[ ص: 1608 ] وأخرج
ابن الضريس ،
والنحاس ،
وابن مردويه ،
والبيهقي عن
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس قال :
nindex.php?page=treesubj&link=28861_28889نزلت nindex.php?page=tafseer&surano=86&ayano=1والسماء والطارق بمكة ، وأخرج أحمد ، nindex.php?page=showalam&ids=12070والبخاري في تاريخه nindex.php?page=showalam&ids=14687والطبراني ، وابن مردويه عن خالد العدواني أنه أبصر رسول الله صلى الله عليه وسلم في سوق ثقيف وهو قائم على قوس أو عصي حين أتاهم يبتغي النصر عندهم ، فسمعه يقرأ nindex.php?page=tafseer&surano=86&ayano=1والسماء والطارق حتى ختمها ، قال : فوعيتها في الجاهلية ، ثم قرأتها في الإسلام ، قال : فدعتني ثقيف فقالوا : ماذا سمعت من هذا الرجل ؟ فقرأتها ، فقال من معهم من قريش : نحن أعلم بصاحبنا ، لو كنا نعلم ما يقول حقا لاتبعناه .
بسم الله الرحمن الرحيم
nindex.php?page=tafseer&surano=86&ayano=1والسماء والطارق nindex.php?page=tafseer&surano=86&ayano=2وما أدراك ما الطارق nindex.php?page=tafseer&surano=86&ayano=3النجم الثاقب nindex.php?page=tafseer&surano=86&ayano=4إن كل نفس لما عليها حافظ nindex.php?page=tafseer&surano=86&ayano=5فلينظر الإنسان مم خلق nindex.php?page=tafseer&surano=86&ayano=6خلق من ماء دافق nindex.php?page=tafseer&surano=86&ayano=7يخرج من بين الصلب والترائب nindex.php?page=tafseer&surano=86&ayano=8إنه على رجعه لقادر nindex.php?page=tafseer&surano=86&ayano=9يوم تبلى السرائر nindex.php?page=tafseer&surano=86&ayano=10فما له من قوة ولا ناصر nindex.php?page=tafseer&surano=86&ayano=11والسماء ذات الرجع nindex.php?page=tafseer&surano=86&ayano=12والأرض ذات الصدع nindex.php?page=tafseer&surano=86&ayano=13إنه لقول فصل nindex.php?page=tafseer&surano=86&ayano=14وما هو بالهزل nindex.php?page=tafseer&surano=86&ayano=15إنهم يكيدون كيدا nindex.php?page=tafseer&surano=86&ayano=16وأكيد كيدا nindex.php?page=tafseer&surano=86&ayano=17فمهل الكافرين أمهلهم رويدا nindex.php?page=tafseer&surano=86&ayano=1nindex.php?page=treesubj&link=29057_28904والسماء والطارق أقسم سبحانه بالسماء والطارق ، وهو النجم الثاقب كما صرح به التنزيل .
قال
الواحدي : قال المفسرون : أقسم الله بالسماء والطارق ، يعني الكواكب تطرق بالليل وتخفى بالنهار .
قال
الفراء : الطارق النجم لأنه يطلع بالليل ، وما أتاك ليلا فهو طارق .
وكذا قال
nindex.php?page=showalam&ids=14416الزجاج ،
nindex.php?page=showalam&ids=15153والمبرد : ومنه قول
امرئ القيس :
ومثلك حبلى قد طرقت ومرضع فألهيتها عن ذي تمائم محول
وقوله أيضا :
ألم ترياني كلما جئت طارقا وجدت بها طيبا وإن لم تطيب
وقد اختلف في الطارق هل هو نجم معين أو جنس النجم ؟ فقيل هو زحل ، وقيل الثريا ، وقيل هو الذي ترمى به الشياطين ، وقيل هو جنس النجم .
قال في الصحاح : والطارق : النجم الذي يقال له كوكب الصبح ، ومنه قول
هند بنت عتبة :
نحن بنات طارق نمشي على النمارق
أي إن آباءنا في الشرف كالنجم المضيء ، وأصل الطروق الدق ، فسمي قاصد الليل طارقا لاحتياجه في الوصول إلى الدق .
وقال قوم : إن الطروق قد يكون نهارا ، والعرب تقول : أتيتك اليوم طرقتين : أي مرتين ، ومنه قوله صلى الله عليه وسلم :
nindex.php?page=hadith&LINKID=1021800أعوذ بك من شر طوارق الليل والنهار إلا طارقا يطرق بخير .
ثم بين سبحانه ما هو الطارق ، تفخيما لشأنه بعد تعظيمه بالإقسام به فقال :
nindex.php?page=tafseer&surano=86&ayano=2وما أدراك ما الطارق النجم الثاقب الثاقب : المضيء ، ومنه يقال ثقب النجم ثقوبا وثقابة إذا أضاء ، وثقوبه ضوؤه ، ومنه قول الشاعر :
أذاع به في الناس حتى كأنه بعلياء نار أوقدت بثقوب
قال
الواحدي : الطارق يقع على كل ما طرق ليلا ، ولم يكن النبي صلى الله عليه وسلم يدري ما المراد به لو لم يبينه بقوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=86&ayano=3النجم الثاقب قال
مجاهد : الثاقب المتوهج .
قال
سفيان : كل ما في القرآن " وما أدراك " فقد أخبره ، وكل شيء قال : " وما يدريك " لم يخبره به . وارتفاع قوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=86&ayano=3النجم الثاقب على أنه خبر مبتدأ محذوف ، والجملة مستأنفة جواب سؤال مقدر نشأ مما قبله ، كأنه قيل ما هو ؟ فقيل هو النجم الثاقب .
nindex.php?page=tafseer&surano=86&ayano=4إن كل نفس لما عليها حافظ هذا جواب القسم ، وما بينهما اعتراض ، وقد تقدم في سورة هود اختلاف القراء في لما ، فمن قرأ بتخفيفها كانت إن هنا هي المخففة من الثقيلة فيها ضمير الشأن المقدر ، وهو اسمها ، واللام هي الفارقة .
وما مزيدة : أي إن الشأن كل نفس لعليها حافظ ، ومن قرأ بالتشديد فإن نافية ، ولما بمعنى إلا : أي ما كل نفس إلا عليها حافظ ، وقد قرأ هنا بالتشديد ابن عامر وعاصم وحمزة .
وقرأ الباقون بالتخفيف .
قيل والحافظ : هم الحفظة من الملائكة الذين يحفظون عليها عملها وقولها وفعلها ويحصون ما تكسب من خير وشر ، وقيل : الحافط هو الله عز وجل ، وقيل هو العقل يرشدهم إلى المصالح ، ويكفهم عن المفاسد .
والأول أولى لقوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=82&ayano=10وإن عليكم لحافظين [ الانفطار : 10 ] وقوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=61ويرسل عليكم حفظة [ الأنعام : 61 ] وقوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=13&ayano=11له معقبات من بين يديه ومن خلفه يحفظونه [ الرعد : 11 ] والحافظ على الحقيقة هو الله عز وجل كما في قوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=12&ayano=64فالله خير حافظا [ يوسف : 64 ] وحفظ الملائكة من حفظه لأنهم بأمره .
nindex.php?page=tafseer&surano=86&ayano=5فلينظر الإنسان مم خلق الفاء للدلالة على أن كون على كل نفس حافظ يوجب
nindex.php?page=treesubj&link=19789_19791على الإنسان أن يتفكر في مبتدأ خلقه ليعلم قدرة الله على ما هو دون ذلك من البعث .
قال
مقاتل : يعني المكذب بالبعث مم خلق من أي شيء خلقه الله ، والمعنى : فلينظر نظر التفكر والاستدلال حتى يعرف أن الذي ابتدأه من نطفة قادر على إعادته .
nindex.php?page=tafseer&surano=86&ayano=6خلق من ماء دافق والجملة مستأنفة جواب سؤال مقدر ، والماء : هو المني ، والدفق : الصب ، يقال دفقت الماء : أي صببته ، يقال ماء دافق : أي مدفوق ، مثل
nindex.php?page=tafseer&surano=101&ayano=7عيشة راضية [ القارعة : 7 ] أي مرضية .
قال
الفراء ،
والأخفش : ماء دافق : أي مصبوب في الرحم .
قال
الفراء : وأهل الحجاز يجعلون الفاعل بمعنى المفعول في كثير من كلامهم كقولهم : سر كاتم : أي مكتوم ، وهم ناصب : أي منصوب ، وليل نائم ونحو ذلك .
قال
nindex.php?page=showalam&ids=14416الزجاج : من ماء ذي اندفاق ، يقال دارع وقايس ونابل : أي ذو درع وقوس ونبل ، وأراد سبحانه
nindex.php?page=treesubj&link=32405ماء الرجل والمرأة لأن الإنسان مخلوق منهما ، لكن جعلهما ماء واحدا لامتزاجهما .
ثم وصف هذا الماء فقال :
nindex.php?page=tafseer&surano=86&ayano=7يخرج من بين الصلب والترائب أي صلب
[ ص: 1609 ] الرجل ، وترائب المرأة ، والترائب جمع تريبة ، وهي موضع القلادة من الصدر ، والولد لا يكون إلا من الماءين .
قرأ الجمهور يخرج مبنيا للفاعل .
وقرأ
nindex.php?page=showalam&ids=12356ابن أبي عبلة ،
وابن مقسم مبنيا للمفعول .
وفي
الصلب : وهو الظهر لغات .
قرأ الجمهور بضم الصاد وسكون اللام ، وقرأ
أهل مكة بضم الصاد واللام .
وقرأ
اليماني بفتحهما ، ويقال صالب على وزن قالب .
ومنه قول
nindex.php?page=showalam&ids=18العباس بن عبد المطلب :
تنقل من صلب إلى رحم
في أبياته المشهورة في مدح النبي صلى الله عليه وسلم .
وقد تقدم كلام في هذا عند تفسير قوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=23الذين من أصلابكم [ النساء : 23 ] وقيل الترائب : ما بين الثديين .
وقال
الضحاك : ترائب المرأة : اليدين والرجلين والعينين .
وقال
nindex.php?page=showalam&ids=15992سعيد بن جبير : هي الجيد .
وقال
مجاهد : هي ما بين المنكبين والصدر .
وروي عنه أيضا أنه قال : هي الصدر ، وروي عنه أيضا أنه قال : هي التراقي .
وحكى
nindex.php?page=showalam&ids=14416الزجاج : أن الترائب عصارة القلب ، ومنه يكون الولد ، والمشهور في اللغة أنها عظام الصدر والنحر ، ومنه قول دريد بن الصمة :
فإن تدبروا نأخذكم في ظهوركم وإن تقبلوا نأخذكم في الترائب
قال
عكرمة : الترائب : الصدر ، وأنشد :
نظام در على ترائبها
قال في الصحاح : التريبة : واحدة الترائب ، وهي عظام الصدر ، قال
أبو عبيدة : جمع التريبة تريب ، ومنه قول
المثقب العبدي :
ومن ذهب بنين على تريب كلون العاج ليس بذي غضون
وقول
امرئ القيس :
ترائبها مصقولة كالسجنجل
وحكى
nindex.php?page=showalam&ids=14416الزجاج : أن الترائب أربع أضلاع من يمنة الصدر ، وأربع أضلاع من يسرة الصدر .
قال
قتادة ،
والحسن : المعنى ويخرج من صلب الرجل وترائب المرأة .
وحكى
الفراء أن مثل هذا يأتي عن العرب يكون معنى من بين الصلب ، من الصلب ، وقيل إن ماء الرجل ينزل من الدماغ ، ولا يخالف هذا ما في الآية لأنه إذا نزل من الدماغ نزل من بين الصلب والترائب ، وقيل إن المعنى : يخرج من جميع أجزاء البدن ، ولا يخالف هذا ما في الآية ؛ لأن نسبة خروجه إلى بين الصلب والترائب باعتبار أن أكثر أجزاء البدن هي الصلب والترائب وما يجاورها وما فوقها مما يكون تنزله منها .
nindex.php?page=tafseer&surano=86&ayano=8إنه على رجعه لقادر الضمير في إنه يرجع إلى الله سبحانه لدلالة قوله : " خلق " عليه ، فإن الذي خلقه هو الله سبحانه ، والضمير في رجعه عائد إلى الإنسان ، والمعنى : أن الله سبحانه على جعل الإنسان : أي إعادته بالبعث بعد الموت لقادر . هكذا قال جماعة من المفسرين : وقال
مجاهد : على أن يرد الماء في الإحليل .
وقال
عكرمة ،
والضحاك : على أن يرد الماء في الصلب .
وقال
nindex.php?page=showalam&ids=17132مقاتل بن حيان يقول : إن شئت رددته من الكبر إلى الشباب ، ومن الشباب إلى الصبا ، ومن الصبا إلى النطفة .
وقال
ابن زيد : إنه على حبس ذلك الماء حتى لا يخرج لقادر ، والأول أظهر ، ورجحه
nindex.php?page=showalam&ids=16935ابن جرير ،
والثعلبي ،
والقرطبي .
nindex.php?page=tafseer&surano=86&ayano=9يوم تبلى السرائر العامل في الظرف على التفسير الأول ، هو رجعه ، وقيل " لقادر " .
واعترض عليه بأنه يلزم تخصيص القدرة بهذا اليوم ، وقيل العامل فيه مقدر : أي يرجعه يوم تبلى السرائر ، وقيل العامل فيه مقدر ، وهو اذكر ، فيكون مفعولا به ، وأما على قول من قال : إن المراد رجع الماء ، فالعامل في الظرف مقدر ، وهو اذكر ، ومعنى تبلى السرائر : تختبر وتعرف ، ومنه قول الراجز :
قد كنت قبل اليوم تزدريني فاليوم أبلوك وتبتليني
أي أختبرك وتختبرني ، وأمتحنك وتمتحنني ، والسرائر : ما يسر في القلوب من العقائد والنيات وغيرها ، والمراد هنا عرض الأعمال ونشر الصحف ، فعند ذلك يتميز الحسن منها عن القبيح ، والغث من السمين .
nindex.php?page=tafseer&surano=86&ayano=10فما له من قوة ولا ناصر أي فما للإنسان من قوة في نفسه يمتنع بها عن عذاب الله ، ولا ناصر ينصره مما نزل به .
قال
عكرمة : هؤلاء الملوك ما لهم يوم القيامة من قوة ولا ناصر .
قال
سفيان : القوة العشيرة ، والناصر الحليف ، والأول أولى .
nindex.php?page=tafseer&surano=86&ayano=11والسماء ذات الرجع الرجع : المطر .
قال
nindex.php?page=showalam&ids=14416الزجاج : الرجع المطر لأنه يجيء ويرجع ويتكرر .
قال
الخليل : الرجع المطر نفسه ، والرجع نبات الربيع .
قال أهل اللغة : الرجع المطر .
قال المتنخل يصف سيفا له :
أبيض كالرجع رسوب إذا ما باح في محتفل يختلي
قال
الواحدي : الرجع المطر في قول جميع المفسرين ، وفي هذا الذي حكاه عن جميع المفسرين نظر ، فإن ابن زيد قال : الرجع الشمس والقمر والنجوم يرجعن في السماء تطلع من ناحية وتغيب في أخرى .
وقال بعض المفسرين : ذات الرجع ذات الملائكة لرجوعهم إليها بأعمال العباد .
وقال بعضهم : معنى ذات الرجع : ذات النفع ، ووجه تسمية المطر رجعا ما قاله القفال إنه مأخوذ من ترجيع الصوت وهو إعادته ، وكذا المطر لكونه يعود مرة بعد أخرى سمي رجعا .
وقيل إن العرب كانوا يزعمون أن السحاب يحمل الماء من بحار الأرض ، ثم يرجعه إلى الأرض ، وقيل سمته العرب رجعا لأجل التفاؤل ليرجع عليهم ، وقيل لأن الله يرجعه وقتا بعد وقت .
nindex.php?page=tafseer&surano=86&ayano=12والأرض ذات الصدع هو ما تتصدع عنه الأرض من النبات والثمار والشجر ، والصدع : الشق لأنه يصدع الأرض فتنصدع له .
قال
أبو عبيدة ،
nindex.php?page=showalam&ids=14888والفراء : تتصدع بالنبات .
قال
مجاهد : والأرض ذات الطرق التي تصدعها المياه ، وقيل ذات الحرث لأنه يصدعها ، وقيل ذات الأموات لانصداعها عنهم عند البعث .
والحاصل أن الصدع إن كان اسما للنبات فكأنه قال : والأرض ذات النبات ، وإن كان المراد به الشق فكأنه قال : والأرض ذات الشق الذي يخرج منه النبات ونحوه .
وجواب القسم قوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=86&ayano=13إنه لقول فصل أي إن
nindex.php?page=treesubj&link=28867_28890القرآن لقول يفصل [ ص: 1610 ] بين الحق والباطل بالبيان عن كل واحد منهما .
nindex.php?page=tafseer&surano=86&ayano=14وما هو بالهزل أي لم ينزل باللعب ، فهو جد ليس بالهزل ، والهزل ضد الجد .
قال الكميت :
تجد بنا في كل يوم وتهزل
nindex.php?page=tafseer&surano=86&ayano=15إنهم يكيدون كيدا أي يمكرون في إبطال ما جاء به رسول الله صلى الله عليه وسلم من الدين الحق .
قال
nindex.php?page=showalam&ids=14416الزجاج : يخاتلون النبي صلى الله عليه وسلم ويظهرون ما هم على خلافه .
nindex.php?page=tafseer&surano=86&ayano=16وأكيد كيدا أي أستدرجهم من حيث لا يعلمون ، وأجازيهم جزاء كيدهم ، قيل هو ما أوقع الله بهم يوم بدر من القتل والأسر .
nindex.php?page=tafseer&surano=86&ayano=17فمهل الكافرين أي أخرهم ، ولا تسأل الله سبحانه تعجيل هلاكهم ، وارض بما يدبره لك في أمورهم ، وقوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=86&ayano=17أمهلهم بدل ، من مهل .
ومهل وأمهل بمعنى مثل نزل وأنزل ، والإمهال الإنظار ، وتمهل في الأمر اتأد ، وانتصاب رويدا على أنه مصدر مؤكد للفعل المذكور أو نعت لمصدر محذوف : أي أمهلهم إمهالا رويدا : أي قريبا أو قليلا .
قال
أبو عبيدة : والرويد في كلام العرب تصغير الرود ، وأنشد :
كأنها تمشي على رود
أي على مهل ، وقيل تصغير أرواد مصدر رود تصغير الترخيم ، ويأتي اسم فعل نحو رويد زيدا : أي أمهله ، ويأتي حالا نحو سار القوم رويدا : أي متمهلين ، ذكر معنى هذا
الجوهري ، والبحث مستوفى في علم النحو .
وقد أخرج
ابن مردويه عن
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس في قوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=86&ayano=1والسماء والطارق قال : أقسم ربك بالطارق : وكل شيء طرقك بالليل فهو طارق .
وأخرج
nindex.php?page=showalam&ids=16935ابن جرير عنه في قوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=86&ayano=4إن كل نفس لما عليها حافظ قال : كل نفس عليها حفظة من الملائكة .
وأخرج
nindex.php?page=showalam&ids=16298عبد بن حميد ،
nindex.php?page=showalam&ids=16935وابن جرير ،
وابن المنذر ،
nindex.php?page=showalam&ids=16328وابن أبي حاتم ،
وأبو الشيخ في العظمة عن
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس في قوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=86&ayano=3النجم الثاقب قال : النجم المضيء
nindex.php?page=tafseer&surano=86&ayano=4إن كل نفس لما عليها حافظ قال : إلا عليها حافظ .
وأخرج
nindex.php?page=showalam&ids=16298عبد بن حميد ،
وابن المنذر عنه
nindex.php?page=tafseer&surano=86&ayano=7يخرج من بين الصلب والترائب قال : ما بين الجيد والنحر .
وأخرج
nindex.php?page=showalam&ids=16328ابن أبي حاتم عنه في الآية قال : تريبة المرأة وهي موضع القلادة .
وأخرج
nindex.php?page=showalam&ids=16935ابن جرير ،
وابن المنذر عنه أيضا قال : الترائب بين ثديي المرأة .
وأخرج
الحاكم وصححه عنه أيضا قال : الترائب أربعة أضلاع من كل جانب من أسفل الأضلاع .
وأخرج
nindex.php?page=showalam&ids=16298عبد بن حميد ،
وابن المنذر عنه أيضا
nindex.php?page=tafseer&surano=86&ayano=8إنه على رجعه لقادر قال : على أن يجعل الشيخ شابا والشاب شيخا .
وأخرج
عبد الرزاق ،
nindex.php?page=showalam&ids=14906والفريابي ،
nindex.php?page=showalam&ids=16298وعبد بن حميد ،
nindex.php?page=showalam&ids=12070والبخاري في تاريخه ،
nindex.php?page=showalam&ids=16935وابن جرير ،
وابن المنذر ،
nindex.php?page=showalam&ids=16328وابن أبي حاتم ،
وأبو الشيخ في العظمة ،
والحاكم وصححه ،
وابن مردويه من طرق عن
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس في قوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=86&ayano=11والسماء ذات الرجع قال : المطر بعد المطر
nindex.php?page=tafseer&surano=86&ayano=12والأرض ذات الصدع قال : صدعها عن النبات .
وأخرج
ابن المنذر عن
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس nindex.php?page=tafseer&surano=86&ayano=12والأرض ذات الصدع تصدع الأودية .
وأخرج
ابن منده ،
والديلمي عن
معاذ بن أنس مرفوعا
nindex.php?page=tafseer&surano=86&ayano=12والأرض ذات الصدع قال : تصدع بإذن الله عن الأموال والنبات .
وأخرج
nindex.php?page=showalam&ids=16935ابن جرير ،
وابن المنذر عن
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس في قوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=86&ayano=13إنه لقول فصل قال : حق
nindex.php?page=tafseer&surano=86&ayano=14وما هو بالهزل قال : بالباطل ، وفي قوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=86&ayano=17أمهلهم رويدا قال : قريبا .
[ ص: 1608 ] وَأَخْرَجَ
ابْنُ الضُّرَيْسِ ،
وَالنَّحَّاسُ ،
وَابْنُ مَرْدَوَيْهِ ،
وَالْبَيْهَقِيُّ عَنِ
nindex.php?page=showalam&ids=11ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ :
nindex.php?page=treesubj&link=28861_28889نَزَلَتْ nindex.php?page=tafseer&surano=86&ayano=1وَالسَّمَاءِ وَالطَّارِقِ بِمَكَّةَ ، وَأَخْرَجَ أَحْمَدُ ، nindex.php?page=showalam&ids=12070وَالْبُخَارِيُّ فِي تَارِيخِهِ nindex.php?page=showalam&ids=14687وَالطَّبَرَانِيُّ ، وَابْنُ مَرْدَوَيْهِ عَنْ خَالِدٍ الْعَدْوَانِيِّ أَنَّهُ أَبْصَرَ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي سُوقِ ثَقِيفٍ وَهُوَ قَائِمٌ عَلَى قَوْسٍ أَوْ عِصِيٍّ حِينَ أَتَاهُمْ يَبْتَغِي النَّصْرَ عِنْدَهُمْ ، فَسَمِعَهُ يَقْرَأُ nindex.php?page=tafseer&surano=86&ayano=1وَالسَّمَاءِ وَالطَّارِقِ حَتَّى خَتَمَهَا ، قَالَ : فَوَعَيْتُهَا فِي الْجَاهِلِيَّةِ ، ثُمَّ قَرَأْتُهَا فِي الْإِسْلَامِ ، قَالَ : فَدَعَتْنِي ثَقِيفٌ فَقَالُوا : مَاذَا سَمِعْتَ مِنْ هَذَا الرَّجُلِ ؟ فَقَرَأْتُهَا ، فَقَالَ مَنْ مَعَهُمْ مِنْ قُرَيْشٍ : نَحْنُ أَعْلَمُ بِصَاحِبِنَا ، لَوْ كُنَّا نَعْلَمُ مَا يَقُولُ حَقًّا لَاتَّبَعْنَاهُ .
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
nindex.php?page=tafseer&surano=86&ayano=1وَالسَّمَاءِ وَالطَّارِقِ nindex.php?page=tafseer&surano=86&ayano=2وَمَا أَدْرَاكَ مَا الطَّارِقُ nindex.php?page=tafseer&surano=86&ayano=3النَّجْمُ الثَّاقِبُ nindex.php?page=tafseer&surano=86&ayano=4إِنْ كُلُّ نَفْسٍ لَمَّا عَلَيْهَا حَافِظٌ nindex.php?page=tafseer&surano=86&ayano=5فَلْيَنْظُرِ الْإِنْسَانُ مِمَّ خُلِقَ nindex.php?page=tafseer&surano=86&ayano=6خُلِقَ مِنْ مَاءٍ دَافِقٍ nindex.php?page=tafseer&surano=86&ayano=7يَخْرُجُ مِنْ بَيْنِ الصُّلْبِ وَالتَّرَائِبِ nindex.php?page=tafseer&surano=86&ayano=8إِنَّهُ عَلَى رَجْعِهِ لَقَادِرٌ nindex.php?page=tafseer&surano=86&ayano=9يَوْمَ تُبْلَى السَّرَائِرُ nindex.php?page=tafseer&surano=86&ayano=10فَمَا لَهُ مِنْ قُوَّةٍ وَلَا نَاصِرٍ nindex.php?page=tafseer&surano=86&ayano=11وَالسَّمَاءِ ذَاتِ الرَّجْعِ nindex.php?page=tafseer&surano=86&ayano=12وَالْأَرْضِ ذَاتِ الصَّدْعِ nindex.php?page=tafseer&surano=86&ayano=13إِنَّهُ لَقَوْلٌ فَصْلٌ nindex.php?page=tafseer&surano=86&ayano=14وَمَا هُوَ بِالْهَزْلِ nindex.php?page=tafseer&surano=86&ayano=15إِنَّهُمْ يَكِيدُونَ كَيْدًا nindex.php?page=tafseer&surano=86&ayano=16وَأَكِيدُ كَيْدًا nindex.php?page=tafseer&surano=86&ayano=17فَمَهِّلِ الْكَافِرِينَ أَمْهِلْهُمْ رُوَيْدًا nindex.php?page=tafseer&surano=86&ayano=1nindex.php?page=treesubj&link=29057_28904وَالسَّمَاءِ وَالطَّارِقِ أَقْسَمَ سُبْحَانَهُ بِالسَّمَاءِ وَالطَّارِقِ ، وَهُوَ النَّجْمُ الثَّاقِبُ كَمَا صَرَّحَ بِهِ التَّنْزِيلُ .
قَالَ
الْوَاحِدِيُّ : قَالَ الْمُفَسِّرُونَ : أَقْسَمَ اللَّهُ بِالسَّمَاءِ وَالطَّارِقِ ، يَعْنِي الْكَوَاكِبَ تَطْرُقُ بِاللَّيْلِ وَتَخْفَى بِالنَّهَارِ .
قَالَ
الْفَرَّاءُ : الطَّارِقُ النَّجْمُ لِأَنَّهُ يَطْلُعُ بِاللَّيْلِ ، وَمَا أَتَاكَ لَيْلًا فَهُوَ طَارِقٌ .
وَكَذَا قَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=14416الزَّجَّاجُ ،
nindex.php?page=showalam&ids=15153وَالْمُبَرِّدُ : وَمِنْهُ قَوْلُ
امْرِئِ الْقَيْسِ :
وَمِثْلُكِ حُبْلَى قَدْ طَرَقْتِ وَمُرْضِعٌ فَأَلْهَيْتُهَا عَنْ ذِي تَمَائِمَ مُحْوِلِ
وَقَوْلُهُ أَيْضًا :
أَلَمْ تَرَيَانِي كُلَّمَا جِئْتُ طَارِقًا وَجَدْتُ بِهَا طِيبًا وَإِنْ لَمْ تُطَيَّبِ
وَقَدِ اخْتُلِفَ فِي الطَّارِقِ هَلْ هُوَ نَجْمٌ مُعَيَّنٌ أَوْ جِنْسُ النَّجْمِ ؟ فَقِيلَ هُوَ زُحَلُ ، وَقِيلَ الثُّرَيَّا ، وَقِيلَ هُوَ الَّذِي تُرْمَى بِهِ الشَّيَاطِينُ ، وَقِيلَ هُوَ جِنْسُ النَّجْمِ .
قَالَ فِي الصِّحَاحِ : وَالطَّارِقُ : النَّجْمُ الَّذِي يُقَالُ لَهُ كَوْكَبُ الصُّبْحِ ، وَمِنْهُ قَوْلُ
هِنْدِ بِنْتِ عُتْبَةَ :
نَحْنُ بَنَاتُ طَارِقْ نَمْشِي عَلَى النَّمَارِقْ
أَيْ إِنَّ آبَاءَنَا فِي الشَّرَفِ كَالنَّجْمِ الْمُضِيءِ ، وَأَصْلُ الطُّرُوقِ الدَّقُّ ، فَسُمِّيَ قَاصِدُ اللَّيْلِ طَارِقًا لِاحْتِيَاجِهِ فِي الْوُصُولِ إِلَى الدَّقِّ .
وَقَالَ قَوْمٌ : إِنَّ الطُّرُوقَ قَدْ يَكُونُ نَهَارًا ، وَالْعَرَبُ تَقُولُ : أَتَيْتُكَ الْيَوْمَ طَرْقَتَيْنِ : أَيْ مَرَّتَيْنِ ، وَمِنْهُ قَوْلُهُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ :
nindex.php?page=hadith&LINKID=1021800أَعُوذُ بِكَ مِنْ شَرِّ طَوَارِقِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ إِلَّا طَارِقًا يَطْرُقُ بِخَيْرٍ .
ثُمَّ بَيَّنَ سُبْحَانَهُ مَا هُوَ الطَّارِقُ ، تَفْخِيمًا لِشَأْنِهِ بَعْدَ تَعْظِيمِهِ بِالْإِقْسَامِ بِهِ فَقَالَ :
nindex.php?page=tafseer&surano=86&ayano=2وَمَا أَدْرَاكَ مَا الطَّارِقُ النَّجْمُ الثَّاقِبُ الثَّاقِبُ : الْمُضِيءُ ، وَمِنْهُ يُقَالُ ثَقَبَ النَّجْمُ ثُقُوبًا وَثَقَابَةً إِذَا أَضَاءَ ، وَثُقُوبُهُ ضَوْؤُهُ ، وَمِنْهُ قَوْلُ الشَّاعِرِ :
أَذَاعَ بِهِ فِي النَّاسِ حَتَّى كَأَنَّهُ بِعَلْيَاءَ نَارٌ أُوْقِدَتْ بِثُقُوبِ
قَالَ
الْوَاحِدِيُّ : الطَّارِقُ يَقَعُ عَلَى كُلِّ مَا طَرَقَ لَيْلًا ، وَلَمْ يَكُنِ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَدْرِي مَا الْمُرَادُ بِهِ لَوْ لَمْ يُبَيِّنْهُ بِقَوْلِهِ :
nindex.php?page=tafseer&surano=86&ayano=3النَّجْمُ الثَّاقِبُ قَالَ
مُجَاهِدٌ : الثَّاقِبُ الْمُتَوَهِّجُ .
قَالَ
سُفْيَانُ : كُلُّ مَا فِي الْقُرْآنِ " وَمَا أَدْرَاكَ " فَقَدْ أَخْبَرَهُ ، وَكُلُّ شَيْءٍ قَالَ : " وَمَا يُدْرِيكَ " لَمْ يُخْبِرْهُ بِهِ . وَارْتِفَاعُ قَوْلِهِ :
nindex.php?page=tafseer&surano=86&ayano=3النَّجْمُ الثَّاقِبُ عَلَى أَنَّهُ خَبَرُ مُبْتَدَأٍ مَحْذُوفٍ ، وَالْجُمْلَةُ مُسْتَأْنَفَةٌ جَوَابُ سُؤَالٍ مُقَدَّرٍ نَشَأَ مِمَّا قَبْلَهُ ، كَأَنَّهُ قِيلَ مَا هُوَ ؟ فَقِيلَ هُوَ النَّجْمُ الثَّاقِبُ .
nindex.php?page=tafseer&surano=86&ayano=4إِنْ كُلُّ نَفْسٍ لَمَّا عَلَيْهَا حَافِظٌ هَذَا جَوَابُ الْقَسَمِ ، وَمَا بَيْنَهُمَا اعْتِرَاضٌ ، وَقَدْ تَقَدَّمَ فِي سُورَةِ هُودٍ اخْتِلَافُ الْقُرَّاءِ فِي لَمَّا ، فَمَنْ قَرَأَ بِتَخْفِيفِهَا كَانَتْ إِنْ هُنَا هِيَ الْمُخَفَّفَةَ مِنَ الثَّقِيلَةِ فِيهَا ضَمِيرُ الشَّأْنِ الْمُقَدَّرُ ، وَهُوَ اسْمُهَا ، وَاللَّامُ هِيَ الْفَارِقَةُ .
وَمَا مَزِيدَةٌ : أَيْ إِنَّ الشَّأْنَ كُلُّ نَفْسٍ لَعَلَيْهَا حَافِظٌ ، وَمَنْ قَرَأَ بِالتَّشْدِيدِ فَإِنْ نَافِيَةٌ ، وَلَمَّا بِمَعْنَى إِلَّا : أَيْ مَا كُلَّ نَفْسٍ إِلَّا عَلَيْهَا حَافِظٌ ، وَقَدْ قَرَأَ هُنَا بِالتَّشْدِيدِ ابْنُ عَامِرٍ وَعَاصِمٌ وَحَمْزَةُ .
وَقَرَأَ الْبَاقُونَ بِالتَّخْفِيفِ .
قِيلَ وَالْحَافِظُ : هُمُ الْحَفَظَةُ مِنَ الْمَلَائِكَةِ الَّذِينَ يَحْفَظُونَ عَلَيْهَا عَمَلَهَا وَقَوْلَهَا وَفِعْلَهَا وَيُحْصُونَ مَا تَكْسِبُ مَنْ خَيْرٍ وَشَرٍّ ، وَقِيلَ : الْحَافِطُ هُوَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ ، وَقِيلَ هُوَ الْعَقْلُ يُرْشِدُهُمْ إِلَى الْمَصَالِحِ ، وَيَكُفُّهُمْ عَنِ الْمَفَاسِدِ .
وَالْأَوَّلُ أَوْلَى لِقَوْلِهِ :
nindex.php?page=tafseer&surano=82&ayano=10وَإِنَّ عَلَيْكُمْ لَحَافِظِينَ [ الِانْفِطَارِ : 10 ] وَقَوْلِهِ :
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=61وَيُرْسِلُ عَلَيْكُمْ حَفَظَةً [ الْأَنْعَامِ : 61 ] وَقَوْلِهِ :
nindex.php?page=tafseer&surano=13&ayano=11لَهُ مُعَقِّبَاتٌ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَمِنْ خَلْفِهِ يَحْفَظُونَهُ [ الرَّعْدِ : 11 ] وَالْحَافِظُ عَلَى الْحَقِيقَةِ هُوَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ كَمَا فِي قَوْلِهِ :
nindex.php?page=tafseer&surano=12&ayano=64فَاللَّهُ خَيْرٌ حَافِظًا [ يُوسُفَ : 64 ] وَحِفْظُ الْمَلَائِكَةِ مِنْ حِفْظِهِ لِأَنَّهُمْ بِأَمْرِهِ .
nindex.php?page=tafseer&surano=86&ayano=5فَلْيَنْظُرِ الْإِنْسَانُ مِمَّ خُلِقَ الْفَاءُ لِلدَّلَالَةِ عَلَى أَنَّ كَوْنَ عَلَى كُلِّ نَفْسِ حَافِظٌ يُوجِبُ
nindex.php?page=treesubj&link=19789_19791عَلَى الْإِنْسَانِ أَنْ يَتَفَكَّرَ فِي مُبْتَدَأِ خَلْقِهِ لِيَعْلَمَ قُدْرَةَ اللَّهِ عَلَى مَا هُوَ دُونَ ذَلِكَ مِنَ الْبَعْثِ .
قَالَ
مُقَاتِلٌ : يَعْنِي الْمُكَذِّبَ بِالْبَعْثِ مِمَّ خُلِقَ مِنْ أَيِّ شَيْءٍ خَلَقَهُ اللَّهُ ، وَالْمَعْنَى : فَلْيَنْظُرْ نَظَرَ التَّفَكُّرِ وَالِاسْتِدْلَالِ حَتَّى يَعْرِفَ أَنَّ الَّذِي ابْتَدَأَهُ مِنْ نُطْفَةٍ قَادِرٌ عَلَى إِعَادَتِهِ .
nindex.php?page=tafseer&surano=86&ayano=6خُلِقَ مِنْ مَاءٍ دَافِقٍ وَالْجُمْلَةُ مُسْتَأْنَفَةٌ جَوَابُ سُؤَالٍ مُقَدَّرٍ ، وَالْمَاءُ : هُوَ الْمَنِيُّ ، وَالدَّفْقُ : الصَّبُّ ، يُقَالُ دَفَقْتُ الْمَاءَ : أَيْ صَبَبْتُهُ ، يُقَالُ مَاءٌ دَافِقٌ : أَيُّ مَدْفُوقٌ ، مِثْلُ
nindex.php?page=tafseer&surano=101&ayano=7عِيشَةٍ رَاضِيَةٍ [ الْقَارِعَةِ : 7 ] أَيْ مَرْضِيَّةٍ .
قَالَ
الْفَرَّاءُ ،
وَالْأَخْفَشُ : مَاءٌ دَافِقٌ : أَيُّ مَصْبُوبٌ فِي الرَّحِمِ .
قَالَ
الْفَرَّاءُ : وَأَهْلُ الْحِجَازِ يَجْعَلُونَ الْفَاعِلَ بِمَعْنَى الْمَفْعُولِ فِي كَثِيرٍ مِنْ كَلَامِهِمْ كَقَوْلِهِمْ : سِرٌّ كَاتِمٌ : أَيُّ مَكْتُومٌ ، وَهُمْ نَاصِبٌ : أَيْ مَنْصُوبٌ ، وَلَيْلٌ نَائِمٌ وَنَحْوَ ذَلِكَ .
قَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=14416الزَّجَّاجُ : مِنْ مَاءٍ ذِي انْدِفَاقٍ ، يُقَالُ دَارِعٌ وَقَايِسٌ وَنَابِلٌ : أَيْ ذُو دِرْعٍ وَقَوْسٍ وَنَبْلٍ ، وَأَرَادَ سُبْحَانَهُ
nindex.php?page=treesubj&link=32405مَاءَ الرَّجُلِ وَالْمَرْأَةِ لِأَنَّ الْإِنْسَانَ مَخْلُوقٌ مِنْهُمَا ، لَكِنْ جَعَلَهُمَا مَاءً وَاحِدًا لِامْتِزَاجِهِمَا .
ثُمَّ وَصَفَ هَذَا الْمَاءَ فَقَالَ :
nindex.php?page=tafseer&surano=86&ayano=7يَخْرُجُ مِنْ بَيْنِ الصُّلْبِ وَالتَّرَائِبِ أَيْ صُلْبِ
[ ص: 1609 ] الرَّجُلِ ، وَتَرَائِبِ الْمَرْأَةِ ، وَالتَّرَائِبُ جَمْعُ تَرِيبَةٍ ، وَهِيَ مَوْضِعُ الْقِلَادَةِ مِنَ الصَّدْرِ ، وَالْوَلَدُ لَا يَكُونُ إِلَّا مِنَ الْمَاءَيْنِ .
قَرَأَ الْجُمْهُورُ يَخْرُجُ مَبْنِيًّا لِلْفَاعِلِ .
وَقَرَأَ
nindex.php?page=showalam&ids=12356ابْنُ أَبِي عَبْلَةَ ،
وَابْنُ مِقْسَمٍ مَبْنِيًّا لِلْمَفْعُولِ .
وَفِي
الصُّلْبِ : وَهُوَ الظَّهْرُ لُغَاتٌ .
قَرَأَ الْجُمْهُورُ بِضَمِّ الصَّادِ وَسُكُونِ اللَّامِ ، وَقَرَأَ
أَهْلُ مَكَّةَ بِضَمِّ الصَّادِ وَاللَّامِ .
وَقَرَأَ
الْيَمَانِيُّ بِفَتْحِهِمَا ، وَيُقَالُ صَالِبٌ عَلَى وَزْنِ قَالِبٍ .
وَمِنْهُ قَوْلُ
nindex.php?page=showalam&ids=18الْعَبَّاسِ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ :
تَنْقُلُ مِنْ صُلْبٍ إِلَى رَحِمٍ
فِي أَبْيَاتِهِ الْمَشْهُورَةِ فِي مَدْحِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ .
وَقَدْ تَقَدَّمَ كَلَامٌ فِي هَذَا عِنْدَ تَفْسِيرِ قَوْلِهِ :
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=23الَّذِينَ مِنْ أَصْلَابِكُمْ [ النِّسَاءِ : 23 ] وَقِيلَ التَّرَائِبُ : مَا بَيْنَ الثَّدْيَيْنِ .
وَقَالَ
الضَّحَّاكُ : تَرَائِبُ الْمَرْأَةِ : الْيَدَيْنِ وَالرِّجْلَيْنِ وَالْعَيْنَيْنِ .
وَقَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=15992سَعِيدُ بْنُ جُبَيْرٍ : هِيَ الْجِيدُ .
وَقَالَ
مُجَاهِدٌ : هِيَ مَا بَيْنَ الْمَنْكِبَيْنِ وَالصَّدْرِ .
وَرُوِيَ عَنْهُ أَيْضًا أَنَّهُ قَالَ : هِيَ الصَّدْرُ ، وَرُوِيَ عَنْهُ أَيْضًا أَنَّهُ قَالَ : هِيَ التَّرَاقِي .
وَحَكَى
nindex.php?page=showalam&ids=14416الزَّجَّاجُ : أَنَّ التَّرَائِبَ عُصَارَةُ الْقَلْبِ ، وَمِنْهُ يَكُونُ الْوَلَدُ ، وَالْمَشْهُورُ فِي اللُّغَةِ أَنَّهَا عِظَامُ الصَّدْرِ وَالنَّحْرِ ، وَمِنْهُ قَوْلُ دُرَيْدِ بْنِ الصِّمَّةِ :
فَإِنْ تُدْبِرُوا نَأْخُذْكُمْ فِي ظُهُورِكُمْ وَإِنْ تُقْبِلُوا نَأْخُذْكُمْ فِي التَّرَائِبِ
قَالَ
عِكْرِمَةُ : التَّرَائِبُ : الصَّدْرُ ، وَأَنْشَدَ :
نِظَامُ دُرٍّ عَلَى تَرَائِبِهَا
قَالَ فِي الصِّحَاحِ : التَّرِيبَةُ : وَاحِدَةُ التَّرَائِبِ ، وَهِيَ عِظَامُ الصَّدْرِ ، قَالَ
أَبُو عُبَيْدَةَ : جَمْعُ التَّرِيبَةِ تَرِيبٌ ، وَمِنْهُ قَوْلُ
الْمُثَقَّبِ الْعَبْدِيِّ :
وَمِنْ ذَهَبٍ بُنِينَ عَلَى تَرِيبٍ كَلَوْنِ الْعَاجِ لَيْسَ بِذِي غُضُونِ
وَقَوْلُ
امْرِئِ الْقَيْسِ :
تَرَائِبُهَا مَصْقُولَةٌ كَالسَّجَنْجَلِ
وَحَكَى
nindex.php?page=showalam&ids=14416الزَّجَّاجُ : أَنَّ التَّرَائِبَ أَرْبَعُ أَضْلَاعٍ مِنْ يَمْنَةِ الصَّدْرِ ، وَأَرْبَعُ أَضْلَاعٍ مِنْ يَسْرَةِ الصَّدْرِ .
قَالَ
قَتَادَةُ ،
وَالْحَسَنُ : الْمَعْنَى وَيَخْرُجُ مِنْ صُلْبِ الرَّجُلِ وَتَرَائِبِ الْمَرْأَةِ .
وَحَكَى
الْفَرَّاءُ أَنَّ مِثْلَ هَذَا يَأْتِي عَنِ الْعَرَبِ يَكُونُ مَعْنًى مِنْ بَيْنِ الصُّلْبِ ، مِنَ الصُّلْبِ ، وَقِيلَ إِنَّ مَاءَ الرَّجُلِ يَنْزِلُ مِنَ الدِّمَاغِ ، وَلَا يُخَالِفُ هَذَا مَا فِي الْآيَةِ لِأَنَّهُ إِذَا نَزَلَ مِنَ الدِّمَاغِ نَزَلَ مِنْ بَيْنِ الصُّلْبِ وَالتَّرَائِبِ ، وَقِيلَ إِنَّ الْمَعْنَى : يَخْرُجُ مِنْ جَمِيعِ أَجْزَاءِ الْبَدَنِ ، وَلَا يُخَالِفُ هَذَا مَا فِي الْآيَةِ ؛ لِأَنَّ نِسْبَةَ خُرُوجِهِ إِلَى بَيْنِ الصُّلْبِ وَالتَّرَائِبِ بِاعْتِبَارِ أَنَّ أَكْثَرَ أَجْزَاءِ الْبَدَنِ هِيَ الصُّلْبُ وَالتَّرَائِبُ وَمَا يُجَاوِرُهَا وَمَا فَوْقَهَا مِمَّا يَكُونُ تَنَزُّلُهُ مِنْهَا .
nindex.php?page=tafseer&surano=86&ayano=8إِنَّهُ عَلَى رَجْعِهِ لَقَادِرٌ الضَّمِيرُ فِي إِنَّهُ يَرْجِعُ إِلَى اللَّهِ سُبْحَانَهُ لِدَلَالَةِ قَوْلِهِ : " خُلِقَ " عَلَيْهِ ، فَإِنَّ الَّذِي خَلَقَهُ هُوَ اللَّهُ سُبْحَانَهُ ، وَالضَّمِيرُ فِي رَجْعِهِ عَائِدٌ إِلَى الْإِنْسَانِ ، وَالْمَعْنَى : أَنَّ اللَّهَ سُبْحَانَهُ عَلَى جَعْلِ الْإِنْسَانِ : أَيْ إِعَادَتِهِ بِالْبَعْثِ بَعْدَ الْمَوْتِ لَقَادِرٌ . هَكَذَا قَالَ جَمَاعَةٌ مِنَ الْمُفَسِّرِينَ : وَقَالَ
مُجَاهِدٌ : عَلَى أَنْ يَرُدَّ الْمَاءَ فِي الْإِحْلِيلِ .
وَقَالَ
عِكْرِمَةُ ،
وَالضَّحَّاكُ : عَلَى أَنْ يَرُدَّ الْمَاءَ فِي الصُّلْبِ .
وَقَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=17132مُقَاتِلُ بْنُ حَيَّانَ يَقُولُ : إِنْ شِئْتُ رَدَدْتُهُ مِنَ الْكِبَرِ إِلَى الشَّبَابِ ، وَمِنَ الشَّبَابِ إِلَى الصِّبَا ، وَمِنَ الصِّبَا إِلَى النُّطْفَةِ .
وَقَالَ
ابْنُ زَيْدٍ : إِنَّهُ عَلَى حَبْسِ ذَلِكَ الْمَاءِ حَتَّى لَا يَخْرُجَ لَقَادِرٌ ، وَالْأَوَّلُ أَظْهَرُ ، وَرَجَّحَهُ
nindex.php?page=showalam&ids=16935ابْنُ جَرِيرٍ ،
وَالثَّعْلَبِيُّ ،
وَالْقُرْطُبِيُّ .
nindex.php?page=tafseer&surano=86&ayano=9يَوْمَ تُبْلَى السَّرَائِرُ الْعَامِلُ فِي الظَّرْفِ عَلَى التَّفْسِيرِ الْأَوَّلِ ، هُوَ رَجْعُهُ ، وَقِيلَ " لَقَادِرٌ " .
وَاعْتَرَضَ عَلَيْهِ بِأَنَّهُ يَلْزَمُ تَخْصِيصُ الْقُدْرَةِ بِهَذَا الْيَوْمِ ، وَقِيلَ الْعَامِلُ فِيهِ مُقَدَّرٌ : أَيْ يَرْجِعُهُ يَوْمَ تُبْلَى السَّرَائِرُ ، وَقِيلَ الْعَامِلُ فِيهِ مُقَدَّرٌ ، وَهُوَ اذْكُرْ ، فَيَكُونُ مَفْعُولًا بِهِ ، وَأَمَّا عَلَى قَوْلِ مَنْ قَالَ : إِنَّ الْمُرَادَ رَجْعُ الْمَاءِ ، فَالْعَامِلُ فِي الظَّرْفِ مُقَدَّرٌ ، وَهُوَ اذْكُرْ ، وَمَعْنَى تُبْلَى السَّرَائِرُ : تُخْتَبَرُ وَتُعْرَفُ ، وَمِنْهُ قَوْلُ الرَّاجِزِ :
قَدْ كُنْتَ قَبْلَ الْيَوْمِ تَزْدَرِينِي فَالْيَوْمَ أَبْلُوكَ وَتَبْتَلِينِي
أَيْ أَخْتَبِرُكَ وَتَخْتَبِرُنِي ، وَأَمْتَحِنُكَ وَتَمْتَحِنُنِي ، وَالسَّرَائِرُ : مَا يُسَرُّ فِي الْقُلُوبِ مِنَ الْعَقَائِدِ وَالنِّيَّاتِ وَغَيْرِهَا ، وَالْمُرَادُ هُنَا عَرْضُ الْأَعْمَالِ وَنَشْرُ الصُّحُفِ ، فَعِنْدَ ذَلِكَ يَتَمَيَّزُ الْحَسَنُ مِنْهَا عَنِ الْقَبِيحِ ، وَالْغَثُّ مِنَ السَّمِينِ .
nindex.php?page=tafseer&surano=86&ayano=10فَمَا لَهُ مِنْ قُوَّةٍ وَلَا نَاصِرٍ أَيْ فَمَا لِلْإِنْسَانِ مِنْ قُوَّةٍ فِي نَفْسِهِ يَمْتَنِعُ بِهَا عَنْ عَذَابِ اللَّهِ ، وَلَا نَاصِرٍ يَنْصُرُهُ مِمَّا نَزَلَ بِهِ .
قَالَ
عِكْرِمَةُ : هَؤُلَاءِ الْمُلُوكُ مَا لَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ مِنْ قُوَّةٍ وَلَا نَاصِرٍ .
قَالَ
سُفْيَانُ : الْقُوَّةُ الْعَشِيرَةُ ، وَالنَّاصِرُ الْحَلِيفُ ، وَالْأَوَّلُ أَوْلَى .
nindex.php?page=tafseer&surano=86&ayano=11وَالسَّمَاءِ ذَاتِ الرَّجْعِ الرَّجْعُ : الْمَطَرُ .
قَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=14416الزَّجَّاجُ : الرَّجْعُ الْمَطَرُ لِأَنَّهُ يَجِيءُ وَيَرْجِعُ وَيَتَكَرَّرُ .
قَالَ
الْخَلِيلُ : الرَّجْعُ الْمَطَرُ نَفْسُهُ ، وَالرَّجْعُ نَبَاتُ الرَّبِيعِ .
قَالَ أَهْلُ اللُّغَةِ : الرَّجْعُ الْمَطَرُ .
قَالَ الْمُتَنَخِّلُ يَصِفُ سَيْفًا لَهُ :
أَبْيَضُ كَالرَّجْعِ رَسُوبٌ إِذَا مَا بَاحَ فِي مُحْتَفِلٍ يَخْتَلِي
قَالَ
الْوَاحِدِيُّ : الرَّجْعُ الْمَطَرُ فِي قَوْلِ جَمِيعِ الْمُفَسِّرِينَ ، وَفِي هَذَا الَّذِي حَكَاهُ عَنْ جَمِيعِ الْمُفَسِّرِينَ نَظَرٌ ، فَإِنَّ ابْنَ زَيْدٍ قَالَ : الرَّجْعُ الشَّمْسُ وَالْقَمَرُ وَالنُّجُومُ يَرْجِعْنَ فِي السَّمَاءِ تَطْلُعُ مِنْ نَاحِيَةٍ وَتَغِيبُ فِي أُخْرَى .
وَقَالَ بَعْضُ الْمُفَسِّرِينَ : ذَاتُ الرَّجْعِ ذَاتُ الْمَلَائِكَةِ لِرُجُوعِهِمْ إِلَيْهَا بِأَعْمَالِ الْعِبَادِ .
وَقَالَ بَعْضُهُمْ : مَعْنَى ذَاتِ الرَّجْعِ : ذَاتُ النَّفْعِ ، وَوَجْهُ تَسْمِيَةِ الْمَطَرِ رَجْعًا مَا قَالَهُ الْقَفَّالُ إِنَّهُ مَأْخُوذٌ مِنْ تَرْجِيعِ الصَّوْتِ وَهُوَ إِعَادَتُهُ ، وَكَذَا الْمَطَرُ لِكَوْنِهِ يَعُودُ مَرَّةً بَعْدَ أُخْرَى سُمِّيَ رَجْعًا .
وَقِيلَ إِنَّ الْعَرَبَ كَانُوا يَزْعُمُونَ أَنَّ السَّحَابَ يَحْمِلُ الْمَاءَ مِنْ بِحَارِ الْأَرْضِ ، ثُمَّ يُرْجِعُهُ إِلَى الْأَرْضِ ، وَقِيلَ سَمَّتْهُ الْعَرَبُ رَجْعًا لِأَجْلِ التَّفَاؤُلِ لِيَرْجِعَ عَلَيْهِمْ ، وَقِيلَ لِأَنَّ اللَّهَ يُرْجِعُهُ وَقْتًا بَعْدَ وَقْتٍ .
nindex.php?page=tafseer&surano=86&ayano=12وَالْأَرْضِ ذَاتِ الصَّدْعِ هُوَ مَا تَتَصَدَّعُ عَنْهُ الْأَرْضُ مِنَ النَّبَاتِ وَالثِّمَارِ وَالشَّجَرِ ، وَالصَّدْعُ : الشَّقُّ لِأَنَّهُ يُصَدِّعُ الْأَرْضَ فَتَنْصَدِعُ لَهُ .
قَالَ
أَبُو عُبَيْدَةَ ،
nindex.php?page=showalam&ids=14888وَالْفَرَّاءُ : تَتَصَدَّعُ بِالنَّبَاتِ .
قَالَ
مُجَاهِدٌ : وَالْأَرْضُ ذَاتُ الطُّرُقِ الَّتِي تُصَدِّعُهَا الْمِيَاهُ ، وَقِيلَ ذَاتُ الْحَرْثِ لِأَنَّهُ يُصَدِّعُهَا ، وَقِيلَ ذَاتُ الْأَمْوَاتِ لِانْصِدَاعِهَا عَنْهُمْ عِنْدَ الْبَعْثِ .
وَالْحَاصِلُ أَنَّ الصَّدْعَ إِنْ كَانَ اسْمًا لِلنَّبَاتِ فَكَأَنَّهُ قَالَ : وَالْأَرْضِ ذَاتِ النَّبَاتِ ، وَإِنْ كَانَ الْمُرَادُ بِهِ الشَّقَّ فَكَأَنَّهُ قَالَ : وَالْأَرْضِ ذَاتِ الشَّقِّ الَّذِي يَخْرُجُ مِنْهُ النَّبَاتُ وَنَحْوُهُ .
وَجَوَابُ الْقَسَمِ قَوْلُهُ :
nindex.php?page=tafseer&surano=86&ayano=13إِنَّهُ لَقَوْلٌ فَصْلٌ أَيْ إِنَّ
nindex.php?page=treesubj&link=28867_28890الْقُرْآنَ لَقَوْلٌ يَفْصِلُ [ ص: 1610 ] بَيْنَ الْحَقِّ وَالْبَاطِلِ بِالْبَيَانِ عَنْ كُلِّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا .
nindex.php?page=tafseer&surano=86&ayano=14وَمَا هُوَ بِالْهَزْلِ أَيْ لَمْ يَنْزِلْ بِاللَّعِبِ ، فَهُوَ جَدٌّ لَيْسَ بِالْهَزْلِ ، وَالْهَزْلُ ضِدُّ الْجِدِّ .
قَالَ الْكُمَيْتُ :
تَجِدُّ بِنَا فِي كُلِّ يَوْمٍ وَتَهْزِلُ
nindex.php?page=tafseer&surano=86&ayano=15إِنَّهُمْ يَكِيدُونَ كَيْدًا أَيْ يَمْكُرُونَ فِي إِبْطَالِ مَا جَاءَ بِهِ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنَ الدِّينِ الْحَقِّ .
قَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=14416الزَّجَّاجُ : يُخَاتِلُونَ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَيُظْهِرُونَ مَا هُمْ عَلَى خِلَافِهِ .
nindex.php?page=tafseer&surano=86&ayano=16وَأَكِيدُ كَيْدًا أَيْ أَسْتَدْرِجُهُمْ مِنْ حَيْثُ لَا يَعْلَمُونَ ، وَأُجَازِيهِمْ جَزَاءَ كَيْدِهِمْ ، قِيلَ هُوَ مَا أَوْقَعَ اللَّهُ بِهِمْ يَوْمَ بَدْرٍ مِنَ الْقَتْلِ وَالْأَسْرِ .
nindex.php?page=tafseer&surano=86&ayano=17فَمَهِّلِ الْكَافِرِينَ أَيْ أَخِّرْهُمْ ، وَلَا تَسْأَلِ اللَّهَ سُبْحَانَهُ تَعْجِيلَ هَلَاكِهِمْ ، وَارْضَ بِمَا يُدَبِّرُهُ لَكَ فِي أُمُورِهِمْ ، وَقَوْلُهُ :
nindex.php?page=tafseer&surano=86&ayano=17أَمْهِلْهُمْ بَدَلٌ ، مِنْ مَهِّلِ .
وَمَهِّلْ وَأَمْهِلْ بِمَعْنًى مِثْلَ نَزِّلْ وَأَنْزِلْ ، وَالْإِمْهَالُ الْإِنْظَارُ ، وَتَمَهَّلَ فِي الْأَمْرِ اتَّأَدَ ، وَانْتِصَابُ رُوَيْدًا عَلَى أَنَّهُ مَصْدَرٌ مُؤَكِّدٌ لِلْفِعْلِ الْمَذْكُورِ أَوْ نَعْتٌ لِمَصْدَرٍ مَحْذُوفٍ : أَيْ أَمْهِلْهُمْ إِمْهَالًا رُوَيْدًا : أَيْ قَرِيبًا أَوْ قَلِيلًا .
قَالَ
أَبُو عُبَيْدَةَ : وَالرُّوَيْدُ فِي كَلَامِ الْعَرَبِ تَصْغِيرُ الرَّوْدِ ، وَأَنْشَدَ :
كَأَنَّهَا تَمْشِي عَلَى رَوْدٍ
أَيْ عَلَى مَهْلٍ ، وَقِيلَ تَصْغِيرُ أَرْوَادٍ مَصْدَرُ رَوْدٍ تَصْغِيرُ التَّرْخِيمِ ، وَيَأْتِي اسْمُ فِعْلٍ نَحْوَ رُوَيْدَ زَيْدًا : أَيْ أَمْهِلْهُ ، وَيَأْتِي حَالًا نَحْوَ سَارَ الْقَوْمُ رُوَيْدًا : أَيْ مُتَمَهِّلِينَ ، ذَكَرَ مَعْنَى هَذَا
الْجَوْهَرِيُّ ، وَالْبَحْثُ مُسْتَوْفًى فِي عِلْمِ النَّحْوِ .
وَقَدْ أَخْرَجَ
ابْنُ مَرْدَوَيْهِ عَنِ
nindex.php?page=showalam&ids=11ابْنِ عَبَّاسٍ فِي قَوْلِهِ :
nindex.php?page=tafseer&surano=86&ayano=1وَالسَّمَاءِ وَالطَّارِقِ قَالَ : أَقْسَمَ رَبُّكَ بِالطَّارِقِ : وَكُلُّ شَيْءٍ طَرَقَكَ بِاللَّيْلِ فَهُوَ طَارِقٌ .
وَأَخْرَجَ
nindex.php?page=showalam&ids=16935ابْنُ جَرِيرٍ عَنْهُ فِي قَوْلِهِ :
nindex.php?page=tafseer&surano=86&ayano=4إِنْ كُلُّ نَفْسٍ لَمَّا عَلَيْهَا حَافِظٌ قَالَ : كُلُّ نَفْسٍ عَلَيْهَا حَفَظَةٌ مِنَ الْمَلَائِكَةِ .
وَأَخْرَجَ
nindex.php?page=showalam&ids=16298عَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ ،
nindex.php?page=showalam&ids=16935وَابْنُ جَرِيرٍ ،
وَابْنُ الْمُنْذِرِ ،
nindex.php?page=showalam&ids=16328وَابْنُ أَبِي حَاتِمٍ ،
وَأَبُو الشَّيْخِ فِي الْعَظَمَةِ عَنِ
nindex.php?page=showalam&ids=11ابْنِ عَبَّاسٍ فِي قَوْلِهِ :
nindex.php?page=tafseer&surano=86&ayano=3النَّجْمُ الثَّاقِبُ قَالَ : النَّجْمُ الْمُضِيءُ
nindex.php?page=tafseer&surano=86&ayano=4إِنْ كُلُّ نَفْسٍ لَمَّا عَلَيْهَا حَافِظٌ قَالَ : إِلَّا عَلَيْهَا حَافِظٌ .
وَأَخْرَجَ
nindex.php?page=showalam&ids=16298عَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ ،
وَابْنُ الْمُنْذِرِ عَنْهُ
nindex.php?page=tafseer&surano=86&ayano=7يَخْرُجُ مِنْ بَيْنِ الصُّلْبِ وَالتَّرَائِبِ قَالَ : مَا بَيْنَ الْجِيدِ وَالنَّحْرِ .
وَأَخْرَجَ
nindex.php?page=showalam&ids=16328ابْنُ أَبِي حَاتِمٍ عَنْهُ فِي الْآيَةِ قَالَ : تَرِيبَةُ الْمَرْأَةِ وَهِيَ مَوْضِعُ الْقِلَادَةِ .
وَأَخْرَجَ
nindex.php?page=showalam&ids=16935ابْنُ جَرِيرٍ ،
وَابْنُ الْمُنْذِرِ عَنْهُ أَيْضًا قَالَ : التَّرَائِبُ بَيْنَ ثَدْيَيِ الْمَرْأَةِ .
وَأَخْرَجَ
الْحَاكِمُ وَصَحَّحَهُ عَنْهُ أَيْضًا قَالَ : التَّرَائِبُ أَرْبَعَةُ أَضْلَاعٍ مِنْ كُلِّ جَانِبٍ مِنْ أَسْفَلِ الْأَضْلَاعِ .
وَأَخْرَجَ
nindex.php?page=showalam&ids=16298عَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ ،
وَابْنُ الْمُنْذِرِ عَنْهُ أَيْضًا
nindex.php?page=tafseer&surano=86&ayano=8إِنَّهُ عَلَى رَجْعِهِ لَقَادِرٌ قَالَ : عَلَى أَنْ يَجْعَلَ الشَّيْخَ شَابًّا وَالشَّابَّ شَيْخًا .
وَأَخْرَجَ
عَبْدُ الرَّزَّاقِ ،
nindex.php?page=showalam&ids=14906وَالْفِرْيَابِيُّ ،
nindex.php?page=showalam&ids=16298وَعَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ ،
nindex.php?page=showalam&ids=12070وَالْبُخَارِيُّ فِي تَارِيخِهِ ،
nindex.php?page=showalam&ids=16935وَابْنُ جَرِيرٍ ،
وَابْنُ الْمُنْذِرِ ،
nindex.php?page=showalam&ids=16328وَابْنُ أَبِي حَاتِمٍ ،
وَأَبُو الشَّيْخِ فِي الْعَظَمَةِ ،
وَالْحَاكِمُ وَصَحَّحَهُ ،
وَابْنُ مَرْدَوَيْهِ مِنْ طُرُقٍ عَنِ
nindex.php?page=showalam&ids=11ابْنِ عَبَّاسٍ فِي قَوْلِهِ :
nindex.php?page=tafseer&surano=86&ayano=11وَالسَّمَاءِ ذَاتِ الرَّجْعِ قَالَ : الْمَطَرُ بَعْدَ الْمَطَرِ
nindex.php?page=tafseer&surano=86&ayano=12وَالْأَرْضِ ذَاتِ الصَّدْعِ قَالَ : صَدْعُهَا عَنِ النَّبَاتِ .
وَأَخْرَجَ
ابْنُ الْمُنْذِرِ عَنِ
nindex.php?page=showalam&ids=11ابْنِ عَبَّاسٍ nindex.php?page=tafseer&surano=86&ayano=12وَالْأَرْضِ ذَاتِ الصَّدْعِ تَصَدُّعُ الْأَوْدِيَةِ .
وَأَخْرَجَ
ابْنُ مَنْدَهْ ،
وَالدَّيْلَمِيُّ عَنْ
مُعَاذِ بْنِ أَنَسٍ مَرْفُوعًا
nindex.php?page=tafseer&surano=86&ayano=12وَالْأَرْضِ ذَاتِ الصَّدْعِ قَالَ : تَصْدَعُ بِإِذْنِ اللَّهِ عَنِ الْأَمْوَالِ وَالنَّبَاتِ .
وَأَخْرَجَ
nindex.php?page=showalam&ids=16935ابْنُ جَرِيرٍ ،
وَابْنُ الْمُنْذِرِ عَنِ
nindex.php?page=showalam&ids=11ابْنِ عَبَّاسٍ فِي قَوْلِهِ :
nindex.php?page=tafseer&surano=86&ayano=13إِنَّهُ لَقَوْلٌ فَصْلٌ قَالَ : حَقٌّ
nindex.php?page=tafseer&surano=86&ayano=14وَمَا هُوَ بِالْهَزْلِ قَالَ : بِالْبَاطِلِ ، وَفِي قَوْلِهِ :
nindex.php?page=tafseer&surano=86&ayano=17أَمْهِلْهُمْ رُوَيْدًا قَالَ : قَرِيبًا .