وأخرج
ابن مردويه عن
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس قال :
أنزلت nindex.php?page=tafseer&surano=104&ayano=1ويل لكل همزة لمزة بمكة .
بسم الله الرحمن الرحيم
nindex.php?page=tafseer&surano=104&ayano=1nindex.php?page=treesubj&link=29075ويل لكل همزة لمزة nindex.php?page=tafseer&surano=104&ayano=2الذي جمع مالا وعدده nindex.php?page=tafseer&surano=104&ayano=3يحسب أن ماله أخلده nindex.php?page=tafseer&surano=104&ayano=4كلا لينبذن في الحطمة nindex.php?page=tafseer&surano=104&ayano=5وما أدراك ما الحطمة nindex.php?page=tafseer&surano=104&ayano=6نار الله الموقدة nindex.php?page=tafseer&surano=104&ayano=7التي تطلع على الأفئدة nindex.php?page=tafseer&surano=104&ayano=8إنها عليهم مؤصدة nindex.php?page=tafseer&surano=104&ayano=9في عمد ممددة [ ص: 1654 ] الويل : هو مرتفع على الابتداء ، وسوغ الابتداء به مع كونه نكرة كونه دعاء عليهم ، وخبره لكل همزة لمزة والمعنى : خزي أو عذاب أو هلكة أو واد في جهنم لكل همزة لمزة .
قال
أبو عبيدة ،
nindex.php?page=showalam&ids=14416والزجاج : الهمزة اللمزة الذي يغتاب الناس ، وعلى هذا هما بمعنى . وقال
أبو العالية ،
والحسن ،
ومجاهد ،
nindex.php?page=showalam&ids=16568وعطاء بن أبي رباح : الهمزة الذي يغتاب الرجل في وجهه ، واللمزة : الذي يغتابه من خلفه .
وقال
قتادة عكس هذا .
وروي عن
قتادة ،
ومجاهد أيضا أن اللمزة : الذي يغتاب الناس في أنسابهم .
وروي عن
مجاهد أيضا أن الهمزة : الذي يهمز الناس بيده ، واللمزة : الذي يلمزهم بلسانه .
وقال
nindex.php?page=showalam&ids=16004سفيان الثوري : يهمزهم بلسانه ويلمزهم بعينه .
وقال
ابن كيسان : الهمزة : الذي يؤذي جلساءه بسوء اللفظ ، واللمزة : الذي يكسر عينه على جليسه ويشير بيده وبرأسه وبحاجبه ، والأول أولى ، ومنه قول
nindex.php?page=showalam&ids=15934زياد الأعجم :
تدلي بود إذا لاقيتني كذبا وإن أغيب فأنت الهامز اللمزه
وقول الآخر :
إذا لقيتك عن سخط تكاشرني وإن تغيبت كنت الهامز اللمزه
وأصل الهمزة الكسر ، يقال : همز رأسه كسره ، ومنه قول
العجاج :
ومن همزنا رأسه تهشما
وقيل أصل الهمز واللمز : الضرب والدفع ، يقال : همزه يهمزه همزا ، ولمزه يلمزه لمزا : إذا دفعه وضربه ، ومنه قول الشاعر :
ومن همزنا عزه تبركعا على استه زوبعة أو زوبعا
البركعة : القيام على أربع ، يقال بركعه فتبركع : أي صرعه فوقع على استه ، كذا في الصحاح .
وبناء " فعلة " يدل على الكثرة ، فيه دلالة على أنه يفعل ذلك كثيرا ، وأنه قد صار ذلك عادة له ، ومثله ضحكة ولعنة .
قرأ الجمهور همزة لمزة بضم أولهما وفتح الميم فيهما .
وقرأ
nindex.php?page=showalam&ids=11958الباقر ،
nindex.php?page=showalam&ids=13723والأعرج بسكون الميم فيهما .
وقرأ
أبو وائل ،
والنخعي ،
nindex.php?page=showalam&ids=13726والأعمش "
ويل للهمزة اللمزة " والآية تعم كل من كان متصفا بذلك ، ولا ينافيه نزولها على سبب خاص ، فإن الاعتبار بعموم اللفظ لا بخصوص السبب .
nindex.php?page=tafseer&surano=104&ayano=2الذي جمع مالا وعدده الموصول بدل من كل ، أو في محل نصب على الذم ، وهذا أرجح ؛ لأن البدل يستلزم أن يكون المبدل منه في حكم الطرح ، وإنما وصفه سبحانه بهذا الوصف لأنه يجري مجرى السبب ، والعلة في الهمز واللمز ، وهو إعجابه بما جمع من المال وظنه أنه الفضل ، فلأجل ذلك يستقصر غيره .
قرأ الجمهور جمع مخففا .
وقرأ
ابن عامر ،
وحمزة ،
nindex.php?page=showalam&ids=15080والكسائي بالتشديد .
وقرأ الجمهور وعدده بالتشديد ، وقرأ
الحسن ،
والكلبي ،
ونصر بن عاصم ،
وأبو العالية بالتخفيف ، والتشديد في الكلمتين يدل على التكثير وهو جمع الشيء بعد الشيء وتعديده مرة بعد أخرى .
قال
الفراء : معنى عدده أحصاه .
وقال
nindex.php?page=showalam&ids=14416الزجاج : وعدده لنوائب الدهور .
يقال أعددت الشيء وعددته : إذا أمسكته .
قال
nindex.php?page=showalam&ids=14468السدي : أحصى عدده .
وقال
الضحاك : أعد ماله لمن يرثه .
وقيل : المعنى : فاخر بكثرته وعدده ، والمقصود ذمه على جمع المال وإمساكه وعدم إنفاقه في سبيل الخير . وقيل : المعنى على قراءة التخفيف في عدده : أنه جمع عشيرته وأقاربه .
قال
المهدوي : من خفف وعدده فهو معطوف على المال : أي وجمع عدده .
وجملة يحسب أن ماله أخلده مستأنفة لتقرير ما قبلها ، ويجوز أن تكون في محل نصب على الحال : أي يعمل عمل من يظن أن ماله يتركه حيا مخلدا لا يموت .
وقال
عكرمة : يحسب أن ماله يزيد في عمره ، والإظهار في موضع الإضمار للتقريع والتوبيخ .
وقيل هو تعريض بالعمل الصالح ، وأنه الذي يخلد صاحبه في الحياة الأبدية ، لا المال .
كلا ردع له عن ذلك الحسبان : أي ليس الأمر على ما يحسبه هذا الذي جمع المال وعدده ، واللام في
nindex.php?page=tafseer&surano=104&ayano=4لينبذن في الحطمة جواب قسم محذوف : أي ليطرحن في النار وليلقين فيها .
قرأ الجمهور لينبذن وقرأ
علي والحسن ،
nindex.php?page=showalam&ids=14980ومحمد بن كعب ،
ونصر بن عاصم ،
ومجاهد ،
وحميد ،
وابن محيصن : " لينبذان " بالتثنية : أي لينبذ هو وماله في النار .
وقرأ
الحسن أيضا : " لينبذن " : أي لينبذن ماله في النار .
nindex.php?page=tafseer&surano=104&ayano=5وما أدراك ما الحطمة هذا الاستفهام للتهويل والتفظيع حتى كأنها ليست مما تدركه العقول وتبلغه الأفهام .
ثم بينها سبحانه فقال :
nindex.php?page=tafseer&surano=104&ayano=6نار الله الموقدة أي هي نار الله الموقدة بأمر الله سبحانه ، وفي إضافتها إلى الاسم الشريف تعظيم لها وتفخيم ، وكذلك في وصفها بالإيقاد : وسميت حطمة لأنها تحطم كل ما يلقى فيها وتهشمه ، ومنه :
إنا حطمنا بالقضيب مصعبا يوم كسرنا أنفه ليغضبا
قيل : هي الطبقة السادسة من طبقات جهنم ، وقيل الطبقة الثانية منها ، وقيل الطبقة الرابعة .
nindex.php?page=tafseer&surano=104&ayano=7التي تطلع على الأفئدة أي يخلص حرها إلى القلوب فيعلوها ويغشاها ، وخص الأفئدة مع كونها تغشى جميع أبدانهم لأنها محل العقائد الزائغة ، أو لكون الألم إذا وصل إليها مات صاحبها : أي إنهم في حال من يموت وهم لا يموتون .
وقيل معنى
nindex.php?page=tafseer&surano=104&ayano=7تطلع على الأفئدة أنها تعلم بمقدار ما يستحقه كل واحد منهم من العذاب ، وذلك بأمارات عرفها الله بها .
nindex.php?page=tafseer&surano=104&ayano=8إنها عليهم مؤصدة أي مطبقة مغلقة كما تقدم بيانه في سورة البلد ، يقال أصدت الباب : إذا أغلقته ، ومنه قول
قيس بن الرقيات :
إن في القصر لو دخلنا غزالا مصيبا موصدا عليه الحجاب
nindex.php?page=tafseer&surano=104&ayano=9في عمد ممددة في محل نصب على الحال من الضمير في عليهم : أي كائنين في عمد ممددة موثقين فيها .
أو في محل رفع على أنه خبر مبتدأ محذوف : أي هم في عمد ، أو صفة لمؤصدة : أي مؤصدة بعمد ممددة .
قال
مقاتل : أطبقت الأبواب عليهم ثم شدت بأوتاد من حديد ، فلا يفتح عليهم باب ، ولا يدخل عليهم روح .
ومعنى كون العمد ممددة : أنها مطولة ، وهي أرسخ من القصيرة .
وقيل العمد أغلال
[ ص: 1655 ] في جهنم ، وقيل القيود .
قال
قتادة : المعنى هم في عمد يعذبون بها ، واختار هذا
nindex.php?page=showalam&ids=16935ابن جرير : قرأ الجمهور في عمد بفتح العين والميم .
قيل هو اسم جمع لعمود .
وقيل جمع له .
قال
الفراء : هي جمع لعمود كأديم وأدم
وقال
أبو عبيدة : هي جمع عماد وقرأ
حمزة ،
nindex.php?page=showalam&ids=15080والكسائي ،
وأبو بكر بضم العين والميم جمع عمود .
قال
الفراء : هما جمعان صحيحان لعمود .
واختار
أبو عبيد ،
وأبو حاتم قراءة الجمهور .
قال
الجوهري : العمود عمود البيت : وجمع القلة أعمدة ، وجمع الكثرة عمد وعمد ، وقرئ بهما .
قال
أبو عبيدة : العمود كل مستطيل من خشب أو حديد .
وقد أخرج
nindex.php?page=showalam&ids=16000سعيد بن منصور ،
nindex.php?page=showalam&ids=12455وابن أبي الدنيا ،
nindex.php?page=showalam&ids=16935وابن جرير ،
وابن المنذر ،
nindex.php?page=showalam&ids=16328وابن أبي حاتم ،
وابن مردويه من طرق عن
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس أنه سئل عن قوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=104&ayano=1ويل لكل همزة لمزة قال : هو المشاء بالنميمة ، المفرق بين الجمع ، المغري بين الإخوان .
وأخرج
nindex.php?page=showalam&ids=16935ابن جرير عنه
nindex.php?page=tafseer&surano=104&ayano=1ويل لكل همزة قال : طعان لمزة قال : مغتاب .
وأخرج
nindex.php?page=showalam&ids=16298عبد بن حميد ،
nindex.php?page=showalam&ids=16935وابن جرير ،
وابن المنذر عنه أيضا في قوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=104&ayano=8إنها عليهم مؤصدة قال : مطبقة
nindex.php?page=tafseer&surano=104&ayano=9في عمد ممددة قال : عمد من نار .
وأخرج
nindex.php?page=showalam&ids=16328ابن أبي حاتم عن
nindex.php?page=showalam&ids=10ابن مسعود قال : هي الأدهم .
وأخرج
nindex.php?page=showalam&ids=16328ابن أبي حاتم عن
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس قال : الأبواب هي الممددة .
وأخرج
nindex.php?page=showalam&ids=16935ابن جرير عنه في الآية قال : أدخلهم في عمد فمدت عليهم في أعناقهم فشدت بها الأبواب .
وَأَخْرَجَ
ابْنُ مَرْدَوَيْهِ عَنِ
nindex.php?page=showalam&ids=11ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ :
أُنْزِلَتْ nindex.php?page=tafseer&surano=104&ayano=1وَيْلٌ لِكُلِّ هُمَزَةٍ لُمَزَةٍ بِمَكَّةَ .
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
nindex.php?page=tafseer&surano=104&ayano=1nindex.php?page=treesubj&link=29075وَيْلٌ لِكُلِّ هُمَزَةٍ لُمَزَةٍ nindex.php?page=tafseer&surano=104&ayano=2الَّذِي جَمَعَ مَالًا وَعَدَّدَهُ nindex.php?page=tafseer&surano=104&ayano=3يَحْسَبُ أَنَّ مَالَهُ أَخْلَدَهُ nindex.php?page=tafseer&surano=104&ayano=4كَلَّا لَيُنْبَذَنَّ فِي الْحُطَمَةِ nindex.php?page=tafseer&surano=104&ayano=5وَمَا أَدْرَاكَ مَا الْحُطَمَةُ nindex.php?page=tafseer&surano=104&ayano=6نَارٌ اللَّهِ الْمُوقَدَةُ nindex.php?page=tafseer&surano=104&ayano=7الَّتِي تَطَّلِعُ عَلَى الْأَفْئِدَةِ nindex.php?page=tafseer&surano=104&ayano=8إِنَّهَا عَلَيْهِمْ مُؤْصَدَةٌ nindex.php?page=tafseer&surano=104&ayano=9فِي عَمَدٍ مُمَدَّدَةٍ [ ص: 1654 ] الْوَيْلُ : هُوَ مُرْتَفِعٌ عَلَى الِابْتِدَاءِ ، وَسَوَّغَ الِابْتِدَاءَ بِهِ مَعَ كَوْنِهِ نَكِرَةً كَوْنُهُ دُعَاءً عَلَيْهِمْ ، وَخَبَرُهُ لِكُلِّ هُمَزَةٍ لُمَزَةٍ وَالْمَعْنَى : خِزْيٌ أَوْ عَذَابٌ أَوْ هَلَكَةٌ أَوْ وَادٍ فِي جَهَنَّمَ لِكُلِّ هُمَزَةٍ لُمَزَةٍ .
قَالَ
أَبُو عُبَيْدَةَ ،
nindex.php?page=showalam&ids=14416وَالزَّجَّاجُ : الْهُمَزَةُ اللُّمَزَةُ الَّذِي يَغْتَابُ النَّاسَ ، وَعَلَى هَذَا هُمَا بِمَعْنًى . وَقَالَ
أَبُو الْعَالِيَةِ ،
وَالْحَسَنُ ،
وَمُجَاهِدٌ ،
nindex.php?page=showalam&ids=16568وَعَطَاءُ بْنُ أَبِي رَبَاحٍ : الْهُمَزَةُ الَّذِي يَغْتَابُ الرَّجُلَ فِي وَجْهِهِ ، وَاللُّمَزَةُ : الَّذِي يَغْتَابُهُ مِنْ خَلْفِهِ .
وَقَالَ
قَتَادَةُ عَكْسُ هَذَا .
وَرُوِيَ عَنْ
قَتَادَةَ ،
وَمُجَاهِدٍ أَيْضًا أَنَّ اللُّمَزَةَ : الَّذِي يَغْتَابُ النَّاسَ فِي أَنْسَابِهِمْ .
وَرُوِيَ عَنْ
مُجَاهِدٍ أَيْضًا أَنَّ الْهُمَزَةَ : الَّذِي يَهْمِزُ النَّاسَ بِيَدِهِ ، وَاللُّمَزَةَ : الَّذِي يَلْمِزُهُمْ بِلِسَانِهِ .
وَقَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=16004سُفْيَانُ الثَّوْرِيُّ : يَهْمِزُهُمْ بِلِسَانِهِ وَيَلْمِزُهُمْ بِعَيْنِهِ .
وَقَالَ
ابْنُ كَيْسَانَ : الْهُمَزَةُ : الَّذِي يُؤْذِي جُلَسَاءَهُ بِسُوءِ اللَّفْظِ ، وَاللُّمَزَةُ : الَّذِي يَكْسِرُ عَيْنَهُ عَلَى جَلِيسِهِ وَيُشِيرُ بِيَدِهِ وَبِرَأْسِهِ وَبِحَاجِبِهِ ، وَالْأَوَّلُ أَوْلَى ، وَمِنْهُ قَوْلُ
nindex.php?page=showalam&ids=15934زِيَادٍ الْأَعْجَمِ :
تُدْلِي بِوُدٍّ إِذَا لَاقَيْتَنِي كَذِبًا وَإِنْ أُغَيَّبْ فَأَنْتَ الْهَامِزُ اللُّمَزَهْ
وَقَوْلُ الْآخَرِ :
إِذَا لَقِيتُكَ عَنْ سُخْطٍ تُكَاشِرُنِي وَإِنْ تَغَيَّبْتُ كُنْتَ الْهَامِزَ اللُّمَزَهْ
وَأَصْلُ الْهُمَزَةِ الْكَسْرُ ، يُقَالُ : هَمَزَ رَأْسَهُ كَسَرَهُ ، وَمِنْهُ قَوْلُ
الْعَجَّاجِ :
وَمَنْ هَمَزْنَا رَأْسَهُ تَهَشَّمَا
وَقِيلَ أَصْلُ الْهَمْزِ وَاللَّمْزِ : الضَّرْبُ وَالدَّفْعُ ، يُقَالُ : هَمَزَهُ يَهْمِزُهُ هَمْزًا ، وَلَمَزَهُ يَلْمِزُهُ لَمْزًا : إِذَا دَفَعَهُ وَضَرَبَهُ ، وَمِنْهُ قَوْلُ الشَّاعِرِ :
وَمَنْ هَمَزْنَا عِزَّهُ تَبَرْكَعَا عَلَى اسْتِهِ زَوْبَعَةً أَوْ زَوْبَعَا
الْبَرْكَعَةُ : الْقِيَامُ عَلَى أَرْبَعٍ ، يُقَالُ بَرْكَعَهُ فَتَبَرْكَعَ : أَيْ صَرَعَهُ فَوَقَعَ عَلَى اسْتِهِ ، كَذَا فِي الصِّحَاحِ .
وَبِنَاءُ " فُعَلَةٍ " يَدُلُّ عَلَى الْكَثْرَةِ ، فِيهِ دَلَالَةٌ عَلَى أَنَّهُ يَفْعَلُ ذَلِكَ كَثِيرًا ، وَأَنَّهُ قَدْ صَارَ ذَلِكَ عَادَةً لَهُ ، وَمِثْلُهُ ضُحَكَةٌ وَلُعَنَةٌ .
قَرَأَ الْجُمْهُورُ هُمَزَةٍ لُمَزَةٍ بِضَمِّ أَوَّلِهِمَا وَفَتْحِ الْمِيمِ فِيهِمَا .
وَقَرَأَ
nindex.php?page=showalam&ids=11958الْبَاقِرُ ،
nindex.php?page=showalam&ids=13723وَالْأَعْرَجُ بِسُكُونِ الْمِيمِ فِيهِمَا .
وَقَرَأَ
أَبُو وَائِلٍ ،
وَالنَّخَعِيُّ ،
nindex.php?page=showalam&ids=13726وَالْأَعْمَشُ "
وَيْلٌ لِلْهُمَزَةِ اللُّمَزَةِ " وَالْآيَةُ تَعُمُّ كُلَّ مَنْ كَانَ مُتَّصِفًا بِذَلِكَ ، وَلَا يُنَافِيهِ نُزُولُهَا عَلَى سَبَبٍ خَاصٍّ ، فَإِنَّ الِاعْتِبَارَ بِعُمُومِ اللَّفْظِ لَا بِخُصُوصِ السَّبَبِ .
nindex.php?page=tafseer&surano=104&ayano=2الَّذِي جَمَعَ مَالًا وَعَدَّدَهُ الْمَوْصُولُ بَدَلٌ مِنْ كُلِّ ، أَوْ فِي مَحَلِّ نَصْبٍ عَلَى الذَّمِّ ، وَهَذَا أَرْجَحُ ؛ لِأَنَّ الْبَدَلَ يَسْتَلْزِمُ أَنْ يَكُونَ الْمُبْدَلُ مِنْهُ فِي حُكْمِ الطَّرْحِ ، وَإِنَّمَا وَصَفَهُ سُبْحَانَهُ بِهَذَا الْوَصْفِ لِأَنَّهُ يَجْرِي مَجْرَى السَّبَبِ ، وَالْعِلَّةُ فِي الْهَمْزِ وَاللَّمْزِ ، وَهُوَ إِعْجَابُهُ بِمَا جَمَعَ مِنَ الْمَالِ وَظَنَّهُ أَنَّهُ الْفَضْلُ ، فَلِأَجْلِ ذَلِكَ يَسْتَقْصِرُ غَيْرَهُ .
قَرَأَ الْجُمْهُورُ جَمَعَ مُخَفَّفًا .
وَقَرَأَ
ابْنُ عَامِرٍ ،
وَحَمْزَةُ ،
nindex.php?page=showalam&ids=15080وَالْكِسَائِيُّ بِالتَّشْدِيدِ .
وَقَرَأَ الْجُمْهُورُ وَعَدَّدَهُ بِالتَّشْدِيدِ ، وَقَرَأَ
الْحَسَنُ ،
وَالْكَلْبِيُّ ،
وَنَصْرُ بْنُ عَاصِمٍ ،
وَأَبُو الْعَالِيَةِ بِالتَّخْفِيفِ ، وَالتَّشْدِيدُ فِي الْكَلِمَتَيْنِ يَدُلُّ عَلَى التَّكْثِيرِ وَهُوَ جَمْعُ الشَّيْءِ بَعْدَ الشَّيْءِ وَتَعْدِيدُهُ مَرَّةً بَعْدَ أُخْرَى .
قَالَ
الْفَرَّاءُ : مَعْنَى عَدَّدَهُ أَحْصَاهُ .
وَقَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=14416الزَّجَّاجُ : وَعَدَّدَهُ لِنَوَائِبِ الدُّهُورِ .
يُقَالُ أَعْدَدْتُ الشَّيْءَ وَعَدَدْتُهُ : إِذَا أَمْسَكْتَهُ .
قَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=14468السُّدِّيُّ : أَحْصَى عَدَدَهُ .
وَقَالَ
الضَّحَّاكُ : أَعَدَّ مَالَهُ لِمَنْ يَرِثُهُ .
وَقِيلَ : الْمَعْنَى : فَاخَرَ بِكَثْرَتِهِ وَعَدَدِهِ ، وَالْمَقْصُودُ ذَمُّهُ عَلَى جَمْعِ الْمَالِ وَإِمْسَاكِهِ وَعَدَمِ إِنْفَاقِهِ فِي سَبِيلِ الْخَيْرِ . وَقِيلَ : الْمَعْنَى عَلَى قِرَاءَةِ التَّخْفِيفِ فِي عَدَدِهِ : أَنَّهُ جَمَعَ عَشِيرَتَهُ وَأَقَارِبَهُ .
قَالَ
الَمَهْدَوِيُّ : مَنْ خَفَّفَ وَعَدَّدَهُ فَهُوَ مَعْطُوفٌ عَلَى الْمَالِ : أَيْ وَجَمَعَ عَدَدَهُ .
وَجُمْلَةُ يَحْسَبُ أَنَّ مَالَهُ أَخْلَدَهُ مُسْتَأْنَفَةٌ لِتَقْرِيرِ مَا قَبْلَهَا ، وَيَجُوزُ أَنْ تَكُونَ فِي مَحَلِّ نَصْبٍ عَلَى الْحَالِ : أَيْ يَعْمَلُ عَمَلَ مَنْ يَظُنُّ أَنَّ مَالَهُ يَتْرُكُهُ حَيًّا مُخَلَّدًا لَا يَمُوتُ .
وَقَالَ
عِكْرِمَةُ : يَحْسَبُ أَنَّ مَالَهُ يَزِيدُ فِي عُمُرِهِ ، وَالْإِظْهَارُ فِي مَوْضِعِ الْإِضْمَارِ لِلتَّقْرِيعِ وَالتَّوْبِيخِ .
وَقِيلَ هُوَ تَعْرِيضٌ بِالْعَمَلِ الصَّالِحِ ، وَأَنَّهُ الَّذِي يَخْلُدُ صَاحِبُهُ فِي الْحَيَاةِ الْأَبَدِيَّةِ ، لَا الْمَالُ .
كَلَّا رَدْعٌ لَهُ عَنْ ذَلِكَ الْحُسْبَانِ : أَيْ لَيْسَ الْأَمْرُ عَلَى مَا يَحْسَبُهُ هَذَا الَّذِي جَمَعَ الْمَالَ وَعَدَّدَهُ ، وَاللَّامُ فِي
nindex.php?page=tafseer&surano=104&ayano=4لَيُنْبَذَنَّ فِي الْحُطَمَةِ جَوَابُ قَسَمٍ مَحْذُوفٍ : أَيْ لَيُطْرَحَنَّ فِي النَّارِ وَلَيُلْقَيَنَّ فِيهَا .
قَرَأَ الْجُمْهُورُ لَيُنْبَذَنَّ وَقَرَأَ
عَلِيٌّ وَالْحَسَنُ ،
nindex.php?page=showalam&ids=14980وَمُحَمَّدُ بْنُ كَعْبٍ ،
وَنَصْرُ بْنُ عَاصِمٍ ،
وَمُجَاهِدٌ ،
وَحُمَيْدٌ ،
وَابْنُ مُحَيْصِنٍ : " لَيُنْبَذَانَّ " بِالتَّثْنِيَةِ : أَيْ لَيُنْبَذُ هُوَ وَمَالُهُ فِي النَّارِ .
وَقَرَأَ
الْحَسَنُ أَيْضًا : " لَيَنْبِذَنَّ " : أَيْ لَيَنْبِذَنَّ مَالَهُ فِي النَّارِ .
nindex.php?page=tafseer&surano=104&ayano=5وَمَا أَدْرَاكَ مَا الْحُطَمَةُ هَذَا الِاسْتِفْهَامُ لِلتَّهْوِيلِ وَالتَّفْظِيعِ حَتَّى كَأَنَّهَا لَيْسَتْ مِمَّا تُدْرِكُهُ الْعُقُولُ وَتَبْلُغُهُ الْأَفْهَامُ .
ثُمَّ بَيَّنَهَا سُبْحَانَهُ فَقَالَ :
nindex.php?page=tafseer&surano=104&ayano=6نَارُ اللَّهِ الْمُوقَدَةُ أَيْ هِيَ نَارُ اللَّهِ الْمُوقَدَةُ بِأَمْرِ اللَّهِ سُبْحَانَهُ ، وَفِي إِضَافَتِهَا إِلَى الِاسْمِ الشَّرِيفِ تَعْظِيمٌ لَهَا وَتَفْخِيمٌ ، وَكَذَلِكَ فِي وَصْفِهَا بِالْإِيقَادِ : وَسُمِّيَتْ حُطَمَةً لِأَنَّهَا تُحَطِّمُ كُلَّ مَا يُلْقَى فِيهَا وَتُهَشِّمُهُ ، وَمِنْهُ :
إِنَّا حَطَّمْنَا بِالْقَضِيبِ مُصْعَبًا يَوْمَ كَسَرْنَا أَنْفَهُ لِيَغْضَبَا
قِيلَ : هِيَ الطَّبَقَةُ السَّادِسَةُ مِنْ طَبَقَاتِ جَهَنَّمَ ، وَقِيلَ الطَّبَقَةُ الثَّانِيَةُ مِنْهَا ، وَقِيلَ الطَّبَقَةُ الرَّابِعَةُ .
nindex.php?page=tafseer&surano=104&ayano=7الَّتِي تَطَّلِعُ عَلَى الْأَفْئِدَةِ أَيْ يَخْلُصُ حَرُّهَا إِلَى الْقُلُوبِ فَيَعْلُوهَا وَيَغْشَاهَا ، وَخَصَّ الْأَفْئِدَةَ مَعَ كَوْنِهَا تَغْشَى جَمِيعَ أَبْدَانِهِمْ لِأَنَّهَا مَحَلُّ الْعَقَائِدِ الزَّائِغَةِ ، أَوْ لِكَوْنِ الْأَلَمِ إِذَا وَصَلَ إِلَيْهَا مَاتَ صَاحِبُهَا : أَيْ إِنَّهُمْ فِي حَالِ مَنْ يَمُوتُ وَهُمْ لَا يَمُوتُونَ .
وَقِيلَ مَعْنَى
nindex.php?page=tafseer&surano=104&ayano=7تَطَّلِعُ عَلَى الْأَفْئِدَةِ أَنَّهَا تَعْلَمُ بِمِقْدَارِ مَا يَسْتَحِقُّهُ كُلُّ وَاحِدٍ مِنْهُمْ مَنِ الْعَذَابِ ، وَذَلِكَ بِأَمَارَاتٍ عَرَّفَهَا اللَّهُ بِهَا .
nindex.php?page=tafseer&surano=104&ayano=8إِنَّهَا عَلَيْهِمْ مُؤْصَدَةٌ أَيْ مُطْبَقَةٌ مُغْلَقَةٌ كَمَا تَقَدَّمَ بَيَانُهُ فِي سُورَةِ الْبَلَدِ ، يُقَالُ أَصَدْتُ الْبَابَ : إِذَا أَغْلَقْتَهُ ، وَمِنْهُ قَوْلُ
قَيْسِ بْنِ الرُّقَيَّاتِ :
إِنَّ فِي الْقَصْرِ لَوْ دَخَلْنَا غَزَالًا مُصِيبًا مُوصَدًا عَلَيْهِ الْحِجَابُ
nindex.php?page=tafseer&surano=104&ayano=9فِي عَمَدٍ مُمَدَّدَةٍ فِي مَحَلِّ نَصْبٍ عَلَى الْحَالِ مِنَ الضَّمِيرِ فِي عَلَيْهِمْ : أَيْ كَائِنِينَ فِي عَمَدٍ مُمَدَّدَةٍ مُوثَقِينَ فِيهَا .
أَوْ فِي مَحَلِّ رَفْعٍ عَلَى أَنَّهُ خَبَرُ مُبْتَدَأٍ مَحْذُوفٍ : أَيْ هُمْ فِي عَمَدٍ ، أَوْ صِفَةٌ لِمُؤْصَدَةٍ : أَيْ مُؤْصَدَةٌ بِعَمَدٍ مُمَدَّدَةٍ .
قَالَ
مُقَاتِلٌ : أُطْبِقَتِ الْأَبْوَابُ عَلَيْهِمْ ثُمَّ شُدَّتْ بِأَوْتَادٍ مِنْ حَدِيدٍ ، فَلَا يُفْتَحُ عَلَيْهِمْ بَابٌ ، وَلَا يَدْخُلُ عَلَيْهِمْ رُوحٌ .
وَمَعْنَى كَوْنِ الْعَمَدِ مُمَدَّدَةً : أَنَّهَا مُطَوَّلَةٌ ، وَهِيَ أَرْسَخُ مِنَ الْقَصِيرَةِ .
وَقِيلَ الْعَمَدُ أَغْلَالٌ
[ ص: 1655 ] فِي جَهَنَّمَ ، وَقِيلَ الْقُيُودُ .
قَالَ
قَتَادَةُ : الْمَعْنَى هُمْ فِي عَمَدٍ يُعَذَّبُونَ بِهَا ، وَاخْتَارَ هَذَا
nindex.php?page=showalam&ids=16935ابْنُ جَرِيرٍ : قَرَأَ الْجُمْهُورُ فِي عَمَدٍ بِفَتْحِ الْعَيْنِ وَالْمِيمِ .
قِيلَ هُوَ اسْمُ جَمْعٍ لِعَمُودٍ .
وَقِيلَ جَمْعٌ لَهُ .
قَالَ
الْفَرَّاءُ : هِيَ جَمْعٌ لِعَمُودٍ كَأَدِيمٍ وَأَدَمٍ
وَقَالَ
أَبُو عُبَيْدَةَ : هِيَ جَمْعُ عِمَادٍ وَقَرَأَ
حَمْزَةُ ،
nindex.php?page=showalam&ids=15080وَالْكِسَائِيُّ ،
وَأَبُو بَكْرٍ بِضَمِّ الْعَيْنِ وَالْمِيمِ جَمْعُ عَمُودٍ .
قَالَ
الْفَرَّاءُ : هُمَا جَمْعَانِ صَحِيحَانِ لِعَمُودٍ .
وَاخْتَارَ
أَبُو عُبَيْدٍ ،
وَأَبُو حَاتِمٍ قِرَاءَةَ الْجُمْهُورِ .
قَالَ
الْجَوْهَرِيُّ : الْعَمُودُ عَمُودُ الْبَيْتِ : وَجَمْعُ الْقِلَّةِ أَعْمِدَةٌ ، وَجَمْعُ الْكَثْرَةِ عُمُدٌ وَعَمَدٌ ، وَقُرِئَ بِهِمَا .
قَالَ
أَبُو عُبَيْدَةَ : الْعَمُودُ كُلُّ مُسْتَطِيلٍ مِنْ خَشَبٍ أَوْ حَدِيدٍ .
وَقَدْ أَخْرَجَ
nindex.php?page=showalam&ids=16000سَعِيدُ بْنُ مَنْصُورٍ ،
nindex.php?page=showalam&ids=12455وَابْنُ أَبِي الدُّنْيَا ،
nindex.php?page=showalam&ids=16935وَابْنُ جَرِيرٍ ،
وَابْنُ الْمُنْذِرِ ،
nindex.php?page=showalam&ids=16328وَابْنُ أَبِي حَاتِمٍ ،
وَابْنُ مَرْدَوَيْهِ مِنْ طُرُقٍ عَنِ
nindex.php?page=showalam&ids=11ابْنِ عَبَّاسٍ أَنَّهُ سُئِلَ عَنْ قَوْلِهِ :
nindex.php?page=tafseer&surano=104&ayano=1وَيْلٌ لِكُلِّ هُمَزَةٍ لُمَزَةٍ قَالَ : هُوَ الْمَشَّاءُ بِالنَّمِيمَةِ ، الْمُفَرِّقُ بَيْنَ الْجَمْعِ ، الْمُغْرِي بَيْنَ الْإِخْوَانِ .
وَأَخْرَجَ
nindex.php?page=showalam&ids=16935ابْنُ جَرِيرٍ عَنْهُ
nindex.php?page=tafseer&surano=104&ayano=1وَيْلٌ لِكُلِّ هُمَزَةٍ قَالَ : طَعَّانٌ لُمَزَةٌ قَالَ : مُغْتَابٌ .
وَأَخْرَجَ
nindex.php?page=showalam&ids=16298عَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ ،
nindex.php?page=showalam&ids=16935وَابْنُ جَرِيرٍ ،
وَابْنُ الْمُنْذِرِ عَنْهُ أَيْضًا فِي قَوْلِهِ :
nindex.php?page=tafseer&surano=104&ayano=8إِنَّهَا عَلَيْهِمْ مُؤْصَدَةٌ قَالَ : مُطْبَقَةٌ
nindex.php?page=tafseer&surano=104&ayano=9فِي عَمَدٍ مُمَدَّدَةٍ قَالَ : عَمَدٌ مِنْ نَارٍ .
وَأَخْرَجَ
nindex.php?page=showalam&ids=16328ابْنُ أَبِي حَاتِمٍ عَنِ
nindex.php?page=showalam&ids=10ابْنِ مَسْعُودٍ قَالَ : هِيَ الْأَدْهَمُ .
وَأَخْرَجَ
nindex.php?page=showalam&ids=16328ابْنُ أَبِي حَاتِمٍ عَنِ
nindex.php?page=showalam&ids=11ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ : الْأَبْوَابُ هِيَ الْمُمَدَّدَةُ .
وَأَخْرَجَ
nindex.php?page=showalam&ids=16935ابْنُ جَرِيرٍ عَنْهُ فِي الْآيَةِ قَالَ : أَدْخَلَهُمْ فِي عَمَدٍ فَمَدَّتْ عَلَيْهِمْ فِي أَعْنَاقِهِمْ فَشُدَّتْ بِهَا الْأَبْوَابُ .