الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
              صفحة جزء
              [ ص: 84 ] 294 - عبد الملك بن أبجر

              قال الشيخ رضي الله تعالى عنه : ومنهم المتقي الأنور ، الباكي الأغزر ، عبد الملك بن سعيد بن أبجر .

              حدثنا أبو بكر بن أسلم ، ثنا أحمد بن علي الأبار ، ثنا الوليد بن شجاع ، حدثني أبي قال : " كان ابن أبجر من شدة التوقي كأنما يتكلم بالمعاريض ، وكان ابن أبجر إذا رأى شيئا يكرهه قال : أعوذ بالله السميع العليم من الشيطان الرجيم ، فلا يزال يرددها حتى يعلم أنه قد كره شيئا ، وكان ابن أبجر من شدة التوقي يقول من لا يعرفه : كأنه غبي ، وكان ابن أبجر يعالج من نفسه شدة شديدة ، ولكن لا يتكلم بشيء " .

              حدثنا أبو بكر بن خلاد ، ثنا الحسن بن علي العمري قال : ثنا عبد الله بن عمر بن أبان ثنا مالك بن إسماعيل ثنا موسى بن الأشيم ، عن جعفر الأحمر قال : " كان أصحابنا البكاءون أربعة : عبد الملك بن أبجر ، ومحمد بن سوقة ، ومطرف بن طريف ، وأبو سنان ضرار بن مرة " .

              حدثنا أبو بكر بن مالك قال : ثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل ، حدثني الوليد بن شجاع ، حدثني أبي قال : كنت لا أكاد ألقى عبد الملك بن أبجر إلا قال : " نقصت الأعمار بعدك ، واقتربت الآجال ، ما فعل جيرانك ؟ يعني أهل القبور ، ثم يقول : أمر يريد الله إدباره متى يقبل ؟ ! " .

              حدثنا أبو بكر بن مالك ، ثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل ، حدثني أبو معمر ، ثنا سفيان قال : قال سلمة بن كهيل : " ما بالكوفة أحد أكون في مسلاخه أحب إلي من ابن أبجر " .

              حدثنا أبو بكر بن مالك ، ثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل ، ثنا أبو عبد الله الأودي ، ثنا مسدد ، عن بعض أصحابه ، عن سفيان الثوري قال : " خمسة من أهل الكوفة يزدادون في كل يوم خيرا ، فذكر ابن أبجر ، وأبا حيان التيمي ، وابن سوقة ، وعمرو بن قيس ، وأبا سنان " .

              [ ص: 85 ] حدثنا أبو بكر بن مالك ، ثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل ، حدثني عبد الله بن عمر القرشي ، حدثني حسين الجعفي قال : " كنت عند عبد الملك بن أبجر وقد أبق غلام له ، وكان له بابان ، فلم يعلم حتى جاء الغلام ، فقال له عبد الملك : فلان ويحك أبقت ؟ لم تقبل لك صلاة من أي باب خرجت ؟ أأحد خير لك منا ؟ ما أحسبك تجد أحدا خيرا لك منا ؟ من أي باب خرجت حين ذهبت ؟ قال : من هذا الباب ، قال : ادخل منه واستغفر الله لك ، يا فلانة أطعميه ، فإني أحسبه جائعا " .

              حدثنا أبو بكر بن مالك ، ثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل ، حدثني عبيد الله بن عمر ، حدثني أبو غسان قال : سمعت ابن عيينة ، يقول : قال ابن لعبد الملك بن أبجر لغلام لهم : " يا حائك ، قال : تعيره بشيء نحن أدخلناه فيه ؟ أحسبه قال : إن كان عيبا فنحن أدخلناه فيه " .

              أخبرنا محمد بن أحمد بن إبراهيم في كتابه ، ثنا عبد الرحمن بن الحسن ، ثنا موسى بن عبد الرحمن بن مسروق ، ثنا حسين الجعفي ، عن عبد الملك بن أبجر قال : ما من الناس إلا مبتلى بعافية ; لينظر كيف شكره ، أو مبتلى ببلية ; لينظر كيف صبره " .

              حدثنا عبد الله بن محمد ، ثنا عبد الرحمن بن الحسن ، ثنا أحمد بن يحيى الصوفي ، ثنا حسين بن علي الجعفي ، عن عبد الملك بن أبجر قال : وسأله رجل عن تفسير هذه الآية : ( وجاءت كل نفس معها سائق وشهيد ) قال : " سائق يسوقها إلى أمر الله ، وشاهد يشهد عليها بما عملت " .

              التالي السابق


              الخدمات العلمية