الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                            صفحة جزء
                                                                                                                            ص ( وسماعهما )

                                                                                                                            ش : يعني أن سماع الخطبتين مستحب قال في المدخل : والسنة أن لا ينصرف بعد الصلاة حتى يفرغ الإمام من خطبته وإن كان لا يسمعها وكذلك النساء قاله مالك انتهى .

                                                                                                                            ويفهم من كلام المؤلف أن الإنصات فيهما مستحب ، وفي رسم تأخير صلاة العشاء من سماع ابن القاسم من كتاب الصلاة قال مالك : ينصت الناس في خطبة العيدين والاستسقاء كما ينصتون في الجمعة قال ابن رشد : وهذا صحيح ; لأنها خطبة مشروعة للصلاة عنده فوجب أن يكون حكمها حكم الخطبة في الإنصات لها .

                                                                                                                            وذهب الطحاوي في خطبة العيدين إلى أنها للتعليم لا للصلاة كخطبة الحج فلا ينصت لها ودليله ما روي عن عبد الله بن السائب قال : { شهدت العيد مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فلما صلى قال : إنا نخطب فمن أحب أن يجلس إلى الخطبة فليجلس ومن أحب أن يرجع فليرجع } وكذلك خطبة الاستسقاء ; إذ لا صلاة فيه على مذهبه انتهى .

                                                                                                                            وقال ابن رشد : وجب أن يكون حكمها حكم الخطبة في الإنصات لها يعني أنه يطلب الإنصات لها كما يطلب الإنصات لخطبة الجمعة وإن اختلف أيضا فيهما .

                                                                                                                            قال ابن عرفة وسمع ابن القاسم : ينصت في العيدين والاستسقاء كالجمعة [ ص: 197 ] وروى القرينان وابن وهب وعلي : ليس الكلام فيها كالجمعة وإن أحدث فيها تمادى وفي تكبيرهم بتكبيره قولا مالك والمغيرة بن حبيب ويذكر فيها في الفطر سنة زكاته ويحض على الصدقة وفي الأضحى الأضحية والذكاة انتهى .

                                                                                                                            قال في التوضيح في كتاب الحج : الخطب ثلاثة أقسام : قسم ينصت فيه وهو خطبة الجمعة ، وقسم لا ينصت فيه وهو خطب الحج كلها ، وقسم اختلف فيه وهو خطب العيدين والاستسقاء .

                                                                                                                            واستحب مالك الإنصات فيهما انتهى .

                                                                                                                            ( تنبيه ) تقدم في كلام ابن عرفة أنه إذا أحدث في أثناء الخطبة تمادى وهكذا قال في تهذيب البراذعي ونصه : وإن أحدث الإمام في خطبة العيدين تمادى وقد يتوهم منه أنه إذا أحدث قبل الشروع في الخطبة لا يخطب وليس كذلك ولفظ الأم قلت أرأيت الإمام إذا أحدث يوم العيدين قبل الخطبة بعد ما صلى أيستخلف أم يخطب بهم على غير وضوء ؟ .

                                                                                                                            قال : أرى أن لا يستخلف وأن يتم بهم الخطبة انتهى .

                                                                                                                            ص ( وأعيدتا إن قدمتا )

                                                                                                                            ش : فإن لم يعدهما أجزأته أي أجزأته صلاة العيد ; لأن الخطبة ليست شرطا في صحتها كخطبة الجمعة

                                                                                                                            التالي السابق


                                                                                                                            الخدمات العلمية