الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                  التطوع بالصيام :

                                                                  اعلم أن استحباب الصوم يتأكد في الأيام الفاضلة ، وفواضل الأيام بعضها يوجد في كل سنة ، وبعضها يوجد في كل شهر ، وبعضها في كل أسبوع .

                                                                  أما السنة فبعد أيام رمضان يوم عرفة ويوم عاشوراء والعشر الأول من ذي الحجة ، وكان صلى الله عليه وسلم يكثر صوم شعبان . وفي الخبر : " أفضل الصيام بعد شهر رمضان شهر الله المحرم " لأنه ابتداء السنة فبناؤها على الخير أحب وأرجى لدوام بركته . وفي الخبر : " إذا كان النصف من شعبان فلا صوم حتى رمضان " ولهذا يستحب أن يفطر قبل رمضان أياما ، فإن وصل شعبان برمضان فجائز ، ولا يجوز أن يقصد استقبال رمضان بيومين أو ثلاثة إلا أن يوافق وردا له . وكره بعض الصحابة أن يصام رجب كله حتى لا يضاهى بشهر رمضان .

                                                                  وأما ما يتكرر في الشهر فأول الشهر وأوسطه وآخره ، ووسطه الأيام البيض وهي الثالث عشر والرابع عشر والخامس عشر .

                                                                  [ ص: 63 ] وأما في الأسبوع فالاثنين والخميس والجمعة فيستحب فيها الصيام وتكثير الخيرات لتضاعف أجورها ببركة هذه الأوقات .

                                                                  وإذا ظهرت أوقات الفضيلة فالكمال في أن يفهم الإنسان معنى الصوم وأن سره تصفية القلب وتفريغ الهم لله عز وجل .

                                                                  التالي السابق


                                                                  الخدمات العلمية