الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.
اختيار هذا الخط
الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.
عبد الله بن ذكوان الإمام الفقيه الحافظ المفتي أبو عبد الرحمن القرشي المدني ، ويلقب بأبي الزناد ، وأبوه مولى رملة بنت شيبة بن ربيعة زوجة الخليفة عثمان ، وقيل : مولى عائشة بنت عثمان بن عفان ، وقيل : مولى آل عثمان ، وقيل : إن ذكوان كان أخا أبي لؤلؤة قاتل عمر . قاله أبو داود السجزي ، عن nindex.php?page=showalam&ids=12265أحمد بن صالح .
قلت : مولده في نحو سنة خمس وستين . في حياة ابن عباس .
وحدث عن أنس بن مالك ، nindex.php?page=showalam&ids=131وأبي أمامة بن سهل ، nindex.php?page=showalam&ids=11795وأبان بن عثمان ، وعروة ، nindex.php?page=showalam&ids=15990وابن المسيب ، nindex.php?page=showalam&ids=15786وخارجة بن زيد ، nindex.php?page=showalam&ids=16523وعبيد الله بن عبد الله بن عتبة ، nindex.php?page=showalam&ids=16529وعبيد بن حنين ، nindex.php?page=showalam&ids=16600وعلي بن الحسين ، nindex.php?page=showalam&ids=12031وأبي سلمة بن عبد الرحمن ، nindex.php?page=showalam&ids=14946والقاسم بن محمد ، nindex.php?page=showalam&ids=13723وعبد الرحمن الأعرج ، وهو مكثر عنه ، ثبت فيه ، وعائشة بنت سعد ، ومرقع بن صيفي ، ومجالد بن عوف ، ومحمد بن حمزة بن عمرو الأسلمي ، nindex.php?page=showalam&ids=14577والشعبي وسليمان بن عبد الرحمن وعدة .
وشهد مع عبد الله بن جعفر الهاشمي جنازة ، وأرسل عن ابن عمر ، وكان من علماء الإسلام ، ومن أئمة الاجتهاد . حدث عنه ابن عبد الرحمن ، nindex.php?page=showalam&ids=17177وموسى بن عقبة ، nindex.php?page=showalam&ids=12531وابن أبي مليكة مع [ ص: 446 ] تقدمه ، nindex.php?page=showalam&ids=16214وصالح بن كيسان ، nindex.php?page=showalam&ids=17245وهشام بن عروة ، وعبد الوهاب بن بخت ، ومحمد بن عبد الله بن حسن ، nindex.php?page=showalam&ids=16524وعبيد الله بن عمر ، وابن عجلان ، nindex.php?page=showalam&ids=12563وابن إسحاق ، nindex.php?page=showalam&ids=16867ومالك nindex.php?page=showalam&ids=15124والليث ، وورقاء بن عمر ، nindex.php?page=showalam&ids=16004وسفيان الثوري ، nindex.php?page=showalam&ids=15908وزائدة ، nindex.php?page=showalam&ids=16108وشعيب بن أبي حمزة ، والمغيرة بن عبد الرحمن الحزامي ، nindex.php?page=showalam&ids=15987وسعيد بن أبي هلال ، nindex.php?page=showalam&ids=16008وسفيان بن عيينة ، وخلق سواهم . وثقه أحمد nindex.php?page=showalam&ids=17336وابن معين . قال nindex.php?page=showalam&ids=15703حرب بن إسماعيل ، عن nindex.php?page=showalam&ids=12251أحمد بن حنبل ،
قال : كان سفيان يسمي nindex.php?page=showalam&ids=11863أبا الزناد أمير المؤمنين في الحديث . قال أحمد : هو فوق العلاء بن عبد الرحمن ، وفوق سهيل ، ومحمد بن عمرو .
وقال أبو زرعة الدمشقي : أخبرني nindex.php?page=showalam&ids=12251أحمد بن حنبل ، أن nindex.php?page=showalam&ids=11863أبا الزناد أعلم من ربيعة .
وروى أحمد بن سعد بن أبي مريم ، عن nindex.php?page=showalam&ids=17336يحيى بن معين قال : ثقة حجة .
وقال nindex.php?page=showalam&ids=16604علي بن المديني : لم يكن بالمدينة بعد كبار التابعين أعلم من ابن شهاب ، ويحيى بن سعيد الأنصاري ، nindex.php?page=showalam&ids=11863وأبي الزناد ، وبكير الأشج .
قال خليفة بن خياط : أبو الزناد لقي ابن عمر ، nindex.php?page=showalam&ids=9وأنس بن مالك .
وقال العجلي : تابعي ثقة ، سمع من أنس .
وقال أبو حاتم : ثقة فقيه صالح الحديث ، صاحب سنة ، وهو ممن تقوم به الحجة إذا روى عنه الثقات .
قال nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري : أصح الأسانيد كلها : مالك ، عن نافع ، عن ابن عمر . وأصح أسانيد nindex.php?page=showalam&ids=3أبي هريرة : أبو الزناد ، عن nindex.php?page=showalam&ids=13724الأعرج ، عن nindex.php?page=showalam&ids=3أبي هريرة .
قال الليث عن nindex.php?page=showalam&ids=16506عبد ربه بن سعيد : دخل أبو الزناد مسجد النبي -صلى الله عليه وسلم- ومعه من الأتباع -يعني طلبة العلم- مثل ما مع السلطان ، فمن سائل عن فريضة ومن [ ص: 447 ] سائل عن الحساب ، ومن سائل عن الشعر ، ومن سائل عن الحديث ، ومن سائل عن معضلة .
وروى يحيى بن بكير ، عن الليث بن سعد قال : رأيت nindex.php?page=showalam&ids=11863أبا الزناد وخلفه ثلاثمائة تابع من طالب فقه وشعر وصنوف ، ثم لم يلبث أن بقي وحده ، وأقبلوا على ربيعة ، وكان ربيعة يقول : شبر من حظوة خير من باع من علم .
ونقل أبو يوسف ، عن أبي حنيفة قال : قدمت المدينة ، فأتيت nindex.php?page=showalam&ids=11863أبا الزناد ، ورأيت ربيعة فإذا الناس على ربيعة ، nindex.php?page=showalam&ids=11863وأبو الزناد أفقه الرجلين ، فقلت له : أنت أفقه أهل بلدك ، والعمل على ربيعة ؟ فقال : ويحك كف من حظ خير من جراب من علم .
وقال أحمد بن أبي خيثمة ، عن مصعب بن عبد الله ، قال : كان أبو الزناد فقيه أهل المدينة ، وكان صاحب كتاب وحساب ، وكان كاتبا لخالد بن عبد الملك بن الحارث بن الحكم بالمدينة ، وكان كاتبا لعبد الحميد بن عبد الرحمن بن زيد بن الخطاب ، وفد على هشام بن عبد الملك بحساب ديوان المدينة ، فجالس هشاما مع ابن شهاب ، فسأل هشام ابن شهاب : في أي شهر كان عثمان يخرج العطاء لأهل المدينة ؟ قال : لا أدري ، قال أبو الزناد : كنا نرى أن ابن شهاب لا يسأل عن شيء إلا وجد علمه عنده . فسألني هشام ، فقلت : في المحرم ، فقال هشام nindex.php?page=showalam&ids=13283لابن شهاب : يا أبا بكر هذا علم أفدته اليوم . فقال : مجلس أمير المؤمنين أهل أن يفاد فيه العلم ، قال : وكان أبو الزناد معاديا لربيعة الرأي ، وكانا فقيهي البلد في زمانهما . وكان الماجشون يعقوب بن أبي سلمة يعين ربيعة على nindex.php?page=showalam&ids=11863أبي الزناد . وكان الماجشون أول من علم الغناء من أهل المروءة بالمدينة .
قال أبو الزناد : مثلي ومثل ذئب ، كان يلح على أهل قرية ، فيأكل [ ص: 448 ] صبيانهم ودواجنهم ، فاجتمعوا له ، فخرجوا في طلبه ، فهرب منهم ، فتقطعوا عنه إلا صاحب فخار ، فألح عليه ، فوقف له الذئب ، وقال : هؤلاء عذرتهم ، أرأيتك أنت ما لي ولك ؟ ! والله ما كسرت لك فخارة قط . ثم قال : ما لي وللماجشون والله ما كسرت له كبرا ولا بربطا .
روى الأصمعي عن ابن أبي الزناد ، عن أبيه ، قال : كان الفقهاء بالمدينة يأتون عمر بن عبد العزيز ، خلا nindex.php?page=showalam&ids=15990سعيد بن المسيب ، فإن عمر بن عبد العزيز كان يرضى أن يكون بينهما رسول ، وأنا كنت الرسول بينهما .
وقال سليمان بن أبي شيخ : ولى عمر بن عبد العزيز nindex.php?page=showalam&ids=11863أبا الزناد بيت مال الكوفة .
قال nindex.php?page=showalam&ids=16968محمد بن سلام الجمحي : قيل لأبي الزناد : -لم تحب الدراهم وهي تدنيك من الدنيا ؟ فقال : إنها وإن أدنتني منها ، فقد صانتني عنها .
قال محمد بن سعد : كان أبو الزناد ثقة كثير الحديث ، فصيحا بصيرا بالعربية ، عالما عاقلا .
قال nindex.php?page=showalam&ids=12366إبراهيم بن المنذر الحزامي : هو كان سبب جلد ربيعة الرأي ، ثم ولي بعد ذلك المدينة فلان التيمي ، فأرسل إلى nindex.php?page=showalam&ids=11863أبي الزناد ، فطين عليه بيتا ، فشفع فيه ربيعة .
قلت : تئول الشحناء بين القرناء إلى أعظم من هذا . ولما رأى ربيعة أن nindex.php?page=showalam&ids=11863أبا الزناد يهلك بسببه ما وسعه السكوت ، فأخرجوا nindex.php?page=showalam&ids=11863أبا الزناد ، وقد عاين الموت وذبل ، ومالت عنقه . نسأل الله السلامة .
[ ص: 449 ] وروى الليث بن سعد ، عن ربيعة بن أبي عبد الرحمن قال : أما أبو الزناد ، فليس بثقة ولا رضي .
قلت : انعقد الإجماع على أن nindex.php?page=showalam&ids=11863أبا الزناد ثقة رضي . وقيل : كان مالك لا يرضي nindex.php?page=showalam&ids=11863أبا الزناد وهذا لم يصح ، وقد أكثر مالك عنه في " موطئه " .
قال ابن عيينة : قلت nindex.php?page=showalam&ids=16004للثوري : جالست nindex.php?page=showalam&ids=11863أبا الزناد ؟ قال : ما رأيت بالمدينة أميرا غيره .
وقال ابن عيينة : جلست إلى nindex.php?page=showalam&ids=12436إسماعيل بن محمد بن سعد ، فقلت : حدثنا أبو الزناد ، فأخذ كفا من حصى ، فحصبني به . وكنت أسأل nindex.php?page=showalam&ids=11863أبا الزناد ، وكان حسن الخلق .
يحيى بن بكير : حدثنا الليث ، قال : جاء رجل إلى ربيعة فقال : إني أمرت أن أسألك عن مسألة ، وأسأل يحيى بن سعيد ، وأسأل nindex.php?page=showalam&ids=11863أبا الزناد ، فقال : هذا يحيى ، وأما أبو الزناد ، فليس بثقة .
قال nindex.php?page=showalam&ids=17336يحيى بن معين : قال مالك : كان أبو الزناد كاتبا لهؤلاء ، يعني : بني أمية ، وكان لا يرضاه يعني : لذلك . ثم قال nindex.php?page=showalam&ids=13357ابن عدي : أبو الزناد كما قال nindex.php?page=showalam&ids=17336يحيى بن معين : ثقة حجة ، ولم أورد له حديثا لأن كلها مستقيمة .
وقال nindex.php?page=showalam&ids=14798أبو جعفر العقيلي في ترجمة nindex.php?page=showalam&ids=11863عبد الله بن ذكوان : حدثنا مقدام بن داود ، حدثنا nindex.php?page=showalam&ids=14061الحارث بن مسكين ، وابن أبي الغمر ، قالا : حدثنا ابن القاسم قال : سألت nindex.php?page=showalam&ids=16867مالكا عمن يحدث بالحديث الذي قالوا : nindex.php?page=hadith&LINKID=880218إن الله خلق آدم على صورته فأنكر ذلك إنكارا شديدا ، ونهى أن يتحدث به أحد ، فقيل : إن ناسا [ ص: 450 ] من أهل العلم يتحدثون به قال : من هم ؟ قيل : ابن عجلان ، عن nindex.php?page=showalam&ids=11863أبي الزناد ، فقال : لم يكن يعرف ابن عجلان هذه الأشياء ، ولم يكن عالما ، ولم يزل أبو الزناد عاملا لهؤلاء حتى مات ، وكان صاحب عمال يتبعهم .
قلت : الخبر لم ينفرد به ابن عجلان ، بل ولا أبو الزناد ، فقد رواه شعيب بن أبي حمزة عن nindex.php?page=showalam&ids=11863أبي الزناد ، ورواه قتادة . عن أبي أيوب المراغي ، عن nindex.php?page=showalam&ids=3أبي هريرة ، ورواه ابن لهيعة ، عن nindex.php?page=showalam&ids=13724الأعرج وأبي يونس ، عن nindex.php?page=showalam&ids=3أبي هريرة ، ورواه معمر ، عن همام ، عن nindex.php?page=showalam&ids=3أبي هريرة ، وصح أيضا من حديث ابن عمر . وقد قال إسحاق بن راهويه عالم خراسان : صح هذا عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم . فهذا الصحيح مخرج في كتابي nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري ومسلم . فنؤمن به ونفوض ونسلم ولا نخوض فيما لا يعنينا مع علمنا بأن الله ليس كمثله شيء وهو السميع البصير .
قال الواقدي : مات أبو الزناد فجأة في مغتسله ليلة الجمعة لسبع عشرة خلت من رمضان ، وهو ابن ست وستين سنة في سنة ثلاثين ومائة .
وقال ابن سعد : مات في رمضان منها . وقال خليفة وطائفة : سنة ثلاثين . وقال nindex.php?page=showalam&ids=17336يحيى بن معين ، وابن نمير ، وعلي بن عبد الله التميمي ، [ ص: 451 ] وغيرهم : مات سنة إحدى وثلاثين ومائة قرأت على محمد بن حسين القرشي ، أنبأنا محمد بن عماد ، أنبأنا nindex.php?page=showalam&ids=13175ابن رفاعة ، أنبأنا أبو الحسن الخلعي ، أنبأنا nindex.php?page=showalam&ids=14595عبد الرحمن بن عمر ، أنبأنا أبو سعيد بن الأعرابي ، حدثنا الحسن بن محمد بن الصباح ، حدثنا سفيان بن عيينة ، عن nindex.php?page=showalam&ids=11863أبي الزناد ، عن nindex.php?page=showalam&ids=13724الأعرج ، عن nindex.php?page=showalam&ids=3أبي هريرة ، nindex.php?page=hadith&LINKID=880219أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال : قال الله عز وجل : إذا هم عبدي بحسنة فاكتبوها ، فإن عملها فاكتبوها عشر أمثالها ، فإن هم بسيئة ، فلا تكتبوها ، فإن عملها ، فاكتبوها مثلها ، وإن تركها ، فاكتبوها حسنة .