الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                              صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                              4891 5187 - حدثنا أبو نعيم ، حدثنا سفيان ، عن عبد الله بن دينار ، عن ابن عمر - رضي الله عنهما - قال كنا نتقي الكلام والانبساط إلى نسائنا على عهد النبي - صلى الله عليه وسلم - هيبة أن ينزل فينا شيء ، فلما توفي النبي - صلى الله عليه وسلم - تكلمنا وانبسطنا . [فتح: 9 \ 254 ] .

                                                                                                                                                                                                                              التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                              ذكر فيه حديث أبي هريرة - رضي الله عنه - ، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال : "من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فلا يؤذي جاره " ، "واستوصوا بالنساء خيرا ، فإنهن خلقن من ضلع . . " .

                                                                                                                                                                                                                              الحديث كما سلف ، وفيه ميسرة وهو ابن عمار الأشجعي الكوفي .

                                                                                                                                                                                                                              وحديث ابن عمر : كنا نتقي الكلام والانبساط إلى نسائنا على عهد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - هيبة أن ينزل فينا شيء ، فلما توفي رسول الله - صلى الله عليه وسلم - تكلمنا وانبسطنا .

                                                                                                                                                                                                                              الشرح :

                                                                                                                                                                                                                              ما أورده ظاهر لما ترجم له ، والوصاة بهن تدل على أنه لا يستطاع بعولتهن على ما سلف في الحديث السابق . وإنما هو تنبيههم ، وإعلام بترك الاشتغال بما لا يستطاع ، والتأنيس بالأخذ بالصبر على ما يذكر في الحديث أنه يجب أن يتقي من عاقبة الكلام الجافي ، والمفاوضة ،

                                                                                                                                                                                                                              [ ص: 555 ] والبلوغ إلى ما تدعو النفس إليه من ذلك إذا خشي سوء عاقبته ، وهو معنى قوله تعالى : لا تسألوا عن أشياء [المائدة : 101 ] . فالصبر على البعض خير من فقد الكل ، فإن لم يخش سوء العاقبة فله أن يبلغ غاية ما يريد ، كما فعل في حديث ابن عمر فيما يحل له من الكلام فيه .

                                                                                                                                                                                                                              قال الداودي : وقول ابن عمر - رضي الله عنهما - : كنا نتقي ، إلى آخره . ليس من هذا ، إنما أخبر أنهم كانوا يتقون الخوض في القول وما يرد من ألفاظ الناس ; خشية أن ينزل فيهم قرآن .




                                                                                                                                                                                                                              الخدمات العلمية