الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
صفحة جزء
67 - باب فرش حروف سورة الشريعة والأحقاف


1 - معا رفع آيات على كسره شفا وإن وفي أضمر بتوكيد اولا



قرأ حمزة والكسائي: آيات لقوم يوقنون ، آيات لقوم يعقلون بكسر رفع التاء في الموضعين، وغيرهما برفع التاء فيهما، وأما لآيات للمؤمنين فلا خلاف بين القراء في كسر التاء فيه، وقوله: (وإن أضمر بتوكيد اولا) تعليل لقراءة الكسر.

وحاصله: أن (آيات) في الموضعين منصوب بالكسرة، وفي إضمار (إن) في قوله وفي خلقكم والتقدير: وإن في خلقكم وما يبث من دابة آيات، وبإضمار إن، وفي قوله: واختلاف الليل والنهار [ ص: 360 ] إلى آخر الآية والتقدير: وإن في اختلاف الليل والنهار إلخ، وكرر آيات في الموضعين للتوكيد، فحرف العطف ناب في قوله تعالى وفي خلقكم عن إن فقط، وفي قوله تعالى واختلاف الليل إلخ، عن إن، وفي معا فأول ذلك بالتوكيد لا بالعطف على عاملين.


2 - لنجزي يا نص سما وغشاوة     به الفتح والإسكان والقصر شملا



قرأ عاصم ونافع وابن كثير وأبو عمرو: (ليجزي قوما) بالياء، فتكون قراءة ابن عامر وحمزة والكسائي بالنون، وقرأ حمزة والكسائي: وجعل على بصره غشاوة بفتح الغين وإسكان الشين وحذف الألف بعدها، فتكون قراءة الباقين بكسر الغين وفتح الشين وإثبات ألف بعدها.


3 - ووالساعة ارفع غير حمزة حسنا ال     محسن إحسانا لكوف تحولا



قرأ القراء إلا حمزة: والساعة لا ريب فيها برفع التاء، وقرأ حمزة بنصبها، وتقييد هذا اللفظ بالواو للاحتراز عن ما ندري ما الساعة ، فلا خلاف بين القراء في رفع تائه، وقرأ الكوفيون: (ووصينا الإنسان بوالديه إحسانا) بهمزة مكسورة وإسكان الحاء وفتح السين وألف بعدها في موضع (حسنا) بضم الحاء وسكون السين من غير همز ولا ألف في قراءة الباقين. وقد لفظ الناظم بالقراءتين معا، وتقدير كلام الناظم: تحول (حسنا) إلى (إحسانا) في قراءة الكوفيين، فيكون في قراءة غيرهم (حسنا) من غير تحويل، وقوله (المحسن) حشو لا تعلق له بالقراءة لا تقييد فيه ولا رمز، وغرضه به مدح الإحسان إلى الوالدين بأن الشرع حسنه وحث عليه ورغب فيه.


4 - وغير صحاب أحسن ارفع وقبله     وبعد بياء ضم فعلان وصلا



قرأ نافع وابن كثير وأبو عمرو وابن عامر وشعبة وهم (غير صحاب) برفع نون (أحسن) وبياء مضمومة في الفعل الذي قبله وهو (نتقبل) والفعل الذي بعده وهو (ونتجاوز)، فتكون قراءة صحاب وهم: حفص وحمزة والكسائي بنصب نون (أحسن) وبنون مفتوحة في (نتقبل)، و(نتجاوز).

[ ص: 361 ]

5 - وقل عن هشام أدغموا تعدانني     نوفيهم باليا له حق نهشلا



أدغم الرواة عن هشام النون الأولى في الثانية في: أتعدانني فيصير النطق بنون واحدة مكسورة مشددة، وقرأ غيره بالإظهار فيصير النطق بنونين خفيفتين مكسورتين، وقرأ هشام وابن كثير وأبو عمرو وعاصم: (وليوفيهم أعمالهم) بالياء بعد اللام، فتكون قراءة نافع وابن ذكوان وحمزة والكسائي بالنون.


6 - وقل لا يرى بالغيب واضمم وبعده     مساكنهم بالرفع فاشيه نولا



قرأ حمزة وعاصم: (فأصبحوا لا يرى إلا مساكنهم) بياء الغيب المضمومة في (يرى) وبرفع نون (مساكنهم)، فتكون قراءة الباقين بتاء الخطاب المفتوحة ونصب نون (مساكنهم).


7 - وياء ولكني ويا تعدانني     وإني وأوزعني بها خلف من تلا



ياءات الإضافة في هذه السورة ولكني أراكم ، أتعدانني أن أخرج ، إني أخاف ، أوزعني أن أشكر بهذه الياءات خلاف القراء بين الفتح والإسكان.

التالي السابق


الخدمات العلمية