الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                صفحة جزء
                                                                                                                                ( فصل ) :

                                                                                                                                وأما مقدار الواجب ، فأما الحلق فالأفضل حلق جميع الرأس لقوله عز وجل { محلقين رءوسكم } ، والرأس اسم للجميع .

                                                                                                                                وكذا روي { أن رسول الله صلى الله عليه وسلم حلق جميع رأسه } فإنه روي { أنه رمى ثم ذبح ثم دعا بالحلاق فأشار إلى شقه الأيمن فحلقه ، وفرق شعره بين الناس ثم أشار إلى الأيسر فحلقه وأعطاه لأم سليم } .

                                                                                                                                وروي أنه قال صلى الله عليه وسلم { أول نسكنا في يومنا هذا الرمي ثم الذبح } ثم الحلق والحلق المطلق يقع على حلق جميع الرأس ، ولو حلق بعض الرأس ، فإن حلق أقل من الربع لم يجزه ، وإن حلق ربع الرأس أجزأه ، ويكره .

                                                                                                                                أما الجواز فلأن ربع الرأس يقوم مقام كله في القرب المتعلقة بالرأس كمسح ربع الرأس في باب الوضوء .

                                                                                                                                وأما الكراهة فلأن المسنون هو حلق جميع الرأس لما ذكرنا ، وترك المسنون مكروه ، وأما التقصير فالتقدير فيه بالأنملة لما روينا من حديث عمر رضي الله عنه لكن أصحابنا قالوا : يجب أن يزيد في التقصير على قدر الأنملة ; لأن الواجب هذا القدر من أطراف جميع الشعر ، وأطراف جميع الشعر لا يتساوى طولها عادة بل تتفاوت فلو قصر قدر الأنملة لا يصير مستوفيا قدر الأنملة من جميع الشعر بل من بعضه فوجب أن يزيد عليه حتى يستيقن باستيفاء قدر الواجب فيخرج عن العهدة بيقين .

                                                                                                                                التالي السابق


                                                                                                                                الخدمات العلمية