الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
4301 - وعن أبي موسى ، قال : احترق بيت بالمدينة على أهله من الليل ، فحدث بشأنه النبي - صلى الله عليه وسلم - قال : " إن هذه النار إنما هي عدو لكم ، فإذا نمتم فأطفئوها عنكم " متفق عليه .

[ ص: 2761 ]

التالي السابق


[ ص: 2761 ] 4301 - ( وعن أبي موسى ) : - رضي الله تعالى عنه - ( قال : احترق بيت بالمدينة على أهله من الليل ) : إما حال أي ساقطا عليهم أو متعلق باحتراق أي ضرره عليهم ( فحدث ) : بصيغة المفعول أي : فحكي وأخبر ( بشأنه ) : أي بإحراق بيتهم ( النبي - صلى الله عليه وسلم - قال ) : كان مقتضى الظاهر أن يقول " فقال " ، ولعله استئناف جوابا لسؤال مقدر هو ما وقع من المقال بعد العلم بتلك الحال قال : ( إن هذه النار ) : قال الطيبي : المشار إليه بهذه النار نار مخصوصة ، وهي التي يخاف عليها من الانتشار اهـ .

والظاهر أن النهي عن النار المخصوصة ، وأما في التعليل بقوله : ( إنما هي عدو لكم ) : فالمراد بها جنسها ، ومعنى كونها عدوا لنا أنها تنافي أبداننا وأموالنا ، وإن كانت لنا فيها منفعة ، لكن لا تحصل إلا بواسطة ، فأطلق أنها عدو لنا ، وأتى بعبارة القصر بطريق الادعاء مبالغة في التحذير عن إبقائها ، مع أن كثيرا من المنافع مربوط بها في أوقاتها المخصوصة بأمر المعيشة ( فإذا نمتم ) : بكسر النون من نام ينام أي أردتم أن تناموا ( فأطفئوها ) : وقوله : ( عنكم ) : متعلق بمحذوف أي مجاوزين إضرارها عنكم ( متفق عليه ) : ورواه ابن ماجه عنه ، وروى الحاكم والطبراني عن عبيد الله بن سرجس مرفوعا " إذا نمتم فأطفئوا المصباح ، فإن الفأرة تأخذ الفتيلة فتحرق أهل البيت ، وأغلقوا الأبواب ، وأوكوا الأسقية ، وخمروا الشراب " .




الخدمات العلمية