الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
4978 - وعن عوف بن مالك الأشجعي - رضي الله عنه - قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " أنا وامرأة سفعاء الخدين كهاتين يوم القيامة " . وأومأ يزيد بن ذريع إلى الوسطى والسبابة " امرأة آمت من زوجها ، ذات منصب وجمال ، حبست نفسها على يتاماها حتى بانوا أو ماتوا " . رواه أبو داود .

التالي السابق


4978 - ( وعن عوف بن مالك الأشجعي - رضي الله تعالى عنه - قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : أنا وامرأة سفعاء الخدين ) : بضم الهمزة ويفتح بتقدير هي أو أعني أي : متغيرة لون الخدين ، لما يكابدها من المشقة والضنك صفة كاشفة لاعتبار غالب حالها ليصح الإطلاق في رواية أحمد ومسلم وأبي داود والترمذي عن سهل بن سعد : " أنا وكافل اليتيم هكذا " . ( كهاتين ) أي : من الأصبعين ( يوم القيامة . وأومأ ) : بهمز في آخره من ومأ إليه أشار كأومأ ، كذا في القاموس ، ولم يذكر فيه مادة و م ي فما في بعض النسخ أومي بالياء لا يظهر له وجه إلا أن يقال بالإبدال وإبدال القاموس الهمز المتحرك ضعيف عند قوم ، والله أعلم . والحاصل أنه أشار ( يزيد بن زريع ) : بضم زاي وفتح راء أحد رواة الحديث ( إلى الوسطى والسبابة ) أي : بيانا لهاتين ( امرأة ) أي : هي فهي خبرها [ ص: 3119 ] محذوف ( آمت ) : بمد همزة وتخفيف ميم أي : صارت أيما بأن فارقت ( من زوجها ) بموت أو طلاق ( ذات منصب ) : بكسر الصاد أي : صاحبة نسب أو حسب ( وجمال ) أي : كمال صورة وسيرة فهي صفة لامرأة ، وأريد بها كمال الثواب وليست للاحتراز ، والمعنى أنها هذه مع الصفة المرغوبة المطلوبة لكل أحد ( حبست نفسها ) : فالجملة استئناف أو صفة أخرى أو حال بتقدير قد أو بدونه أي : منعتها عن الزواج صابرة أو شفقة ( على يتاماها ) . وقال شارح : أي اشتغلت بخدمة الأولاد ، وعملت لهم ، فكأنها حبست نفسها أي : وقفت عليهم وفي نسخة : على أيتامها ( حتى بانوا ) أي : إلى أن كبروا وحصلت لهم الإبانة ، أو وصلوا إلى مرتبة كمالهم ، فإن البين من الأضداد بمعنى الفصل والوصل وقال شارح : أي حتى فضلوا ، وزادوا قوة وعقلا واستقلوا بأمرهم من البون وهو الفضل والمزية ( أو ماتوا ) أي : أو ماتت فأو للتنويع ، وقال القاضي قوله : ( امرأة آمت ) إلخ بدل مجرى مجرى البيان والتفسير ، وآمت المرأة أيمة وأيوما إذا صارت بلا زوج وقوله : ( حتى بانوا ) أي استقلوا بأمرهم وانفصلوا عنها . وقال الطيبي : التنكير في ( امرأة ) للتعظيم وقوله ( سفعاء الخدين ) نصب أو رفع على المدح وهو معترض بين المبتدأ والخبر ( رواه أبو داود ) .




الخدمات العلمية