ومن باب الإشارة في الآيات
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=13وله ما سكن في الليل والنهار يحتمل أن يكون الليل والنهار إشارة إلى قلب الكافر وقلب المؤمن وما سكن فيهما الكفر والإيمان، ومعنى كون ذلك له سبحانه أنه من آثار جلاله وجماله، ويحتمل أن يكون إشارة إلى قلب العارف في حالتي القبض والبسط فكأنه قيل : وله ما سكن في قلوب العارفين المنقبضة والمنبسطة من آثار التجليات فلا تلتفت في الحالتين إلى سواه عز شأنه
[ ص: 140 ] nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=13وهو السميع العليم فيسمع خواطرها السيئة والحسنة ويعلم شرها وخيرها أو فيسمع أنينها في شوقه ويعلم انسهابه أو نحو ذلك
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=14قل أغير الله أتخذ وليا أي ناصرا ومعينا
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=14فاطر السماوات والأرض أي مبدعها فهي ملكه سبحانه ونسبة المملوك إلى المالك نسبة اللاشيء إلى الشيء
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=14وهو يطعم ولا يطعم فهو الغني المطلق وغيره جل شأنه محتاج بحت، وطلب المحتاج من المحتاج سفه في رأيه وضلة من عقله
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=14قل إني أمرت أن أكون أول من أسلم نفسه لربه عز شأنه، والمراد بالأمر بذلك الأمر الكوني أي قل إني قيل لي كن أول من أسلم فكنت وذلك قبل ظهور هذه التعيينات، وإليه الإشارة بما شاع من قوله صلى الله عليه وسلم: "
كنت نبيا وآدم بين الماء والطين فأول روح ركضت في ميدان الخضوع والانقياد والمحبة روح نبينا صلى الله عليه وسلم قد أسلم نفسه لمولاه بلا واسطة وكل إخوانه الأنبياء عليهم الصلاة والسلام إنما أسلموا نفوسهم بواسطته عليه الصلاة والسلام فهو صلى الله عليه وسلم المرسل إلى الأنبياء والمرسلين عليهم الصلاة والسلام في عالم الأرواح وكلهم أمته وهم نوابه في عالم الشهادة، ولا ينافي ذلك أمره عليه الصلاة والسلام باتباع بعضهم في النشأة الجسمانية لأن ذلك لمحض استجلاب المعتقدين بأولئك البعض على أحسن وجه
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=14ولا تكونن من المشركين أي وقيل لي لا تكونن ممن أشرك مع الله تعالى أحدا بشيء من الأشياء
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=18وهو القاهر فوق عباده بإفنائهم والتصرف بهم كيف شاء،
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=18وهو الحكيم أي الذي يفعل ما يفعل في عباده بالحكمة،
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=18الخبير الذي يطلع على خفايا الأحوال ومراتب الاستحقاق
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=19قل أي شيء أكبر شهادة قل الله شهيد بيني وبينكم بإظهار المعجزات، وأعظم من ذلك عند العارفين ظهور أنوار الله تعالى في مرآة وجهه الشريف صلى الله عليه وسلم
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=20الذين آتيناهم الكتاب يعرفونه كما يعرفون أبناءهم وذلك بالصفات التي وجدوها في كتابهم لا بالنور المتلألئ على صفحات ذلك الوجه الكريم
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=21ومن أظلم ممن افترى على الله كذبا بإثبات وجود غيره تعالى
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=21أو كذب بآياته فأظهر صفات نفسه
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=21إنه لا يفلح الظالمون لاحتجابهم بما وضعوه في موضع ذات الله تعالى وصفاته جل وعلا
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=22ويوم نحشرهم جميعا وهو يوم القيامة الكبرى وعين الجمع
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=22ثم نقول للذين أشركوا بإثبات الغير
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=22أين شركاؤكم الذين كنتم تزعمون أنهم شركاء ولهم وجود
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=23ثم لم تكن فتنتهم أي نهاية شركهم عند ظهور الأمر وبروز الكل لله الواحد القهار
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=23إلا أن قالوا والله ربنا ما كنا مشركين لامتناع وجود شيء نشركه
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=24انظر كيف كذبوا على أنفسهم بنفي الشرك عنها مع رسوخ ذلك الاعتقاد فيها، (وضل) أي ضاع عنهم
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=24ما كانوا يفترون فلم يجدوه
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=25ومنهم من يستمع إليك من حيث أنت
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=25وجعلنا على قلوبهم أكنة حسبما اقتضاه استعدادهم
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=25أن يفقهوه وهي ظلمات النفس الأمارة
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=25وفي آذانهم وقرا وهو وقر الضلالة
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=25وإن يروا كل آية لا يؤمنوا بها لأن على أبصارهم غشاوة العجب والجهل
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=27ولو ترى إذ وقفوا على النار وهي نار الحرمان
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=27فقالوا يا ليتنا نرد ولا نكذب بآيات ربنا من تجليات صفاته
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=27ونكون من المؤمنين أي الموحدين
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=28بل بدا لهم ما كانوا يخفون من قبل في أنفسهم من الملكات الرديئة والهيئات المظلمة والصفات المهلكة،
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=28ولو ردوا لعادوا لما نهوا عنه لرسوخ ذلك فيهم
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=28وإنهم لكاذبون في الدنيا والآخرة لأن الكذب عن ملكة فيهم،
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=30ولو ترى إذ وقفوا على ربهم الآية، قال بعض أهل التأويل هذا التصوير لحالهم في الاحتجاب والبعد وإن كانوا في عين الجمع المطلق، والوقوف على الشيء غير الوقوف معه فإن الأول لا يكون إلا كرها والثاني يكون طوعا ورغبة، فالواقف مع الله سبحانه بالتوحيد لا يوقف للحساب وإلى ذلك الإشارة بقوله تعالى :
[ ص: 141 ] nindex.php?page=tafseer&surano=18&ayano=28واصبر نفسك مع الذين يدعون ربهم بالغداة والعشي يريدون وجهه ،
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=52ما عليك من حسابهم من شيء ويثاب هذا بأنواع النعيم في الجنان كلها ومن وقف مع الغير بالشرك وقف على الرب تعالى وعذب بأنواع العذاب لأن الشرك ظلم عظيم ومن وقف مع الناسوت بمحبة الشهوات وقف على الملكوت وعذب بنيران الحرمان وسلط عليه زبانية الهيئات المظلمة وقرن بشياطين الأهواء المردية، ومن وقف مع الأفعال وقف على الجبروت وعذب بنار الطمع والرجاء ورد إلى مقام الملكوت ومن وقف مع الصفات وقف على الذوات وعذب بنار الشوق والهجران وليس هذا هو الوقوف على الرب لأن فيه حجاب الآنية، وفي الوقوف على الذات معرفة الرب الموصوف بصفات اللطف، والمشرك موقوف أولا على الرب فيحجب بالرد والطرد
nindex.php?page=tafseer&surano=23&ayano=108اخسئوا فيها ولا تكلمون ثم على الجبروت فيطرد بالسخط واللعن ولا يكلمهم ولا ينظر إليهم يوم القيامةثم على الملكوت فيزجر بالغضب واللعن
nindex.php?page=tafseer&surano=39&ayano=72قيل ادخلوا أبواب جهنم ثم على النار يسجرون فيعذب بأنواع النيران أبدا فيكون وقفه على النار متأخرا على وقفه على الرب تعالى معلولا له قال تعالى :
nindex.php?page=tafseer&surano=10&ayano=70ثم إلينا مرجعهم ثم نذيقهم العذاب الشديد بما كانوا يكفرون وأما الواقف مع الناسوت فيوقف للحساب على الملكوت ثم على النار وقد ينجو لعدم السخط وقد لا ينجو لوجوده، والواقف مع الأفعال لا يوقف على النار أصلا بل يحاسب ويدخل الجنة، وأما الواقف مع الصفات فهو من الذين رضي الله تعالى عنهم ورضوا عنه انتهى فتأمل فيه،
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=31قد خسر الذين كذبوا بلقاء الله حتى إذا جاءتهم الساعة بغتة وهي القيامة الصغرى أعني الموت حكي عن بعض الكبار أنه قيل له : إن فلانا مات فجأة فقال : لا عجب إذ من لم يمت فجأة مرض فجأة فمات،
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=31قالوا يا حسرتنا على ما فرطنا فيها أي في حق تلك الساعة بترك العمل النافع
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=31وهم يحملون أوزارهم على ظهورهم تصوير لحالهم
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=32وما الحياة الدنيا أي الحياة الحسية فإن المحسوس أدنى وأقرب من المعقول
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=32إلا لعب ولهو لا أصل له ولا حقيقة سريع الفناء والانقضاء
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=32وللدار الآخرة أي عالم الروحانيات
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=32خير للذين يتقون وهم المتجردون عن ملابس الصفات البشرية واللذات البدنية
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=33قد نعلم إنه ليحزنك لمقتضى البشرية (الذين يقولون) ما يقولون
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=33فإنهم لا يكذبونك في الحقيقة
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=33ولكن الظالمين بآيات الله التي تجلى بها
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=33يجحدون فهو سبحانه ينتقم منهم
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=34ولقد كذبت رسل من قبلك فصبروا على ما كذبوا وأوذوا حتى أتاهم نصرنا فتأس بهم وانتظر الغاية
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=34ولا مبدل لكلمات الله التي يتجلى بها لعباده فليطمئن قلبك ولا تكونن من الجاهلين الذين لا يطلعون على حكمة تفاوت الاستعدادات فتتأسف على احتجاب من احتجب وتكذيب من كذب. والله تعالى الهادي إلى سواء السبيل
وَمِنْ بَابِ الْإِشَارَةِ فِي الْآيَاتِ
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=13وَلَهُ مَا سَكَنَ فِي اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ يُحْتَمَلُ أَنْ يَكُونَ اللَّيْلُ وَالنَّهَارُ إِشَارَةً إِلَى قَلْبِ الْكَافِرِ وَقَلْبِ الْمُؤْمِنِ وَمَا سَكَنَ فِيهِمَا الْكَفْرُ وَالْإِيمَانُ، وَمَعْنَى كَوْنِ ذَلِكَ لَهُ سُبْحَانَهُ أَنَّهُ مِنْ آثَارِ جَلَالِهِ وَجَمَالِهِ، وَيُحْتَمَلُ أَنْ يَكُونَ إِشَارَةً إِلَى قَلْبِ الْعَارِفِ فِي حَالَتَيِ الْقَبْضِ وَالْبَسْطِ فَكَأَنَّهُ قِيلَ : وَلَهُ مَا سَكَنَ فِي قُلُوبِ الْعَارِفِينَ الْمُنْقَبِضَةِ وَالْمُنْبَسِطَةِ مِنْ آثَارِ التَّجَلِّيَاتِ فَلَا تَلْتَفِتْ فِي الْحَالَتَيْنِ إِلَى سِوَاهُ عَزَّ شَأْنُهُ
[ ص: 140 ] nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=13وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ فَيَسْمَعُ خَوَاطِرَهَا السَّيِّئَةَ وَالْحَسَنَةَ وَيَعْلَمُ شَرَّهَا وَخَيْرَهَا أَوْ فَيَسْمَعُ أَنِينَهَا فِي شَوْقِهِ وَيَعْلَمُ انْسِهَابَهُ أَوْ نَحْوَ ذَلِكَ
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=14قُلْ أَغَيْرَ اللَّهِ أَتَّخِذُ وَلِيًّا أَيْ نَاصِرًا وَمُعِينًا
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=14فَاطِرِ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ أَيْ مُبْدِعُهَا فَهِيَ مِلْكُهُ سُبْحَانَهُ وَنِسْبَةُ الْمَمْلُوكِ إِلَى الْمَالِكِ نِسْبَةُ اللَّاشَيْءِ إِلَى الشَّيْءِ
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=14وَهُوَ يُطْعِمُ وَلا يُطْعِمُ فَهُوَ الْغَنِيُّ الْمُطْلَقُ وَغَيْرُهُ جَلَّ شَأْنُهُ مُحْتَاجٌ بَحْتٌ، وَطَلَبُ الْمُحْتَاجِ مِنَ الْمُحْتَاجِ سَفَهٌ فِي رَأْيِهِ وَضِلَّةٌ مِنْ عَقْلِهِ
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=14قُلْ إِنِّي أُمِرْتُ أَنْ أَكُونَ أَوَّلَ مَنْ أَسْلَمَ نَفْسَهُ لِرَبِّهِ عَزَّ شَأْنُهُ، وَالْمُرَادُ بِالْأَمْرِ بِذَلِكَ الْأَمْرُ الْكَوْنِيُّ أَيْ قُلْ إِنِّي قِيلَ لِي كُنْ أَوَّلَ مَنْ أَسْلَمَ فَكُنْتُ وَذَلِكَ قَبْلَ ظُهُورِ هَذِهِ التَّعْيِينَاتِ، وَإِلَيْهِ الْإِشَارَةُ بِمَا شَاعَ مِنْ قَوْلِهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "
كُنْتُ نَبِيًّا وَآدَمُ بَيْنَ الْمَاءِ وَالطِّينِ فَأَوَّلُ رُوحٍ رَكَضَتْ فِي مَيْدَانِ الْخُضُوعِ وَالِانْقِيَادِ وَالْمَحَبَّةِ رَوْحُ نَبِيِّنَا صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَدْ أَسْلَمَ نَفْسَهُ لِمَوْلَاهُ بِلَا وَاسِطَةٍ وَكُلُّ إِخْوَانِهِ الْأَنْبِيَاءِ عَلَيْهِمُ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ إِنَّمَا أَسْلَمُوا نُفُوسَهُمْ بِوَاسِطَتِهِ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ فَهُوَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْمُرْسَلُ إِلَى الْأَنْبِيَاءُ وَالْمُرْسَلِينَ عَلَيْهِمُ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ فِي عَالَمِ الْأَرْوَاحِ وَكُلُّهُمْ أُمَّتُهُ وَهُمْ نُوَّابُهُ فِي عَالَمِ الشَّهَادَةِ، وَلَا يُنَافِي ذَلِكَ أَمْرَهُ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ بِاتِّبَاعِ بَعْضِهِمْ فِي النَّشْأَةِ الْجُسْمَانِيَّةِ لِأَنَّ ذَلِكَ لِمَحْضِ اسْتِجْلَابِ الْمُعْتَقِدِينَ بِأُولَئِكَ الْبَعْضِ عَلَى أَحْسَنِ وَجْهٍ
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=14وَلا تَكُونَنَّ مِنَ الْمُشْرِكِينَ أَيْ وَقِيلَ لِي لَا تَكُونَنَّ مِمَّنْ أَشْرَكَ مَعَ اللَّهِ تَعَالَى أَحَدًا بِشَيْءٍ مِنَ الْأَشْيَاءِ
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=18وَهُوَ الْقَاهِرُ فَوْقَ عِبَادِهِ بِإِفْنَائِهِمْ وَالتَّصَرُّفِ بِهِمْ كَيْفَ شَاءَ،
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=18وَهُوَ الْحَكِيمُ أَيِ الَّذِي يَفْعَلُ مَا يَفْعَلُ فِي عِبَادِهِ بِالْحِكْمَةِ،
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=18الْخَبِيرُ الَّذِي يَطَّلِعُ عَلَى خَفَايَا الْأَحْوَالِ وَمَرَاتِبِ الِاسْتِحْقَاقِ
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=19قُلْ أَيُّ شَيْءٍ أَكْبَرُ شَهَادَةً قُلْ اللَّهُ شَهِيدٌ بَيْنِي وَبَيْنَكُمْ بِإِظْهَارِ الْمُعْجِزَاتِ، وَأَعْظَمُ مِنْ ذَلِكَ عِنْدَ الْعَارِفِينَ ظُهُورُ أَنْوَارِ اللَّهِ تَعَالَى فِي مِرْآةِ وَجْهِهِ الشَّرِيفِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=20الَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ يَعْرِفُونَهُ كَمَا يَعْرِفُونَ أَبْنَاءَهُمُ وَذَلِكَ بِالصِّفَاتِ الَّتِي وَجَدُوهَا فِي كِتَابِهِمْ لَا بِالنُّورِ الْمُتَلَأْلِئِ عَلَى صَفَحَاتِ ذَلِكَ الْوَجْهِ الْكَرِيمِ
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=21وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَى عَلَى اللَّهِ كَذِبًا بِإِثْبَاتِ وُجُودِ غَيْرِهِ تَعَالَى
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=21أَوْ كَذَّبَ بِآيَاتِهِ فَأَظْهَرَ صِفَاتِ نَفْسِهِ
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=21إِنَّهُ لا يُفْلِحُ الظَّالِمُونَ لِاحْتِجَابِهِمْ بِمَا وَضَعُوهُ فِي مَوْضِعِ ذَاتِ اللَّهِ تَعَالَى وَصِفَاتِهِ جَلَّ وَعَلَا
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=22وَيَوْمَ نَحْشُرُهُمْ جَمِيعًا وَهُوَ يَوْمُ الْقِيَامَةِ الْكُبْرَى وَعَيْنِ الْجَمْعِ
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=22ثُمَّ نَقُولُ لِلَّذِينَ أَشْرَكُوا بِإِثْبَاتِ الْغَيْرِ
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=22أَيْنَ شُرَكَاؤُكُمُ الَّذِينَ كُنْتُمْ تَزْعُمُونَ أَنَّهُمْ شُرَكَاءُ وَلَهُمْ وُجُودٌ
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=23ثُمَّ لَمْ تَكُنْ فِتْنَتُهُمْ أَيْ نِهَايَةُ شِرْكِهِمْ عِنْدَ ظُهُورِ الْأَمْرِ وَبُرُوزِ الْكُلِّ لِلَّهِ الْوَاحِدِ الْقَهَّارِ
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=23إِلا أَنْ قَالُوا وَاللَّهِ رَبِّنَا مَا كُنَّا مُشْرِكِينَ لِامْتِنَاعِ وُجُودِ شَيْءٍ نُشْرِكُهُ
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=24انْظُرْ كَيْفَ كَذَبُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ بِنَفْيِ الشِّرْكِ عَنْهَا مَعَ رُسُوخِ ذَلِكَ الِاعْتِقَادِ فِيهَا، (وَضَلَّ) أَيْ ضَاعَ عَنْهُمْ
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=24مَا كَانُوا يَفْتَرُونَ فَلَمْ يَجِدُوهُ
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=25وَمِنْهُمْ مَنْ يَسْتَمِعُ إِلَيْكَ مِنْ حَيْثُ أَنْتَ
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=25وَجَعَلْنَا عَلَى قُلُوبِهِمْ أَكِنَّةً حَسْبَمَا اقْتَضَاهُ اسْتِعْدَادُهُمْ
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=25أَنْ يَفْقَهُوهُ وَهِيَ ظُلُمَاتُ النَّفْسِ الْأَمَارَةِ
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=25وَفِي آذَانِهِمْ وَقْرًا وَهُوَ وَقْرُ الضَّلَالَةِ
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=25وَإِنْ يَرَوْا كُلَّ آيَةٍ لا يُؤْمِنُوا بِهَا لِأَنَّ عَلَى أَبْصَارِهِمْ غِشَاوَةَ الْعَجَبِ وَالْجَهْلِ
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=27وَلَوْ تَرَى إِذْ وُقِفُوا عَلَى النَّارِ وَهِيَ نَارُ الْحِرْمَانِ
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=27فَقَالُوا يَا لَيْتَنَا نُرَدُّ وَلا نُكَذِّبَ بِآيَاتِ رَبِّنَا مِنْ تَجَلِّيَاتِ صِفَاتِهِ
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=27وَنَكُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ أَيِ الْمُوَحِّدِينَ
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=28بَلْ بَدَا لَهُمْ مَا كَانُوا يُخْفُونَ مِنْ قَبْلُ فِي أَنْفُسِهِمْ مِنَ الْمَلَكَاتِ الرَّدِيئَةِ وَالْهَيْئَاتِ الْمُظْلِمَةِ وَالصِّفَاتِ الْمُهْلِكَةِ،
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=28وَلَوْ رُدُّوا لَعَادُوا لِمَا نُهُوا عَنْهُ لِرُسُوخِ ذَلِكَ فِيهِمْ
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=28وَإِنَّهُمْ لَكَاذِبُونَ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ لِأَنَّ الْكَذِبَ عَنْ مَلَكَةٍ فِيهِمْ،
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=30وَلَوْ تَرَى إِذْ وُقِفُوا عَلَى رَبِّهِمْ الْآيَةَ، قَالَ بَعْضُ أَهْلِ التَّأْوِيلِ هَذَا التَّصْوِيرُ لِحَالِهِمْ فِي الِاحْتِجَابِ وَالْبُعْدِ وَإِنْ كَانُوا فِي عَيْنِ الْجَمْعِ الْمُطْلَقِ، وَالْوُقُوفُ عَلَى الشَّيْءِ غَيْرُ الْوُقُوفِ مَعَهُ فَإِنَّ الْأَوَّلَ لَا يَكُونُ إِلَّا كَرْهًا وَالثَّانِي يَكُونُ طَوْعًا وَرَغْبَةً، فَالْوَاقِفُ مَعَ اللَّهِ سُبْحَانَهُ بِالتَّوْحِيدِ لَا يُوقَفُ لِلْحِسَابِ وَإِلَى ذَلِكَ الْإِشَارَةُ بِقَوْلِهِ تَعَالَى :
[ ص: 141 ] nindex.php?page=tafseer&surano=18&ayano=28وَاصْبِرْ نَفْسَكَ مَعَ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ ،
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=52مَا عَلَيْكَ مِنْ حِسَابِهِمْ مِنْ شَيْءٍ وَيُثَابُ هَذَا بِأَنْوَاعِ النَّعِيمِ فِي الْجِنَانِ كُلِّهَا وَمَنْ وَقَفَ مَعَ الْغَيْرِ بِالشِّرْكِ وُقِفَ عَلَى الرَّبِّ تَعَالَى وَعُذِّبَ بِأَنْوَاعِ الْعَذَابِ لِأَنَّ الشِّرْكَ ظُلْمٌ عَظِيمٌ وَمَنْ وَقَفَ مَعَ النَّاسُوتِ بِمَحَبَّةِ الشَّهَوَاتِ وَقَفَ عَلَى الْمَلَكُوتِ وَعُذِّبَ بِنِيرَانِ الْحِرْمَانِ وَسُلِّطَ عَلَيْهِ زَبَانِيَةُ الْهَيْئَاتِ الْمُظْلِمَةِ وَقُرِنَ بِشَيَاطِينِ الْأَهْوَاءِ الْمُرْدِيَةِ، وَمَنْ وَقَفَ مَعَ الْأَفْعَالِ وَقَفَ عَلَى الْجَبَرُوتِ وَعُذِّبَ بِنَارِ الطَّمَعِ وَالرَّجَاءِ وَرُدَّ إِلَى مَقَامِ الْمَلَكُوتِ وَمَنْ وَقَفَ مَعَ الصِّفَاتِ وَقَفَ عَلَى الذَّوَاتِ وَعُذِّبَ بِنَارِ الشَّوْقِ وَالْهِجْرَانِ وَلَيْسَ هَذَا هُوَ الْوُقُوفَ عَلَى الرَّبِّ لِأَنَّ فِيهِ حِجَابَ الْآنِيَةِ، وَفِي الْوُقُوفِ عَلَى الذَّاتِ مَعْرِفَةُ الرَّبِّ الْمَوْصُوفِ بِصِفَاتِ اللُّطْفِ، وَالْمُشْرِكُ مَوْقُوفٌ أَوَّلًا عَلَى الرَّبِّ فَيُحْجَبُ بِالرَّدِّ وَالطَّرْدِ
nindex.php?page=tafseer&surano=23&ayano=108اخْسَئُوا فِيهَا وَلا تُكَلِّمُونِ ثُمَّ عَلَى الْجَبَرُوتِ فَيُطْرَدُ بِالسُّخْطِ وَاللَّعْنِ وَلَا يُكَلِّمُهُمْ وَلَا يَنْظُرُ إِلَيْهِمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِثُمَّ عَلَى الْمَلَكُوتِ فَيُزْجَرُ بِالْغَضَبِ وَاللَّعْنِ
nindex.php?page=tafseer&surano=39&ayano=72قِيلَ ادْخُلُوا أَبْوَابَ جَهَنَّمَ ثُمَّ عَلَى النَّارِ يُسْجَرُونَ فَيُعَذَّبُ بِأَنْوَاعِ النِّيرَانِ أَبَدًا فَيَكُونُ وَقْفُهُ عَلَى النَّارِ مُتَأَخِّرًا عَلَى وَقْفِهِ عَلَى الرَّبِّ تَعَالَى مَعْلُولًا لَهُ قَالَ تَعَالَى :
nindex.php?page=tafseer&surano=10&ayano=70ثُمَّ إِلَيْنَا مَرْجِعُهُمْ ثُمَّ نُذِيقُهُمُ الْعَذَابَ الشَّدِيدَ بِمَا كَانُوا يَكْفُرُونَ وَأَمَّا الْوَاقِفُ مَعَ النَّاسُوتِ فَيُوقَفُ لِلْحِسَابِ عَلَى الْمَلَكُوتِ ثُمَّ عَلَى النَّارِ وَقَدْ يَنْجُو لِعَدَمِ السُّخْطِ وَقَدْ لَا يَنْجُو لِوُجُودِهِ، وَالْوَاقِفُ مَعَ الْأَفْعَالِ لَا يُوقَفُ عَلَى النَّارِ أَصْلًا بَلْ يُحَاسَبُ وَيَدْخُلُ الْجَنَّةَ، وَأَمَّا الْوَاقِفُ مَعَ الصِّفَاتِ فَهُوَ مِنَ الَّذِينَ رَضِيَ اللَّهُ تَعَالَى عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ انْتَهَى فَتَأَمَّلْ فِيهِ،
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=31قَدْ خَسِرَ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِلِقَاءِ اللَّهِ حَتَّى إِذَا جَاءَتْهُمُ السَّاعَةُ بَغْتَةً وَهِيَ الْقِيَامَةُ الصُّغْرَى أَعْنِي الْمَوْتَ حُكِيَ عَنْ بَعْضِ الْكِبَارِ أَنَّهُ قِيلَ لَهُ : إِنَّ فُلَانًا مَاتَ فَجْأَةً فَقَالَ : لَا عَجَبَ إِذْ مَنْ لَمْ يَمُتْ فَجْأَةً مَرِضَ فَجْأَةً فَمَاتَ،
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=31قَالُوا يَا حَسْرَتَنَا عَلَى مَا فَرَّطْنَا فِيهَا أَيْ فِي حَقِّ تِلْكَ السَّاعَةِ بِتَرْكِ الْعَمَلِ النَّافِعِ
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=31وَهُمْ يَحْمِلُونَ أَوْزَارَهُمْ عَلَى ظُهُورِهِمْ تَصْوِيرٌ لِحَالِهِمْ
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=32وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا أَيِ الْحَيَاةُ الْحِسِّيَّةُ فَإِنَّ الْمَحْسُوسَ أَدْنَى وَأَقْرَبُ مِنَ الْمَعْقُولِ
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=32إِلا لَعِبٌ وَلَهْوٌ لَا أَصْلَ لَهُ وَلَا حَقِيقَةَ سَرِيعُ الْفَنَاءِ وَالِانْقِضَاءِ
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=32وَلَلدَّارُ الآخِرَةُ أَيْ عَالَمُ الرَّوْحَانِيَّاتِ
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=32خَيْرٌ لِلَّذِينَ يَتَّقُونَ وَهُمُ الْمُتَجَرِّدُونَ عَنْ مَلَابِسِ الصِّفَاتِ الْبَشَرِيَّةِ وَاللَّذَّاتِ الْبَدَنِيَّةِ
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=33قَدْ نَعْلَمُ إِنَّهُ لَيَحْزُنُكَ لِمُقْتَضَى الْبَشَرِيَّةِ (الَّذِينَ يَقُولُونَ) مَا يَقُولُونَ
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=33فَإِنَّهُمْ لا يُكَذِّبُونَكَ فِي الْحَقِيقَةِ
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=33وَلَكِنَّ الظَّالِمِينَ بِآيَاتِ اللَّهِ الَّتِي تُجَلَّى بِهَا
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=33يَجْحَدُونَ فَهُوَ سُبْحَانَهُ يَنْتَقِمُ مِنْهُمْ
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=34وَلَقَدْ كُذِّبَتْ رُسُلٌ مِنْ قَبْلِكَ فَصَبَرُوا عَلَى مَا كُذِّبُوا وَأُوذُوا حَتَّى أَتَاهُمْ نَصْرُنَا فَتَأَسَّ بِهِمْ وَانْتَظِرِ الْغَايَةَ
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=34وَلا مُبَدِّلَ لِكَلِمَاتِ اللَّهِ الَّتِي يَتَجَلَّى بِهَا لِعِبَادِهِ فَلْيَطْمَئِنَّ قَلْبُكَ وَلَا تُكُونَنَّ مِنَ الْجَاهِلِينَ الَّذِينَ لَا يَطَّلِعُونَ عَلَى حِكْمَةِ تَفَاوُتِ الِاسْتِعْدَادَاتِ فَتَتَأَسَّفُ عَلَى احْتِجَابِ مَنِ احْتَجَبَ وَتَكْذِيبِ مَنْ كَذَّبَ. وَاللَّهُ تَعَالَى الْهَادِي إِلَى سَوَاءِ السَّبِيلِ