الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
4904 - وعن ابن مسعود - رضي الله عنه - عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال : " من نصر قومه على غير الحق فهو كالبعير الذي ردى ، فهو ينزع بذنبه " . رواه أبو داود .

التالي السابق


4904 - ( وعن ابن مسعود - رضي الله عنه - عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال : " من نصر قومه على غير الحق ) أي : على باطل أو مشكوك ( فهو كالبعير الذي ردى ) : بفتح الدال مخففة ، وفي نسخة بكسرها وفتح الياء ، وفي نسخة صحيحة بضم الراء وكسر الدال مشددة وفتح الياء أي : تردى وسقط في البئر ، وقيل : معناه هلك ( فهو ) أي : البعير إذا وقع فيها ( ينزع ) : بصيغة المفعول أي : يعالج ويخرج عنها ( بذنبه ) أي : يجر من ورائه ، قيل : المعنى أوقع نفسه في الهلكة بتلك النصرة الباطلة ; حيث أراد الرفعة بنصرة قومه ، فوقع في حضيض بئر الإثم وهلك كالبعير ، فلا ينفعه كما لا ينفع البعير نزعه عن البئر بذنبه ، وقيل : شبه القوم ببعير هالك ; لأن من كان على غير حق فهو هالك ، وشبه ناصرهم بذنب هذا البعير ، فكما أن نزعه بذنبه لا يخلصه من الهلكة ، كذلك هذا الناصر لا يخلصهم عن بئر الهلاك التي وقعوا فيها ( رواه أبو داود ) : وأما ما رواه البيهقي والضياء عن أنس مرفوعا " من نصر أخاه بظهر الغيب نصره الله في الدنيا والآخرة " فمحمول على نصرة الحق وإن كان اللفظ مطلقا .

[ ص: 3077 ]



الخدمات العلمية