[ ص: 180 ] (
nindex.php?page=tafseer&surano=12&ayano=109وما أرسلنا من قبلك إلا رجالا نوحي إليهم من أهل القرى أفلم يسيروا في الأرض فينظروا كيف كان عاقبة الذين من قبلهم ولدار الآخرة خير للذين اتقوا أفلا تعقلون )
قوله تعالى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=12&ayano=109وما أرسلنا من قبلك إلا رجالا نوحي إليهم من أهل القرى أفلم يسيروا في الأرض فينظروا كيف كان عاقبة الذين من قبلهم ولدار الآخرة خير للذين اتقوا أفلا تعقلون )
اعلم أنه قرأ
حفص عن
عاصم : ( نوحي ) بالنون ، والباقون بالياء (
nindex.php?page=tafseer&surano=36&ayano=68أفلا يعقلون ) ، قرأ
نافع وابن كثير وأبو عمرو ورواية
حفص عن
عاصم : ( تعقلون ) بالتاء على الخطاب ، والباقون : بالياء على الغائب .
واعلم أن من جملة شبه منكري نبوته عليه الصلاة والسلام أن الله لو أراد إرسال رسول لبعث ملكا ، فقال تعالى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=12&ayano=109وما أرسلنا من قبلك إلا رجالا نوحي إليهم من أهل القرى ) ، فلما كان الكل هكذا فكيف تعجبوا في حقك يا
محمد ؟ والآية تدل على
nindex.php?page=treesubj&link=31778أن الله ما بعث رسولا إلى الحق من النسوان ، وأيضا لم يبعث رسولا من أهل البادية .
قال عليه الصلاة والسلام :
nindex.php?page=hadith&LINKID=16012992من بدا جفا ، ومن اتبع الصيد غفل
ثم قال : (
nindex.php?page=tafseer&surano=12&ayano=109أفلم يسيروا في الأرض فينظروا ) إلى
nindex.php?page=treesubj&link=32006_32026_19795_30525مصارع الأمم المكذبة ، وقوله : (
nindex.php?page=tafseer&surano=12&ayano=109ولدار الآخرة خير ) والمعنى دار الحالة الآخرة ؛ لأن للناس حالتين : حال الدنيا وحال الآخرة ، ومثله قوله : صلاة الأولى أي : صلاة الفريضة الأولى ، وأما بيان أن الآخرة خير من الأولى فقد ذكرنا دلائله مرارا .
[ ص: 180 ] (
nindex.php?page=tafseer&surano=12&ayano=109وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ إِلَّا رِجَالًا نُوحِي إِلَيْهِمْ مِنْ أَهْلِ الْقُرَى أَفَلَمْ يَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَيَنْظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَلَدَارُ الْآخِرَةِ خَيْرٌ لِلَّذِينَ اتَّقَوْا أَفَلَا تَعْقِلُونَ )
قَوْلُهُ تَعَالَى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=12&ayano=109وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ إِلَّا رِجَالًا نُوحِي إِلَيْهِمْ مِنْ أَهْلِ الْقُرَى أَفَلَمْ يَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَيَنْظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَلَدَارُ الْآخِرَةِ خَيْرٌ لِلَّذِينَ اتَّقَوْا أَفَلَا تَعْقِلُونَ )
اعْلَمْ أَنَّهُ قَرَأَ
حَفْصٌ عَنْ
عَاصِمٍ : ( نُوحِي ) بِالنُّونِ ، وَالْبَاقُونَ بِالْيَاءِ (
nindex.php?page=tafseer&surano=36&ayano=68أَفَلَا يَعْقِلُونَ ) ، قَرَأَ
نَافِعٌ وَابْنُ كَثِيرٍ وَأَبُو عَمْرٍو وَرِوَايَةُ
حَفْصٍ عَنْ
عَاصِمٍ : ( تَعْقِلُونَ ) بِالتَّاءِ عَلَى الْخِطَابِ ، وَالْبَاقُونَ : بِالْيَاءِ عَلَى الْغَائِبِ .
وَاعْلَمْ أَنَّ مِنْ جُمْلَةِ شُبَهِ مُنْكِرِي نُبُوَّتِهِ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ أَنَّ اللَّهَ لَوْ أَرَادَ إِرْسَالَ رَسُولٍ لَبَعَثَ مَلَكًا ، فَقَالَ تَعَالَى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=12&ayano=109وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ إِلَّا رِجَالًا نُوحِي إِلَيْهِمْ مِنْ أَهْلِ الْقُرَى ) ، فَلَمَّا كَانَ الْكُلُّ هَكَذَا فَكَيْفَ تَعَجَّبُوا فِي حَقِّكَ يَا
مُحَمَّدُ ؟ وَالْآيَةُ تَدُلُّ عَلَى
nindex.php?page=treesubj&link=31778أَنَّ اللَّهَ مَا بَعَثَ رَسُولًا إِلَى الْحَقِّ مِنَ النِّسْوَانِ ، وَأَيْضًا لَمْ يَبْعَثْ رَسُولًا مِنْ أَهْلِ الْبَادِيَةِ .
قَالَ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ :
nindex.php?page=hadith&LINKID=16012992مَنْ بَدَا جَفَا ، وَمَنِ اتَّبَعَ الصَّيْدَ غَفَلَ
ثُمَّ قَالَ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=12&ayano=109أَفَلَمْ يَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَيَنْظُرُوا ) إِلَى
nindex.php?page=treesubj&link=32006_32026_19795_30525مَصَارِعِ الْأُمَمِ الْمُكَذِّبَةِ ، وَقَوْلُهُ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=12&ayano=109وَلَدَارُ الْآخِرَةِ خَيْرٌ ) وَالْمَعْنَى دَارُ الْحَالَةِ الْآخِرَةِ ؛ لِأَنَّ لِلنَّاسِ حَالَتَيْنِ : حَالُ الدُّنْيَا وَحَالُ الْآخِرَةِ ، وَمِثْلُهُ قَوْلُهُ : صَلَاةُ الْأُولَى أَيْ : صَلَاةُ الْفَرِيضَةِ الْأُولَى ، وَأَمَّا بَيَانُ أَنَّ الْآخِرَةَ خَيْرٌ مِنَ الْأُولَى فَقَدْ ذَكَرْنَا دَلَائِلَهُ مِرَارًا .