الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
          صفحة جزء
          الفصل الأول : خصال الكمال ، والجلال - صلى الله عليه وسلم -

          قال القاضي : إذا كانت خصال الكمال ، والجمال ما ذكرناه ، ورأينا الواحد منا يتشرف بواحدة منها أو باثنتين إن اتفقت له في كل عصر ، إما من نسب ، أو جمال ، أو قوة ، أو علم ، أو حلم ، أو شجاعة ، أو سماحة ، حتى يعظم قدره ، ويضرب باسمه الأمثال ، ويتقرر له بالوصف بذلك في القلوب أثرة ، وعظمة ، وهو منذ عصور خوال رمم بوال ، فما ظنك بعظيم قدر من اجتمعت فيه [ ص: 150 ] كل هذه الخصال إلى ما لا يأخذه عدو ، ولا يعبر عنه مقال ، ولا ينال بكسب ، ولا حيلة إلا بتخصيص الكبير المتعال ، من فضيلة النبوة ، والرسالة ، والخلة ، والمحبة ، والاصطفاء ، والإسراء ، والرؤية ، والقرب ، والدنو ، والوحي ، والشفاعة ، والوسيلة ، والفضيلة ، والدرجة الرفيعة ، والمقام المحمود ، والبراق ، والمعراج ، والبعث إلى الأحمر ، والأسود ، والصلاة بالأنبياء ، والشهادة بين الأنبياء ، والأمم ، وسيادة ولد آدم ، ولواء الحمد ، والبشارة ، والنذارة ، والمكانة عند ذي العرش ، والطاعة ثم والأمانة ، والهداية ، ورحمة للعالمين ، وإعطاء الرضا ، والسؤل ، والكوثر ، وسماع القول ، وإتمام النعمة ، والعفو عما تقدم ، وما تأخر ، وشرح الصدر ، ووضع الإصر ، ورفع الذكر ، وعزة النصر ، ونزول السكينة ، والتأييد بالملائكة ، وإيتاء الكتاب ، والحكمة ، والسبع المثاني ، والقرآن العظيم ، وتزكية الأمة ، والدعاء إلى الله ، وصلاة الله - تعالى - ، والملائكة ، والحكم بين الناس بما أراه الله ، ووضع الإصر ، والأغلال عنهم ، والقسم باسمه ، وإجابة دعوته ، وتكليم الجمادات ، والعجم ، وإحياء الموتى ، وإسماع الصم ، ونبع الماء من بين أصابعه ، وتكثير القليل ، وانشقاق القمر ، ورد الشمس ، وقلب الأعيان والنصر بالرعب ، والاطلاع على الغيب ، وظل الغمام ، وتسبيح الحصا ، وإبراء الآلام ، والعصمة من الناس ، إلى ما لا يحويه محتفل ، ولا يحيط بعلمه إلا مانحه ذلك ، ومفضله به ، لا إله غيره ، إلى ما أعد له في الدار الآخرة من منازل الكرامة ، ودرجات القدس ، ومراتب السعادة ، والحسنى ، والزيادة التي تقف دونها العقول ، ويحار دون إدراكها الوهم .

          التالي السابق


          الخدمات العلمية