الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                معلومات الكتاب

                                                                                                                                بدائع الصنائع في ترتيب الشرائع

                                                                                                                                الكاساني - أبو بكر مسعود بن أحمد الكاساني

                                                                                                                                صفحة جزء
                                                                                                                                ولا بأس للصائم أن يستاك سواء كان السواك يابسا أو رطبا مبلولا أو غير مبلول ، وقال أبو يوسف : إذا كان مبلولا يكره .

                                                                                                                                وقال الشافعي : يكره السواك في آخر النهار كيفما كان .

                                                                                                                                واحتج بما روي عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : { لخلوف فم الصائم أطيب عند الله من ريح المسك } والاستياك يزيل الخلوف فيكره ، وجه قول أبي يوسف أن الاستياك بالمبلول من السواك إدخال الماء في الفم من غير حاجة فيكره ، ولنا ما روي عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : { خير خلال الصائم السواك } والحديث حجة على أبي يوسف والشافعي لأنه وصف الاستياك بالخيرية مطلقا من غير فصل بين المبلول وغير المبلول ، وبين أن يكون في أول النهار وآخره ، لأن المقصود منه تطهير الفم ، فيستوي فيه المبلول وغيره أول النهار وآخره ، كالمضمضة وأما الحديث : فالمراد منه تفخيم شأن الصائم والترغيب في الصوم والتنبيه على كونه محبوبا لله تعالى ومرضيه ، ونحن به نقول أو يحمل على أنهم كانوا يتحرجون عن الكلام مع الصائم لتغير فمه بالصوم فمنعهم عن ذلك ودعاهم إلى الكلام .

                                                                                                                                التالي السابق


                                                                                                                                الخدمات العلمية