعَاصِيهِ.
وَيُحْتَمَلُ أَنَّ الْمَعْنَى: أَنَّ اللَّهَ أَنْشَأَ الْآدَمِيَّ مِنْ نُطْفَةٍ، ثُمَّ لَمْ يَزَلْ يَنْقُلُهُ مِنْ طَوْرٍ إِلَى طَوْرٍ، حَتَّى صَارَ عَاقِلًا مُتَكَلِّمًا، ذَا ذِهْنٍ وَرَأْيٍ، يُخَاصِمُ وَيُجَادِلُ، فَلْيَشْكُرِ الْعَبْدُ رَبَّهُ الَّذِي أَوْصَلَهُ إِلَى هَذِهِ الْحَالِ، الَّتِي لَيْسَ فِي إِمْكَانِهِ الْقُدْرَةُ عَلَى شَيْءٍ مِنْهَا.
(5
nindex.php?page=tafseer&surano=16&ayano=5وَالأَنْعَامَ خَلَقَهَا لَكُمْ أَيْ: لِأَجْلِكُمْ وَلِأَجْلِ مَنَافِعِكُمْ وَمَصَالِحِكُمْ، مِنْ جُمْلَةِ مَنَافِعِهَا الْعَظِيمَةِ أَنَّ
nindex.php?page=tafseer&surano=16&ayano=5لَكُمْ فِيهَا دِفْءٌ مِمَّا تَتَّخِذُونَ مِنْ أَصْوَافِهَا وَأَوْبَارِهَا، وَأَشْعَارِهَا، وَجُلُودِهَا، مِنَ الثِّيَابِ وَالْفَرْشِ وَالْبُيُوتِ.
( وَ ) لَكُمْ فِيهَا " مَنَافِعُ " غَيْرُ ذَلِكَ
nindex.php?page=tafseer&surano=16&ayano=5وَمِنْهَا تَأْكُلُونَ .
(6
nindex.php?page=tafseer&surano=16&ayano=6وَلَكُمْ فِيهَا جَمَالٌ حِينَ تُرِيحُونَ وَحِينَ تَسْرَحُونَ أَيْ: فِي وَقْتِ رَوَاحِهَا وَرَاحَتِهَا وَسُكُونِهَا وَوَقْتِ حَرَكَتِهَا وَسَرْحِهَا، وَذَلِكَ أَنَّ جَمَالَهَا لَا يَعُودُ إِلَيْهَا مِنْهُ شَيْءٌ فَإِنَّكُمْ أَنْتُمُ الَّذِينَ تَتَجَمَّلُونَ بِهَا كَمَا تَتَجَمَّلُونَ بِثِيَابِكُمْ وَأَوْلَادِكُمْ وَأَمْوَالِكُمْ، وَتُعْجَبُونَ بِذَلِكَ .
(7
nindex.php?page=tafseer&surano=16&ayano=7وَتَحْمِلُ أَثْقَالَكُمْ مِنَ الْأَحْمَالِ الثَّقِيلَةِ، بَلْ وَتَحْمِلُكُمْ أَنْتُمْ
nindex.php?page=tafseer&surano=16&ayano=7إِلَى بَلَدٍ لَمْ تَكُونُوا بَالِغِيهِ إِلا بِشِقِّ الأَنْفُسِ وَلَكِنَّ اللَّهَ ذَلَّلَهَا لَكُمْ؛ فَمِنْهَا مَا تَرْكَبُونَهُ، وَمِنْهَا مَا تَحْمِلُونَ عَلَيْهِ مَا تَشَاؤُونَ مِنَ الْأَثْقَالِ إِلَى الْبُلْدَانِ الْبَعِيدَةِ وَالْأَقْطَارِ الشَّاسِعَةِ.
nindex.php?page=tafseer&surano=16&ayano=7إِنَّ رَبَّكُمْ لَرَءُوفٌ رَحِيمٌ إِذْ سَخَّرَ لَكُمْ مَا تَضْطَرُّونَ إِلَيْهِ وَتَحْتَاجُونَهُ، فَلَهُ الْحَمْدُ كَمَا يَنْبَغِي لِجَلَالِ وَجْهِهِ، وَعَظِيمِ سُلْطَانِهِ وَسِعَةِ جُودِهِ وَبِرِّهِ.
(8
nindex.php?page=tafseer&surano=16&ayano=8وَالْخَيْلَ وَالْبِغَالَ وَالْحَمِيرَ سَخَّرْنَاهَا لَكُمْ
nindex.php?page=tafseer&surano=16&ayano=8لِتَرْكَبُوهَا وَزِينَةً أَيْ: تَارَةً تَسْتَعْمِلُونَهَا لِلضَّرُورَةِ فِي الرُّكُوبِ، وَتَارَةً لِأَجْلِ الْجَمَالِ وَالزِّينَةِ، وَلَمْ يَذْكُرِ الْأَكْلَ؛ لِأَنَّ الْبِغَالَ وَالْحَمِيرَ مُحَرَّمٌ أَكْلُهَا، وَالْخَيْلُ لَا تُسْتَعْمَلُ -فِي الْغَالِبِ- لِلْأَكْلِ، بَلْ يُنْهَى عَنْ ذَبْحِهَا لِأَجْلِ الْأَكْلِ خَوْفًا مِنِ انْقِطَاعِهَا ، وَإِلَّا فَقَدْ ثَبَتَ فِي الصَّحِيحَيْنِ،
nindex.php?page=hadith&LINKID=670514أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَذِنَ فِي لُحُومِ الْخَيْلِ. nindex.php?page=tafseer&surano=16&ayano=8وَيَخْلُقُ مَا لا تَعْلَمُونَ مِمَّا يَكُونُ بَعْدَ
[ ص: 874 ] نُزُولِ الْقُرْآنِ مِنَ الْأَشْيَاءِ الَّتِي يَرْكَبُهَا الْخَلْقُ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَالْجَوِّ، وَيَسْتَعْمِلُونَهَا فِي مَنَافِعِهِمْ وَمَصَالِحِهِمْ، فَإِنَّهُ لَمْ يَذْكُرْهَا بِأَعْيَانِهَا، لِأَنَّ اللَّهَ تَعَالَى لَا يَذْكُرُ فِي كِتَابِهِ إِلَّا مَا يَعْرِفُهُ الْعِبَادُ، أَوْ يَعْرِفُونَ نَظِيرَهُ، وَأَمَّا مَا لَيْسَ لَهُ نَظِيرٌ ؛ فَإِنَّهُ لَوْ ذُكِرَ لَمْ يَعْرِفُوهُ وَلَمْ يَفْهَمُوا الْمُرَادَ مِنْهُ، فَيَذْكُرُ أَصْلًا جَامِعًا يَدْخُلُ فِيهِ مَا يَعْلَمُونَ وَمَا لَا يَعْلَمُونَ، كَمَا ذَكَرَ نَعِيمَ الْجَنَّةِ ، وَسَمَّى مِنْهُ مَا نَعْلَمُ وَنُشَاهِدُ نَظِيرَهُ، كَالنَّخْلِ وَالْأَعْنَابِ وَالرُّمَّانِ، وَأَجْمَلَ مَا لَا نَعْرِفُ لَهُ نَظِيرًا فِي قَوْلِهِ:
nindex.php?page=tafseer&surano=55&ayano=52فِيهِمَا مِنْ كُلِّ فَاكِهَةٍ زَوْجَانِ فَكَذَلِكَ هُنَا ذَكَرَ مَا نَعْرِفُهُ مِنَ الْمَرَاكِبِ؛ كَالْخَيْلِ وَالْبِغَالِ وَالْحَمِيرِ وَالْإِبِلِ وَالسُّفُنِ، وَأَجْمَلَ الْبَاقِيَ فِي قَوْلِهِ:
nindex.php?page=tafseer&surano=16&ayano=8وَيَخْلُقُ مَا لا تَعْلَمُونَ .
(9 ) وَلَمَّا ذَكَرَ تَعَالَى الطَّرِيقَ الْحِسِّيَّ، وَأَنَّ اللَّهَ قَدْ جَعَلَ لِلْعِبَادِ مَا يَقْطَعُونَهُ بِهِ مِنَ الْإِبِلِ وَغَيْرِهَا؛ ذَكَرَ الطَّرِيقَ الْمَعْنَوِيَّ الْمُوصِلَ إِلَيْهِ ، فَقَالَ:
nindex.php?page=tafseer&surano=16&ayano=9وَعَلَى اللَّهِ قَصْدُ السَّبِيلِ أَيِ: الصِّرَاطُ الْمُسْتَقِيمُ، الَّذِي هُوَ أَقْرَبُ الطُّرُقِ وَأَخْصَرِهَا مُوصِلٌ إِلَى اللَّهِ وَإِلَى كَرَامَتِهِ.
وَأُمًّا الطَّرِيقُ الْجَائِرُ فِي عَقَائِدِهِ وَأَعْمَالِهِ وَهُوَ: كُلُّ مَا خَالَفَ الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ فَهُوَ قَاطِعٌ عَنِ اللَّهِ، مُوصِلٌ إِلَى دَارِ الشَّقَاءِ، فَسَلَكَ الْمُهْتَدُونَ الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ بِإِذْنِ رَبِّهِمْ، وَضَلَّ الْغَاوُونَ عَنْهُ، وَسَلَكُوا الطُّرُقَ الْجَائِرَةَ
nindex.php?page=tafseer&surano=16&ayano=9وَلَوْ شَاءَ لَهَدَاكُمْ أَجْمَعِينَ وَلَكِنَّهُ هَدَى بَعْضًا كَرَمًا وَفَضْلًا، وَلَمْ يَهْدِ آخَرِينَ، حِكْمَةً مِنْهُ وَعَدْلًا.