الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                            صفحة جزء
                                                                                                                                            ( 952 ) فصل : وطهارة موضع الصلاة شرط أيضا ، وهو الموضع الذي تقع عليه أعضاؤه وتلاقيه ثيابه التي عليه ، فلو كان على رأسه طرف عمامة ، وطرفها الآخر يسقط على نجاسة ، لم تصح صلاته . وذكر ابن عقيل احتمالا فيما تقع عليه ثيابه خاصة ، أنه لا يشترط طهارته ; لأنه يباشرها بما هو منفصل عن ذاته ، أشبه ما لو صلى إلى جانبه إنسان نجس الثوب ، فالتصق ثوبه به . والأول المذهب لأن سترته تابعة له ، فهي كأعضاء سجوده .

                                                                                                                                            فأما إذا كان ثوبه يمس شيئا نجسا ، كثوب من يصلي إلى جانبه ، أو حائط لا يستند إليه ، فقال ابن عقيل : لا تفسد صلاته بذلك ; لأنه ليس بمحل لبدنه ولا سترته ، ويحتمل أن تفسد ; لأن سترته ملاقية لنجاسة ، أشبه ما لو وقعت عليها . [ ص: 402 ] وإن كانت النجاسة محاذية لجسمه في حال سجوده بحيث لا يلتصق بها شيء من بدنه ولا أعضائه ، لم يمنع صحة صلاته ; لأنه لم يباشر النجاسة ، فأشبه ما لو خرجت عن محاذاته .

                                                                                                                                            التالي السابق


                                                                                                                                            الخدمات العلمية