الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                صفحة جزء
                                                                                4978 ( 14 ) حدثنا أبو معاوية عن الأعمش عن الرقاشي عن أنس قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : يلقى البكاء على أهل النار فيبكون حتى ينفد الدموع ، قال : ثم يبكون الدم حتى أنه ليصير في وجوههم أخدودا لو أرسلت فيه السفن لجرت [ ص: 94 ]

                                                                                ( 15 ) حدثنا يزيد بن هارون قال عن سلام بن مسكين عن قتادة عن أبي بردة عن أبي موسى قال : إن أهل النار ليبكون في النار حتى لو أجريت السفن في دموعهم لجرت ، ثم إنهم ليبكون الدم بعد الدموع وبمثل ما هم فيه .

                                                                                ( 16 ) حدثنا أبو أسامة عن الأعمش عن أبي إسحاق عن النعمان بن بشير قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : إن أهون أهل النار عذابا من له نعلان وشراكان من نار يغلي منهما دماغه كما يغلي المرجل ، ما يرى أن أحدا أشد عذابا منه وإنه لأهونهم عذابا .

                                                                                ( 17 ) حدثنا أبو معاوية عن الأعمش عن مجاهد عن عبيد بن عمير قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : إن أدنى أهل النار عذابا لرجل عليه نعلان يغلي منهما دماغه كأنه مرجل ، مسامعه جمر ، وأضراسه جمر ، وأشفاره لهب النار ، ويخرج أحشاء جنبيه من قدميه ، وسائرهم كالحب القليل في الماء الكثير فهو يفور .

                                                                                ( 18 ) حدثنا يحيى بن أبي بكر قال حدثنا زهير بن محمد عن سهيل بن أبي صالح عن النعمان بن أبي عياش عن أبي سعيد الخدري أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : إن أدنى أهل النار عذابا ينتعل بنعلين من نار يغلي دماغه من حرارة نعليه .

                                                                                ( 19 ) حدثنا عفان قال حدثنا حماد بن سلمة قال حدثنا ثابت عن أبي عثمان النهدي عن ابن عباس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : إن أهون أهل النار عذابا أبو طالب وهو منتعل بنعلين من نار .

                                                                                ( 20 ) حدثنا أبو الأحوص عن سماك عن النعمان بن بشير قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو على المنبر يقول : أنذركم النار حتى سقط إحدى عطفي ردائه عن منكبيه وهو يقول : أنذركم النار حتى لو كان في مكاني هذا لأسمع أهل السوق أو من شاء الله منهم [ ص: 95 ]

                                                                                ( 21 ) حدثنا عبد الله بن إدريس عن الأعمش عن أبي صالح عن أبي هريرة قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : اشتكت النار إلى ربها فقالت : رب أكل بعضي بعضا ، فجعل لها نفسين : نفس في الصيف ونفس في الشتاء فشدة ما تجدون من البرد من زمهريرها ، وشدة ما تجدون من الحر من سمومها .

                                                                                ( 22 ) حدثنا أبو معاوية عن الأعمش عن عبد الله بن مرة عن مسروق عن عبد الله في قوله : زدناهم عذابا فوق العذاب قال : زيدوا عقارب أدناها كالنخل الطوال .

                                                                                ( 23 ) حدثنا وكيع عن سفيان عن يونس عن حميد بن هلال قال : حدثت عن كعب قال : إن في جهنم تنانير ضيقها كضيق زج رمح أحدكم في الأرض تطبق على قوم بأعمالهم .

                                                                                ( 24 ) حدثنا محمد بن فضيل عن عطاء بن السائب عن عوف بن عبد الله بن عتبة عن أبي هريرة قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : اختصمت الجنة والنار فقالت النار : في المتكبرون وأصحاب الأموال والأشراف ، وقالت الجنة : ما لي لا يدخلني إلا الضعفاء والمساكين ، فقال الله تعالى للجنة : أنت رحمتي أدخلك من شئت ، وقال للنار : أنت عذابي أعذب بك من شئت ، وكلاكما سأملأ .

                                                                                ( 25 ) حدثنا علي بن هاشم عن ابن أبي ليلى عن عطية عن أبي سعيد عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : يخرج عنق من النار يوم القيامة له لسان ينطق فيقول : إني أمرت بثلاثة : أمرت بمن جعل مع الله إلها آخر ، وبكل جبار عنيد وذكر حرفا آخر فينطوي عليهم فيقذفهم في غمرات جهنم .

                                                                                ( 26 ) حدثنا أبو معاوية عن الأعمش عن مجاهد قال : إن لجهنم جبابا فيها حيات أمثال أعناق البخت والعقارب كالبغال الدلم ، قال : فيهربون من جهنم إلى تلك الحيات [ ص: 96 ] والعقارب فتأخذهم بشفاههم وجبوبهم فتكشط ما بين الشعر إلى الظفر ، قال : فما ينجيهم الهرب إلى النار .

                                                                                ( 27 ) حدثنا أبو معاوية عن الأعمش عن مجاهد قال : يلقى الجرب على أهل النار ، قال : فيحكون حتى تبدو العظام ، قال : فيقولون : ربنا أصابنا هذا ؟ قال : فيقول : بأذاكم المؤمنين .

                                                                                ( 28 ) حدثنا يحيى بن عيسى عن الأعمش عن أبي يحيى عن مجاهد عن ابن عباس قال : لو أن قطرة من زقوم جهنم أنزلت على أهل الأرض أفسدت على الناس معايشهم .

                                                                                ( 29 ) حدثنا أبو أسامة عن هشام عن الحسن قال : لو أن دلوا من صديد جهنم دلي من السماء فوجد أهل الأرض ريحه لأفسد عليهم الدنيا .

                                                                                ( 30 ) حدثنا وكيع بن الجراح عن الأعمش عن مجاهد قال : إن ناركم هذه تعوذ من نار جهنم .

                                                                                ( 31 ) حدثنا أبو معاوية عن الأعمش عن الرقاشي عن أنس قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : لو أن حجرا مثل سبع خلفات ألقي من شفير جهنم لهوى فيها سبعين عاما لا يبلغ قعرها .

                                                                                ( 32 ) حدثنا أبو معاوية عن الأعمش عن يزيد الرقاشي عن أنس بن مالك قال : سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يوما دويا فقال : يا جبريل ، ما هذا ؟ فقال : حجر ألقي في شفير جهنم من سبعين خريفا ، الآن حين استقر في قعرها .

                                                                                ( 33 ) حدثنا محمد بن بشر عن هارون بن أبي إبراهيم عن أبي نصر قال : سمعت أبا سعيد الخدري يقول : إنا يوما عند رسول الله صلى الله عليه وسلم فرأيناه كئيبا ، فقال بعضهم : يا رسول الله ، بأبي وأمي ما لي أراك هكذا ؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : سمعت هدة لم أسمع مثلها ، فأتاني جبريل فسألته عنها فقال : هذا صخر قذف به في النار منذ سبعين خريفا فاليوم استقر قراره ، فقال أبو سعيد : والذي ذهب بنفس نبينا صلى الله عليه وسلم ، ما رأيته ضاحكا بعد ذلك اليوم حتى واراه التراب [ ص: 97 ]

                                                                                ( 34 ) حدثنا عبد الرحيم بن سليمان عن داود بن أبي هند قال حدثنا عبد الله بن قيس عن الحارث بن أقيش أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : إن من أمتي من يعظم للنار حتى يكون أحد زواياها ، وإن من أمتي من يدخل الجنة بشفاعته أكثر من مضر .

                                                                                ( 35 ) حدثنا يزيد بن هارون عن هشام عن الحسن في قوله كلما نضجت جلودهم بدلناهم جلودا غيرها قال : بلغني أنه يحرق أحدهم في اليوم سبعين ألف مرة .

                                                                                ( 36 ) حدثنا وكيع عن أبي حبيبة عن الحكم عن أبي هريرة قال : يعظمون في النار حتى تصير شفاههم إلى صدورهم مقبوحون يتهافتون في النار .

                                                                                ( 37 ) حدثنا وكيع عن أبي يحيى الطويل عن أبي يحيى القتات عن مجاهد عن ابن عباس عن ابن عمر عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : إن أهل النار يعظمون في النار حتى يصير أحدهم مسيرة كذا وكذا ، وإن ضرس أحدهم لمثل أحد .

                                                                                ( 38 ) حدثنا علي بن مسهر عن أبي حيان عن يزيد بن حيان عن زيد بن أرقم قال : إن ضرس الكافر في النار مثل أحد .

                                                                                ( 39 ) حدثنا محمد بن فضيل عن الأعمش عن أبي صالح عن أبي هريرة قال : قال ابن مسعود لأبي هريرة : تراه كم غلظ جلد الكافر ؟ قال أبو هريرة : لا أدري ، فقال عبد الله : غلظ جلد الكافر اثنان وأربعون ذراعا .

                                                                                ( 40 ) حدثنا حسين بن علي عن زائدة عن هشام عن الحسن قال : كان عمر يقول : أكثروا ذكر النار فإن حرها شديد ، وإن قعرها بعيد ، وإن مقامعها حديد .

                                                                                ( 41 ) حدثنا أبو خالد الأحمر عن عمرو بن قيس عن يونس بن خباب عن مجاهد قال : إن في النار لجبابا فيها حيات كأمثال البخاتي وعقارب كأمثال البغال الدلم ، فيفر أهل النار من النار إلى تلك الجباب فتستقبلهم الحيات والعقارب ، فتأخذ شفاههم وأعينهم ، قال : فما يستغيثون إلا بالرجوع إلى النار ، وإن أهونهم عذابا لمن في أخمص قدميه نعلان فيغلي منهما دماغه وأشفاره وأضراسه ، وسائرهم يموجون فيها كالحب القليل في الماء الكثير [ ص: 98 ]

                                                                                ( 42 ) حدثنا وكيع عن سفيان عن عبد الملك بن عمير عن عبد الله بن الحارث عن العباس بن عبد المطلب أنه قال للنبي صلى الله عليه وسلم : عمك أبو طالب يحوطك ويغضب لك قال : فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : إنه لفي ضحضاح من النار ، ولولا أنا لكان في الدرك الأسفل .

                                                                                ( 43 ) حدثنا يزيد بن هارون قال أخبرنا الأزهر بن سنان القرشي قال حدثني محمد بن واسع قال : دخلت على بلال بن أبي بردة فقلت له : يا بلال ، إن أباك حدثني عن أبيه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : إن في جهنم واديا يقال له هبهب حتم على الله أن يسكنه كل جبار فإياك يا بلال أن تكون ممن يسكنه .

                                                                                ( 44 ) حدثنا وكيع عن سفيان عن أبي قيس عن هذيل قال : أرواح آل فرعون في جوف طير سود تغدو وتروح على النار فذلك عرضها .

                                                                                ( 45 ) حدثنا عبد الله بن نمير عن فضيل بن غزوان عن محمد بن عبد الرحمن بن يزيد قال : بلغني أن أناسا معهم سياط طوال لا يرحمون الناس ، يقال لهم : ضعوا سياطكم وادخلوا النار .

                                                                                ( 46 ) حدثنا أبو خالد الأحمر عن عمرو بن قيس أنه بلغه أن عمر قال لكعب : يا كعب ، خوفنا ، قال : نعم ، يجمع الله الخلائق في صعيد واحد ينفذهم البصر ويسمعهم الداعي ويجاء بجهنم ، فلها يومئذ ثلاث زفرات ، فأول زفرة لا تبقى دمعة في عين إلا سالت حتى ينسكب الدم ، وأما الثانية فلا يبقى أحد إلا جثا لركبتيه ينادي رب نفسي نفسي حتى خليله إبراهيم ، وأما الثالثة فلو كان لك يا عمر عمل سبعين نبيا لأشفقت حتى تعلم من أي الفريقين تكون .

                                                                                ( 47 ) حدثنا أبو خالد الأحمر عن جويبر عن الضحاك ولهم مقامع من حديد قال : مطارق .

                                                                                ( 48 ) حدثنا ابن مهدي عن سفيان عن أبي سنان قال : سمعت عبد الله بن الحارث يقول : الزبانية رءوسهم في السماء وأرجلهم في الأرض [ ص: 99 ]

                                                                                ( 49 ) حدثنا يحيى بن أبي بكير قال : حدثنا شريك عن عاصم عن أبي صالح عن أبي هريرة قال : أوقدت النار ألف سنة حتى ابيضت ، ثم أوقدت ألف سنة فاحمرت ، ثم أوقدت ألف سنة فاسودت فهي كالليل المظلم .

                                                                                ( 50 ) حدثنا إسحاق بن منصور قال : حدثنا أسباط بن نصر عن عاصم عن ذر قال عبد الله وجيء يومئذ بجهنم قال : جيء بها تقاد بسبعين ألف زمام ، مع كل زمام سبعون ألف ملك .

                                                                                ( 51 ) حدثنا إسماعيل بن علية عن أبي رجاء عن الحسن وآخر من شكله أزواج قال : ألوان من العذاب .

                                                                                ( 52 ) حدثنا يحيى بن أبي بكير عن حماد بن سلمة عن علي بن زيد عن أنس بن مالك أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : أول من يكسى حلة من نار إبليس ، يضعها على حاجبيه يسحبها من خلفه وذريته من خلفه وينادي : يا ثبوراه ، وينادون : يا ثبورهم ، قال : فيقال لهم لا تدعوا اليوم ثبورا واحدا وادعوا ثبورا كثيرا .

                                                                                ( 53 ) حدثنا أبو معاوية عن إسماعيل عن أبي صالح نزاعة للشوى قال : لحم الساقين .

                                                                                ( 54 ) حدثنا يحيى بن أبي بكير عن شريك عن ليث والأعمش عن مجاهد نزاعة للشوى قال : الشوى الأطراف .

                                                                                ( 55 ) حدثنا يعلى بن عبيد قال : حدثنا إسماعيل عن أبي صالح وما يغني عنه ماله إذا تردى قال : في النار .

                                                                                ( 56 ) حدثنا يزيد بن هارون قال أخبرنا الجريري عن غنيم بن قيس عن أبي العوام قال : قال كعب : هل تدرون ما قوله : وإن منكم إلا واردها فقالوا ، ما كنا نرى واردها إلا دخولها ، قال : فقال : لا ولكنه يجاء بجهنم فتمر للناس كأنها متن إهالة [ ص: 100 ] حتى استوت عليها أقدام الخلائق برهم وفاجرهم ناداها مناد : خذي أصحابك وذري أصحابي ، فتخسف بكل ولي لها فهي أعرف من الوالد بولده ، وينجو المؤمنون ندية ثيابهم قال : وإن الخازن من خزنة جهنم ما بين منكبيه مسيرة سنة ، معه عمود من حديد له شعبتان يدفع به الدفعة فيكب في النار سبعمائة ألف أو ما شاء الله .

                                                                                ( 57 ) حدثنا جرير عن عطاء بن السائب عن أبي معقل ولو ترى إذ فزعوا فلا فوت قال : أفزعهم فلم يفوتوه .

                                                                                ( 58 ) حدثنا سفيان بن عيينة عن عمرو عن عبيد بن عمير قالوا : يؤتى بالرجل العظيم الطويل يوم القيامة ، فيوضع في الميزان فلا يزن عند الله جناح بعوضة ثم تلا فلا نقيم لهم يوم القيامة وزنا .

                                                                                ( 59 ) حدثنا يحيى بن أبي بكير قال حدثني نعيم بن ميسرة النحوي عن عيينة بن الفيض قال : قال الحسن : إن الأغلال لم تجعل في أعناق أهل النار لأنهم أعجزوا الرب ولكن إذا طغى بهما اللهب أرسبتهم في النار ، قال : ثم خر الحسن مغشيا عليه .

                                                                                ( 60 ) حدثنا محمد بن فضيل عن حصين عن حسان بن أبي المخارق عن أبي عبد الله الجدلي قال : أتيت بيت المقدس فإذا عبادة بن الصامت وعبد الله بن عمرو وكعب الأحبار يتحدثون في بيت المقدس ، قال فقال عبادة : إذا كان يوم القيامة جمع الناس في صعيد واحد فينفذهم البصر ويسمعهم الداعي ويقول الله : هذا يوم الفصل جمعناكم والأولين ، فإن كان لكم كيد فكيدون اليوم لا ينجو مني جبار عنيد ولا شيطان مريد ، قال : فقال عبد الله بن عمرو : إنا نجد في الكتاب أنه يخرج يومئذ عنق من النار فينطلق معنقا حتى إذا كان بين ظهراني الناس قال : يا أيها الناس ، إني بعثت إلى ثلاثة ، أنا أعرف بهم من الوالد بولده ومن الأخ بأخيه ، لا يغنيهم مني ورد ولا تخفيهم مني خافية : الذي جعل مع الله إلها آخر ، وكل جبار عنيد ، وكل شيطان مريد ، قال : فينطوي عليهم فيقذفهم في النار قبل الحساب بأربعين قال حصين : إما أربعين عاما أو أربعين يوما ، قال : ويهرع قوم إلى الجنة فتقول لهم الملائكة : قفوا للحساب ، قال : فيقولون : والله ما كانت لنا [ ص: 101 ] أموال وما كنا بعمال ، قال : فيقول الله : صدق عبادي أنا أحق من أوفى بعهده ، ادخلوا الجنة ، قال : فيدخلون الجنة قبل الحساب بأربعين إما قال عاما وإما يوما .

                                                                                ( 61 ) حدثنا عبدة بن سليمان عن جويبر عن الضحاك لا جرم أن لهم النار وأنهم مفرطون قال : منسيون في النار .

                                                                                ( 62 ) حدثنا يزيد بن هارون عن سفيان بن حسين الجهني عن الحسن ونسوق المجرمين إلى جهنم وردا قال : عطاشا .

                                                                                ( 63 ) حدثنا يونس بن محمد قال : حدثنا شيبان قال : قال قتادة : سمعت أبا نضرة يحدث عن سمرة بن جندب أنه سمع نبي الله صلى الله عليه وسلم يقول : إن منهم من تأخذه النار إلى كعبيه ، ومنهم من تأخذه النار إلى ركبتيه ، ومنهم من تأخذه إلى حجزته ، ومنهم من تأخذه إلى ترقوته .

                                                                                ( 64 ) حدثنا عبد الله بن نمير قال حدثنا فضيل بن غزوان عن محمد الراسبي عن بشر بن عاصم قال : كتب عمر بن الخطاب عهد البشر بن عاصم فقال : لا حاجة لما فيه ، إني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : إن الولاة يجاء بهم يوم القيامة فيقفون على جسر جهنم ، فمن كان مطواعا لله تناوله الله بيمينه حتى ينجيه ، ومن كان عاصيا لله انحرف به الجسر إلى واد من نار يلتهب التهابا ، قال : فأرسل عمر إلى سلمان وأبي ذر ، فقال لأبي ذر : أنت سمعت هذا الحديث من رسول الله صلى الله عليه وسلم ؟ قال : نعم والله ، وبعد الوادي واد آخر من نار ، قال : وسأل سلمان فلم يخبر بشيء ، فقال عمر : من يأخذها بما فيها ؟ فقال أبو ذر : من سلب الله أنفه وعينيه وأصرع خده إلى الأرض .

                                                                                ( 65 ) حدثنا إسحاق بن سليمان الرازي عن أبي سنان عن عمرو بن مرة عن أبي صالح قال : يحاسب يوم القيامة الذين أرسل إليهم الرسل فيدخل الله الجنة من أطاعه ويدخل النار من عصاه ، ويبقى قوم من الولدان والذين هلكوا في الفترة ومن غلب على [ ص: 102 ] النار من عصاني وإني آمركم أن تدخلوا هذه النار ، فيخرج لهم عنق منها ، فمن دخلها كانت نجاته ، ومن نكص فلم يدخلها كانت هلكته .

                                                                                ( 66 ) حدثنا أبو معاوية عن الأعمش عن أبي صالح قال : لما مرض أبو طالب قالوا : أرسل إلى ابن أخيك هذا فيأتيك بعنقود من جنته ، لعله يشفيك به ، قال : فجاء الرسول وأبو بكر عند النبي صلى الله عليه وسلم جالس ، فقال أبو بكر : إن الله حرمهما على الكافرين .

                                                                                ( 67 ) حدثنا عفان بن مسلم قال حدثنا حماد بن سلمة قال حدثنا الأزرق بن خنيس قال حدثني رجل من بني تميم قال : كنا عند أبي العوام فقرأ هذه الآية تسعة عشر فقال : ما تقولون : أتسعة عشر ألف ملك أو تسعة عشر ملكا ؟ قال : فقلت : لا بل تسعة عشر ملكا ، قال : ومن أين تعلم ذلك ؟ فقلت ، لأن الله يقول : وما جعلنا عدتهم إلا فتنة للذين كفروا قال : صدقت ، بيد كل ملك مرزبة من حديد لها شعبتان فيضرب الضربة فهوى بها سبعين ألفا ما بين منكبي كل ملك منهم مسيرة كذا وكذا .

                                                                                ( 68 ) حدثنا شبابة عن سليمان بن المغيرة عن حميد بن هلال قال : بلغني أن أهون أهل النار عذابا له نعل من نار يغلي منها دماغه يصيح قلبه ويقول : ما عذب أحد بأشد مما عذب به .

                                                                                ( 69 ) حدثنا يحيى بن يمان عن سفيان عن سلمة عن سعيد بن جبير فسحقا لأصحاب السعير قال : واد في جهنم .

                                                                                ( 70 ) حدثنا يحيى بن يمان عن سفيان عن أبي إسحاق عن أبي الأحوص عن عبد الله وهم فيها كالحون قال : كما يمشط الرأس عند الرأس .

                                                                                ( 71 ) حدثنا أبو عبد الرحمن المقرئ عن سعيد بن أبي أيوب قال : سمعت دراجا أبا السمح قال : سمعت أبا الهيثم يقول : سمعت أبا سعيد الخدري يقول : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : يسلط على الكافر في قبره تسعة وتسعون تنينا تنهشه وتلدغه حتى تقوم الساعة ، ولو أن تنينا منها نفخ في الأرض ما أنبتت خضراء [ ص: 103 ]

                                                                                ( 72 ) حدثنا يزيد بن هارون عن أبي الأشهب عن الحسن قال : إن عذابها كان غراما قال : علموا أن كل غريم يفارق غريمه إلا غريم جهنم .

                                                                                ( 73 ) حدثنا يزيد بن هارون عن سفيان بن حسين عن الحسن فضرب بينهم بسور له باب باطنه فيه الرحمة قال : الجنة : وظاهره من قبله العذاب قال : النار .

                                                                                ( 74 ) حدثنا يحيى بن يمان عن أشعث عن جعفر عن سعيد بن جبير قال بعث موسى وهارون ابني هارون بقربان يقربانه فقالا : أكلته النار واختزناه فأرسل الله عليهما نارا فأكلتهما فأوحى الله إليهما هكذا أفعل بأوليائي فكيف بأعدائي .

                                                                                ( 75 ) حدثنا أبو خالد الأحمر عن إسماعيل عن الحسن أن هرم بن حيان كان يقول : لم أر مثل النار نام هاربها ، ولا مثل الجنة نام طالبها .

                                                                                ( 76 ) حدثنا عبد الأعلى بن عبد الأعلى عن محمد بن إسحاق قال حدثني عبيد الله بن المنيرة عن سليمان بن عمرو بن عبد العتواري جد بني ليث وكان في حجر أبي سعيد الخدري عن أبي سعيد الخدري قال سمعته يقول : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : يوضع الصراط بين ظهراني جهنم ، عليه حسك كحسك السعدان ، ثم يستجيز الناس فناج مسلم ومخدوج به ثم ناج محتبس به ومنكوس فيه ، فإذا فرغ الله من القضاء بين العباد يفقد المؤمنون رجالا كانوا في الدنيا كانوا يصلون صلاتهم ويزكون زكاتهم ويصومون صيامهم ويحجون حجهم ويغزون غزوهم فيقولون : أي ربنا عباد من عبادك كانوا معنا في الدنيا يصلون صلاتنا ويزكون زكاتنا ويصومون صيامنا ويغزون غزونا لا نراهم ، قال : فيقول : اذهبوا إلى النار فمن وجدتم فيها فأخرجوه منها ، فيجدون قد أخذتهم النار على قدر أعمالهم ، فمنهم من أخذته إلى قدميه ، ومنهم من أخذته إلى عنقه ولم يغش الوجه ، فيطرحونهم في ماء الحياة ، قيل : يا رسول الله ، وما [ ص: 104 ] ماء الحياة ؟ قال : غسل أهل الجنة ، فينبتون كما تنبت الزريعة في غثاء السيل ، ثم يشفع الأنبياء فيمن كان يشهد أن لا إله إلا الله مخلصا ، ثم يتحنن الله برحمته على من فيها ، فما يترك فيها عبدا في قلبه مثقال حبة من الإيمان إلا أخرجه منها .

                                                                                ( 77 ) حدثنا عفان قال حدثنا سعيد بن زيد قال : سمعت أبا سليمان العصري قال : حدثني عقبة بن صهبان قال : سمعت أبا بكرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : يحمل الناس على الصراط يوم القيامة فتقادع بهم جنبتا الصراط تقادع الفراش في النار ، قال : فتحنن الله برحمته على من يشاء ، قال : ثم يؤذن للملائكة والنبيين والشهداء أن يشفعوا فيشفعون ويخرجون ويشفعون ويخرجون من كان في قلبه ما يزن ذرة من إيمان .

                                                                                ( 78 ) حدثنا محمد بن عبد الله الأسدي عن سفيان عن الشيباني عن عكرمة قال : الصراط على جسر جهنم يردون عليه .

                                                                                ( 79 ) حدثنا الحسن بن موسى عن حماد بن سلمة عن ثابت البناني عن أبي عثمان النهدي عن سلمان الفارسي قال : يوضع الصراط وله حد كحد الموسى فتقول الملائكة : ربنا من تجيز على هذا ، فيقول : أجيز عليه من شئت .

                                                                                ( 80 ) حدثنا غندر عن شعبة عن الأعمش عن شمر عن أبي الأحوص عن عبد الله قال : يجاء بالناس إلى الميزان يوم القيامة فيتجادلون عنده أشد الجدال .

                                                                                ( 81 ) حدثنا غندر عن شعبة عن يعلى بن عطاء قال حدثني تميم بن غيلان عن سلمة عن أبي الدرداء قال : أين أنت من يوم جيء بجهنم قد سدت ما بين الخافقين ، وقيل : لن تدخل الجنة حتى تخوض النار ، فإن كان معك نور استقام بك الصراط فقد والله نجوت وهديت وإن لم يكن معك نور تشبث بك بعض خطاطيف جهنم أو كلاليبها أو شيء منها فقد والله رديت وهويت .

                                                                                ( 82 ) حدثنا عبد الله بن نمير قال حدثنا الأعمش عن مجاهد عن عبيد بن عمير قال : الصراط دحض منزله كحد السيف سلقا والملائكة معهم الكلاليب والأنبياء قيام يقولون حوله : ربنا سلم سلم فبين مخدوش ومكردس في النار وناج ومسلم

                                                                                التالي السابق


                                                                                الخدمات العلمية