الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                          صفحة جزء
                                                          3 - باب جواز الصلاة مع خروج الدم السائل من البدن .

                                                          857 \ 1 - حدثنا محمد بن القاسم بن زكريا المحاربي بالكوفة ، ثنا أبو كريب ، وحدثنا القاضي الحسين بن إسماعيل ، ثنا أحمد بن عبد الجبار الكوفي ، قالا : [ ص: 495 ] ثنا يونس بن بكير ، عن ابن إسحاق ، حدثني صدقة بن يسار ، عن عقيل بن جابر ، عن جابر بن عبد الله ، قال : " خرجنا مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في غزوة ذات الرقاع ، فأصاب رجل امرأة من المشركين ، فلما انصرف رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قافلا أتى زوجها ، وكان غائبا ، فلما أخبر الخبر حلف أن لا ينتهي حتى يهريق دما في أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فخرج يتبع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كلما نزل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - منزلا - وقال القاضي : فلما نزل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - منزلا - قال : " من رجل يكلؤنا ليلتنا هذه ؟ " . ، قال : فيبتدر رجل من المهاجرين ورجل من الأنصار ، فقال " كونا بفم الشعب " . وكان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - هو وأصحابه قد نزلوا الشعب من الوادي ، فلما خرج الرجلان إلى فم الشعب ، قال الأنصاري للمهاجري : أي الليل تحب أن أكفيك : أوله أو آخره ، قال : بل اكفني أوله . قال : فاضطجع المهاجري ، فنام وقام الأنصاري يصلي ، وأتى الرجل ، فلما رأى شخص الرجل ، عرف أنه ربيئة القوم ، فرماه بسهم فوضعه فيه ، فانتزعه فوضعه وثبت قائما ، ثم رماه بسهم آخر ، فوضعه فيه ، فانتزعه ، فوضعه وثبت قائما ، ثم عاد له بالثالث ، فوضعه فيه ، فنزعه ، فوضعه ثم ركع ثم سجد ، ثم أهب صاحبه ، فقال له : اجلس فقد أثبت فوثب فلما رآهما الرجل عرف أن قد نذروا به فهرب ، فلما رأى المهاجري ما بالأنصاري من [ ص: 496 ] الدماء ، قال : سبحان الله ! أفلا أهببتني ؟! وقال أبو كريب : أفلا أنبهتني أول ما رماك ؟! قال : كنت في سورة أقرؤها ، فلم أحب أن أقطعها حتى أنفدها ، فلما تابع علي الرمي ركعت فآذنتك ، وايم الله لولا أن أضيع ثغرا أمرني رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بحفظه ، لقطع نفسي قبل أن أقطعها أو أنفدها .

                                                          التالي السابق


                                                          الخدمات العلمية