الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                            صفحة جزء
                                                                                                                                            وأما الصلاة في الثوب الأحمر ، فقال أصحابنا : يكره للرجال لبسه ، والصلاة فيه . وقد اشترى عمر ثوبا ، فرأى فيه خيطا أحمر ، فرده وقد روى أبو جحيفة قال : { خرج النبي صلى الله عليه وسلم في حلة حمراء ، ثم ركزت له عنزة ، فتقدم وصلى الظهر . } وقال البراء : { ما رأيت من ذي لمة في حلة حمراء أحسن من رسول الله صلى الله عليه وسلم . } متفق عليهما ، وروى أبو داود عن هلال بن عامر ، قال : { رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يخطب على بغلة وعليه برد أحمر ، وعلي أمامه يعبر عنه . }

                                                                                                                                            ووجه كراهة ذلك ، ما روى أبو داود بإسناده عن عبد الله بن عمرو قال : { دخل على النبي صلى الله عليه وسلم رجل عليه بردان أحمران ، فسلم ، فلم يرد النبي صلى الله عليه وسلم . } وبإسناده عن رافع بن خديج قال : { خرجنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في سفر ، فرأى رسول الله صلى الله عليه وسلم على رواحلنا أكسية فيها خيوط عهن حمر . فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ألا أرى هذه الحمرة قد علتكم . فقمنا سراعا لقول رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى نفر بعض إبلنا ، فأخذنا الأكسية ، فنزعناها عنها ، } والأحاديث الأول أثبت وأبين في الحكم ; فإن ترك النبي صلى الله عليه وسلم لرد السلام عليه يحتمل أن يكون لمعنى غير الحمرة ، ويحتمل أنها كانت معصفرة ، وهو مكروه ، وحديث رافع يرويه عنه رجل مجهول ، ولأن الحمرة لون ، فهي كسائر الألوان .

                                                                                                                                            ( 814 ) فصل : وقد روى أبو داود ، عن أبي رمثة ، قال : { انطلقت مع أبي نحو النبي صلى الله عليه وسلم فرأيت عليه [ ص: 342 ] بردين أخضرين . } وبإسناده عن قتادة ، قال : { قلنا لأنس : أي اللباس كان أحب إلى النبي صلى الله عليه وسلم ؟ قال الحبرة . } متفق عليه . وبإسناده عن ابن عمر ، { أنه قيل له : لم تصبغ بالصفرة ؟ فقال : إني رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يصبغ بها ، ولم يكن شيء أحب إليه منها ، وقد كان يصبغ بها ثيابه كلها حتى عمامته . } وبإسناده عن ابن عباس قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : { البسوا من ثيابكم البياض ; فإنها من خير ثيابكم ، وكفنوا فيها موتاكم } .

                                                                                                                                            التالي السابق


                                                                                                                                            الخدمات العلمية