الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
              صفحة جزء
              غريب من حديث عبد الله والأوزاعي ، لا أعلم أحدا رواه إلا رفدة بن قضاعة .

              حدثنا أبو إسحاق بن حمزة ، وسليمان بن أحمد واللفظ له ، قالا : ثنا إبراهيم بن محمد بن عون ، ثنا سويد بن سعيد ، عن فرج بن فضالة ، عن عبد الله بن عبيد بن عمير الليثي ، عن حذيفة بن اليمان ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " من اقتراب الساعة اثنتان وسبعون خصلة : إذا رأيتم الناس أماتوا الصلاة ، وأضاعوا الأمانة ، وأكلوا الربا ، واستحلوا الكذب ، واستخفوا الدماء ، واستعلوا البناء ، وباعوا الدين بالدنيا ، وتقطعت الأرحام ، ويكون الحكم ضعفا ، والكذب صدقا ، والحرير لباسا ، وظهر الجور ، وكثر الطلاق ، وموت الفجاءة ، وائتمن الخائن ، وخون الأمين ، وصدق الكاذب ، وكذب الصادق ، وكثر القذف ، وكان المطر قيظا ، والولد غيظا ، وفاض اللئام فيضا ، وغاض الكرام غيضا ، وكان الأمراء فجرة ، والوزراء كذبة ، والأمناء خونة ، والعرفاء ظلمة ، والقراء فسقة ، إذا لبسوا مسوك الضأن ، قلوبهم أنتن من الجيفة ، وأمر من الصبر ، يغشيهم الله فتنة يتهاوكون فيها تهاوك اليهود الظلمة ، وتظهر الصفراء يعني الدنانير ، وتطلب البيضاء - يعني الدراهم - وتكثر الخطايا ، وتغل الأمراء ، وحليت المصاحف ، وصورت المساجد ، وطولت المنائر ، وخربت القلوب ، وشربت الخمور ، وعطلت الحدود ، وولدت الأمة ربها ، وترى الحفاة العراة وقد صاروا ملوكا ، وشاركت المرأة زوجها في التجارة ، وتشبه الرجال بالنساء والنساء بالرجال ، وحلف بالله من غير أن يستحلف ، وشهد المرء من غير أن يستشهد ، وسلم [ ص: 359 ] للمعرفة ، وتفقه لغير الدين ، وطلبت الدنيا بعمل الآخرة ، واتخذ المغنم دولا ، والأمانة مغنما ، والزكاة مغرما ، وكان زعيم القوم أرذلهم ، وعق الرجل أباه ، وجفا أمه ، وبر صديقه ، وأطاع زوجته ، وعلت أصوات الفسقة في المساجد ، واتخذت القينات والمعازف ، وشربت الخمور في الطرق ، واتخذ الظلم فخرا ، وبيع الحكم ، وكثرت الشرط ، واتخذ القرآن مزامير ، وجلود السباع صفاقا ، والمساجد طرقا ، ولعن آخر هذه الأمة أولها ، فليتقوا عند ذلك ريحا حمراء وخسفا ومسخا وآيات " .

              غريب من حديث عبد الله بن عبيد بن عمير ، لم يروه عنه فيما أعلم إلا فرج بن فضالة .

              حدثنا أبو بكر بن مالك ، ثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل ، حدثني أبي ، ثنا أبو معاوية ، ثنا عبيد الله بن عمر بن الوليد الرصافي ، عن عبد الله بن عبيد بن عمير ، عن أبي الدرداء ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " من سمع من رجل حديثا لا يشتهي أن يذكر عنه فهو أمانة وإن لم يستكتمه " .

              غريب من حديث عبد الله لم يروه عنه إلا عبيد الله .

              حدثنا محمد بن أحمد بن الحسن ، ثنا بشر بن موسى ، ثنا خلاد بن يحيى ، ثنا سفيان ، عن عبيد الله - يعني ابن الوليد - عن عبد الله بن عبيد بن عمير ، قال : " قال رجل : يا رسول الله ما لي لا أحب الموت ؟ قال : لك مال ؟ قال : نعم ، قال : فقدمه ، قال : لا أستطيع ، قال : فإن قلب الرجل مع ماله إذا قدمه أحب أن يلحق به ، فإذا أخره أحب أن يتأخر معه " .

              هكذا رواه عبدة أيضا ، عن الثوري مثله مرسلا ، ورواه يحيى بن يمان ، عن الرصافي مثله مرسلا ، ورواه طلحة بن عمرو مسندا متصلا .

              حدثنا القاضي أبو أحمد محمد بن أحمد بن مضرس ، قال : ثنا أحمد بن يزيد ، ثنا سالم بن سالم ، ثنا طلحة بن عمرو ، عن عطاء ، عن أبي هريرة ، قال : " جاء رجل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فقال : يا رسول الله ما لي لا أحب الموت ؟ قال : لك مال ؟ قال : نعم ، قال : فقدمه " فذكر مثله سواء .

              التالي السابق


              الخدمات العلمية