الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                          صفحة جزء
                                                                                                          3937 حدثنا عبد القدوس بن محمد العطار حدثني عمي صالح بن عبد الكبير بن شعيب بن الحبحاب حدثني عمي عبد السلام بن شعيب عن أبيه عن أنس رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم الأزد أسد الله في الأرض يريد الناس أن يضعوهم ويأبى الله إلا أن يرفعهم وليأتين على الناس زمان يقول الرجل يا ليت أبي كان أزديا يا ليت أمي كانت أزدية قال أبو عيسى هذا حديث غريب لا نعرفه إلا من هذا الوجه وروي هذا الحديث بهذا الإسناد عن أنس موقوفا وهو عندنا أصح

                                                                                                          التالي السابق


                                                                                                          قوله : ( حدثني عمي صالح بن عبد الكبير بن شعيب ) بن الحجاب البصري المعولي مجهول من العاشرة ( حدثني عمي عبد السلام بن شعيب ) بن الحجاب البصري صدوق من التاسعة ( عن أبيه ) هو شعيب بن الحجاب الأزدي مولاهم أبو صالح البصري ، ثقة من الرابعة . قوله : " الأزد " أي : أزد شنوءة ، في القاموس أزد بن الغوث وبالسين أفصح أبو حي باليمن ومن أولاده الأنصار كلهم " أسد الله " أي : جنده وأنصار دينه قد أكرمهم الله بذلك فهم يضافون إليه " أن يضعوهم " أي : يحقروهم ويذلوهم " ويأبى الله إلا أن يرفعهم " أي : ينصرهم ويعزهم ويعليهم على أعداء دينهم ، قال القاضي : يريد بالأزد أزد شنوءة وهو حي من اليمن أولاد أزد بن الغوث بن [ ص: 304 ] ليث بن مالك بن كهلان بن سبأ وأضافهم إلى الله تعالى من حيث إنهم حزبه وأهل نصرة رسوله ، قال الطيبي : قوله أزد الله يحتمل وجوها أحدها اشتهارهم بهذا الاسم ؛ لأنهم ثابتون في الحرب لا يفرون ، وعليه كلام القاضي ، وثانيها أن تكون الإضافة للاختصاص والتشريف كبيت الله وناقة الله على ما يدل عليه قوله يريد الناس أن يضعوهم إلخ ، وثالثها أن يراد بها الشفاعة ، والكلام على التشبيه ، أي : الأسد أسد الله فجاء به إما مشاكلة ، أو قلب السين زايا . انتهى ، قال القاري بعد نقل كلام الطيبي هذا وتبعه صاحب الأزهار من شراح المصابيح ، لكن إنما يتم هذا لو كان الأسد بالفتح والسكون لغة في الأسد بفتحتين كما لا يخفى وهو ليس كذلك على ما يفهم من القاموس . انتهى .




                                                                                                          الخدمات العلمية