الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                            صفحة جزء
                                                                                                                                            ( 432 ) فصل : والمجزئ في المسح أن يمسح أكثر مقدم ظاهره خطوطا بالأصابع ، وقال الشافعي : يجزئه أقل ما يقع عليه اسم المسح ; لأنه أطلق لفظ المسح ، ولم ينقل فيه تقدير ، فوجب الرجوع إلى ما يتناوله الاسم . وقال أبو حنيفة : يجزئه قدر ثلاث أصابع ; لقول الحسن : سنة المسح خطط بالأصابع . فينصرف إلى سنة النبي صلى الله عليه وسلم وأقل لفظ الجمع ثلاث ، ولنا أن لفظ المسح ورد مطلقا ، وفسره النبي بفعله ، فيجب الرجوع إلى تفسيره ، وقد روى الخلال ، بإسناده ، عن المغيرة بن شعبة ، فذكر وضوء النبي صلى الله عليه وسلم قال : ثم { توضأ ، ومسح على الخفين ، فوضع يده اليمنى على خفه الأيمن ، ووضع يده اليسرى على خفه الأيسر ، ثم مسح أعلاهما مسحة واحدة ، حتى كأني أنظر إلى أثر أصابعه على الخفين } .

                                                                                                                                            قال ابن عقيل : سنة المسح هكذا ، أن يمسح خفيه بيديه اليمنى لليمنى واليسرى لليسرى ، وقال أحمد : كيفما فعله فهو جائز ، باليد الواحدة أو باليدين ، وقول الحسن ، مع ما ذكرنا ، لا يتنافيان .

                                                                                                                                            التالي السابق


                                                                                                                                            الخدمات العلمية