الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                صفحة جزء
                                                                                5620 ( 62 ) أبو أسامة قال حدثنا عبد الله بن الوليد عن موسى بن عبد الله بن يزيد عن أبي ظبيان الأزدي قال : قال عمر " مالك يا أبا ظبيان ، قال : قلت : أنا في ألفين وخمسمائة ؛ قال : فاتخذ شاءا فإنه يوشك أن تجيء أغيلمة من قريش يمنعون هذا العطاء .

                                                                                ( 63 ) أبو أسامة قال حدثنا عبد الله بن الوليد قال : سمعت محمد بن عبد الرحمن بن أبي ذئب يقول قال أبو هريرة : والله لو تعلمون ما أعلم لضحكتم كثيرا ولبكيتم قليلا ، ولو تعلمون ما أعلم لضحكتم قليلا ولبكيتم كثيرا ، والله ليقعن القتل والموت في هذا الحي من قريش حتى يأتي الرجل الكنا ، قال أبو أسامة : يعني الكناسة فيجد بها نعل قرشي [ ص: 695 ]

                                                                                ( 64 ) قال وحدثنا أبو بكر قال وحدثنا محمد بن بشر قال : حدثنا إسماعيل بن أبي خالد عن مجالد عن الشعبي عن عامر بن شهر قال : سمعت من النبي صلى الله عليه وسلم كلمة ، ومن النجاشي كلمة ، سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول : انظروا قريشا فاسمعوا من قولهم وذروا فعلهم ، قال : وكنت عند النجاشي إذ جاء ابن له من الكتاب فقرأ آية من الإنجيل ففهمها فضحكت فقال : مم تضحك ؟ من كتاب الله ؟ أما والله إنها لفي كتاب الله الذي أنزل على عيسى أن اللعنة تكون في الأرض إذا كان أمراؤها الصبيان .

                                                                                ( 65 ) الفضل بن دكين قال حدثنا سفيان عن حبيب بن أبي ثابت عن القاسم بن الحارث عن عبد الله بن عتبة عن أبي مسعود قال : قال النبي صلى الله عليه وسلم لقريش : إن هذا الأمر فيكم وأنتم ولاته ما لم تحدثوا عملا ينزعه الله منكم ، فإذا فعلتم ذلك سلط الله عليكم شرار خلقه فالتحوكم كما يلتحى القضيب .

                                                                                ( 66 ) أبو أسامة عن عوف عن زياد بن مخراق عن أبي كنانة عن أبي موسى قال : قام النبي صلى الله عليه وسلم على باب بيت فيه نفر من قريش ، فقال : إن هذا الأمر في قريش ما داموا إذا استرحموا رحموا ، وإذا ما حكموا عدلوا ، وإذا ما قسموا أقسطوا ، فمن لم يفعل ذلك منهم فعليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين ، لا يقبل منه صرف ولا عدل .

                                                                                ( 67 ) محمد بن فضيل عن يزيد بن أبي زياد عن سليمان بن عمرو بن الأحوص قال : أخبرني رب هذا الدار أبو هلال أنه سمع أبا برزة الأسلمي يحدث أنهم كانوا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في سفر فسمعوا غناء فاستشرفوا له ، فقام رجل فاستمع ؛ وذلك قبل أن تحرم الخمر ، فأتاهم ثم رجع فقال : هذا فلان وفلان ، وهما يتغنيان ويجيب أحدهما الآخر وهو يقول :

                                                                                لا يزال جوادي تلوح عظامه زوى الحرب عنه أن يجن فيقبرا

                                                                                فرفع رسول الله صلى الله عليه وسلم يديه فقال : اللهم أركسهما في الفتنة ركسا ، اللهم دعهما إلى النار دعا
                                                                                [ ص: 696 ]

                                                                                ( 68 ) خالد بن مخلد عن سليمان بن بلال قال : حدثني شريك بن عبد الله بن أبي نمر عن الأعشى بن عبد الرحمن عن مكمل عن أزهر بن عبد الله ؛ قال أقبل عبادة بن الصامت حاجا من الشام فقدم المدينة ، فأتى عثمان بن عفان فقال : يا عثمان ، ألا أخبرك شيئا سمعته من رسول الله صلى الله عليه وسلم ؟ قال : بلى ، قلت : فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : ستكون عليكم أمراء يأمرونكم بما تعرفون ويعملون ما تنكرون ، فليس لأولئك عليكم طاعة .

                                                                                ( 69 ) حدثنا عبد الله بن نمير قال حدثنا إسماعيل بن أبي خالد عن إسماعيل الأودي قال : أخبرتني بنت معقل بن يسار أن أباها ثقل ، فبلغ ذلك ابن زياد فجاء يعوده فجلس فعرف فيه الموت فقال له : يا معقل ، ألا تحدثنا ، فقد كان الله ينفعنا بأشياء نسمعها منك ، فقال : إني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : ليس من وال يلي أمة قلت أو كثرت لم يعدل فيهم إلا كبه الله لوجهه في النار ، فأطرق الآخر ساعة فقال : شيء سمعته من رسول الله صلى الله عليه وسلم أو من وراء وراء ، قال : لا ، بل شيء سمعته من رسول الله صلى الله عليه وسلم ، سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : من استرعى رعية فلم يحطهم بنصيحة لم يجد ريح الجنة ، وريحها يوجد من مسيرة مائة عام ، قال ابن زياد : ألا كنت حدثتني بهذا قبل الآن ؟ قال : والآن لولا ما أنا عليه لم أحدثك به .

                                                                                ( 70 ) وكيع عن إسماعيل عن قيس أن رجلا كان يمشي مع حذيفة نحو الفرات فقال : كيف أنتم إذا خرجتم لا تذوق منه قطرة ؟ قال : قلنا : أتظن ذلك ؟ قال : ما أظنه ، ولكن أستيقنه .

                                                                                ( 71 ) عبد الأعلى عن الجريري عن أبي العلاء قال : قالوا : لمطرف : هذا عبد الرحمن بن الأشعث قد أقبل ، فقال مطرف : والله لئن يرى بين أمرين : لئن ظهر لا يقوم لله دين ، ولئن ظهر عليه لا يزالون أذلة إلى يوم القيامة [ ص: 697 ]

                                                                                ( 72 ) وكيع قال حدثنا الأعمش عن سالم عن أبي الدرداء قال : لو أن رجلا همه الإسلام وعرفه ثم تفقده لم يعرف منه شيئا .

                                                                                ( 73 ) وكيع قال حدثنا الأعمش عن شيخ قال : قال عمر : من أراد الحق فلينزل بالبراز يعني يظهر أمره .

                                                                                ( 74 ) معاوية بن هشام عن علي بن صالح عن يزيد بن أبي زياد عن إبراهيم عن علقمة عن عبد الله بن مسعود قال : بينا نحن عند رسول الله صلى الله عليه وسلم إذ أقبل فتية من بني هاشم ، فلما رآهم النبي صلى الله عليه وسلم اغرورقت عيناه وتغير لونه ؛ قال : فقلت له : ما نزال نرى في وجهك شيئا نكرهه ؟ قال : إنا أهل البيت اختار لنا الله الآخرة على الدنيا ، وإن أهل بيتي سيلقون بعدي بلاء وتشريدا وتطريدا ، حتى يأتي قوم من قبل المشرق معهم رايات سود يسألون الحق فلا يعطونه ، فيقاتلون فيضرون فيعطون ما سألوا ، فلا يقبلونه حتى يدفعوا إلى رجل من أهل بيتي ، فيملؤها قسطا كما ملئوها جورا ، فمن أدرك ذلك منكم فليأتهم ولو حبوا على الثلج .

                                                                                ( 75 ) وكيع عن شريك عن أبي مهل قال : قلت لأبي جعفر : إن السلطان يولي العمل ، قال : لا تلين لهم شيئا ، وإن وليت فاتق الله وأد الأمانة .

                                                                                ( 76 ) وكيع عن خالد بن طهمان عن أبي جعفر قال : لا تعد لهم سفرا ولا تخط لهم بقلم .

                                                                                ( 77 ) أبو أسامة عن الأعمش عن أبي وائل قال : دخلت على عبيد الله بن زياد بالبصرة وقد أتي بجزية أصبهان ثلاثة آلاف ألف ، فهي موضوعة بين يديه ، فقال : يا أبا وائل : ما تقول فيمن مات وترك مثل هذه ؟ قال : فقلت : أعرض به كيف إن كانت من غلول ، قال : ذاك شر على شر ، ثم قال : يا أبا وائل ، إذا أنا قدمت الكوفة فأتني لعلي أصيبك بخير ، قال : فقدم الكوفة ، قال : فأتيت علقمة فأخبرته فقال : أما إنك لو أتيته قبل أن تستشيرني لم أقل لك شيئا ، فأما إذا استشرتني فإنه يحق علي أن أنصحك ، فقال : ما أحب أن لي ألفين من ألفين وإني أعز الجند عليه ، وذلك أني لا أصيب من دنياهم شيئا إلا أصابوا من ديني أكثر منه

                                                                                التالي السابق


                                                                                الخدمات العلمية