الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                صفحة جزء
                                                                                                                                وأما الذي يرجع إلى وصفه من الخصوص ، والعموم فنقول وبالله التوفيق : أما صوم التطوع : فالأيام كلها محل له عندنا ، وهو رواية محمد عن أبي حنيفة ، ويجوز [ ص: 78 ] صوم التطوع خارج رمضان في الأيام كلها لقول النبي : صلى الله عليه وسلم { كل عمل ابن آدم له إلا الصوم فإنه لي وأنا أجزي به } وقوله : { من صام من كل شهر ثلاثة أيام : الثالث عشر ، والرابع عشر ، والخامس عشر ، فكأنما صام السنة كلها } فقد جعل السنة كلها محلا للصوم على العموم .

                                                                                                                                وقوله { من صام رمضان وأتبعه بست من شوال فكأنما صام الدهر كله } جعل الدهر كله محلا للصوم عن غير فصل ، وقوله { : الصائم المتطوع أمير نفسه ، إن شاء صام ، وإن شاء لم يصم ، } ولأن المعاني التي لها كان الصوم حسنا وعبادة وهي ما ذكرنا موجودة في سائر الأيام فكانت الأيام كلها محلا للصوم ، إلا أنه يكره الصوم في بعضها ، ويستحب في البعض .

                                                                                                                                التالي السابق


                                                                                                                                الخدمات العلمية