الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
4164 - وعن كعب بن مالك - رضي الله عنه - قال : كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يأكل بثلاثة أصابع ، ويلعق يده قبل أن يمسحها . رواه مسلم .

التالي السابق


4164 - ( وعن كعب بن مالك - رضي الله تعالى عنه - قال : كان رسول الله يأكل بثلاثة أصابع ) ، أي الإبهام والمسبحة والوسطى . قال النووي : الأكل بالثلاث سنة ، فلا يضم إليها الرابعة والخامسة إلا لضرورة ( ويلعق ) : بفتح العين أي يلحس ( يده ) : أي أصابعها ، ويقدم الوسطى ثم ما يليها ثم الإبهام قبل أن يمسحها ) أي بالمنديل قبل اللعق ، كما هو عادة الجبابرة . قال النووي : من سنن الأكل لعق اليد محافظة على بركة الطعام وتنظيفا لها . ( رواه مسلم ) . وكذا أحمد وأبو داود . وفي حديث أنس ، رواه أحمد ، ومسلم والثلاثة : " كان إذا أكل طعاما لعق أصابعه الثلاثة " . ولفظ الترمذي عن كعب بن مالك : كان رسول الله يأكل بأصابعه الثلاثة ويلعقهن . وروى الطبراني عن عامر بن ربيعة بلفظ : " كان يأكل بثلاث أصابع ويستعين بالرابعة " . وفي حديث مرسل : " أنه - صلى الله عليه وسلم - كان إذا أكل بخمس ، ولعله محمول على المائع ، أو على القليل النادر لبيان الجواز ، فإن عادته في أكثر الأوقات هو الأكل بثلاث أصابع ولعقها بعد الفراغ ، وإنما اقتصر على الثلاثة ; لأنه الأنفع ، إذ الأكل بإصبع واحدة مع أنه فعل المتكبرين لا يستلذ به الآكل ، ولا يستمرئ به لضعف ما يناله منه كل مرة ، فهو كمن أخذ حقه حبة حبة ، وبالأصبعين مع أنه فعل الشياطين ليس فيه استلذاذ كامل ، مع أنه يفوت الفردية ، والله وتر يحب الوتر ، وبالخمس مع أنه فعل الحريصين يوجب ازدحام الطعام على مجراه من العادة ، وربما استد مجراه فأوجب الموت فورا وفجأة .




الخدمات العلمية