الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                        صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                        ولقد نعلم أنهم يقولون إنما يعلمه بشر لسان الذي يلحدون إليه أعجمي وهذا لسان عربي مبين إن الذين لا يؤمنون بآيات الله لا يهديهم الله ولهم عذاب أليم إنما يفتري الكذب الذين لا يؤمنون بآيات الله وأولئك هم الكاذبون

                                                                                                                                                                                                                                        قوله عز وجل: ولقد نعلم أنهم يقولون إنما يعلمه بشر اختلف في اسم من أراده المشركون فيما ذكروه من تعليم رسول الله صلى الله عليه وسلم على أربعة أقاويل: أحدها: أنه بلعام وكان قينا بمكة ، وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يدخل عليه يعلمه ، فاتهمته قريش أنه كان يتعلم منه ، قاله مجاهد .

                                                                                                                                                                                                                                        الثاني: أنه كان عبدا أعجميا لامرأة بمكة، يقال له أبو فكيهة، كان يغشى رسول الله صلى الله عليه وسلم فيقرأ عليه ويتعلم منه، فقالوا لمولاته احبسيه فحبسته، وقالت له: اكنس

                                                                                                                                                                                                                                        [ ص: 215 ] البيت وكل كناسته، ففعل وقال: والله ما أكلت أطيب منه ولا أحلى، وكان يسأل مولاته بعد ذلك أن تحبسه فلا تفعل.

                                                                                                                                                                                                                                        الثالث: أنهما غلامان لبني الحضرمي ، وكانا من أهل عين التمر صيقلين يعملان السيوف اسم أحدهما يسار ، والآخر جبر ، وكانا يقرآن التوراة ، وكان رسول الله ربما جلس إليهما ، قاله حصين بن عبد الله بن مسلم.

                                                                                                                                                                                                                                        الرابع: أنه سلمان الفارسي ، قاله الضحاك . لسان الذي يلحدون إليه أعجمي في يلحدون تأويلان: أحدهما: يميلون إليه.

                                                                                                                                                                                                                                        الثاني: يعترضون به ، يعني أن لسان من نسبوا رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى التعلم منه أعجمي. وهذا لسان عربي مبين يعني باللسان القرآن لأنه يقرأ باللسان ، والعرب تقول: هذا لسان فلان ، تريد كلامه ، قال الشاعر :


                                                                                                                                                                                                                                        لسان السوء تهديها إلينا وخنت وما حسبتك أن تخونا



                                                                                                                                                                                                                                        التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                        الخدمات العلمية