الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                              صفحة جزء
                                                                                                                              ( ولو نوت الحائض صوم غد قبل انقطاع دمها ثم انقطع ليلا صح إن تم لها في الليل أكثر الحيض ) لجزمها بأن غدها كله طهر والتصوير بالانقطاع للغالب وإلا فقد علم من كلامه في الحيض أن الزائد على أكثره دم فساد لا يؤثر في الصوم .

                                                                                                                              ( وكذا ) إن تم لها ( قدر العادة ) التي لم تختلف وهي دون أكثره فيصح صومها بتلك النية ( في الأصح ) ؛ لأن الظاهر استمرار عادتها فكانت نيتها مبنية على أصل صحيح بخلاف ما إذا لم يتم لها ما ذكر أو اختلفت عادتها لعدم بناء نيتها على أصل صحيح والنفاس كالحيض .

                                                                                                                              التالي السابق


                                                                                                                              حاشية ابن قاسم

                                                                                                                              ( قوله قبل انقطاع دمها ) قال في العباب ووثقت بعادة انقطاعه ليلا ا هـ .

                                                                                                                              ( قوله في المتن انقطاع دمها ) أي : وقد اعتقدت انقطاعه ليلا لعلمها بأنه يتم فيه أكثر الحيض أو قدر العادة كما هو ظاهر وإلا لم تكن جازمة بالنية فليتأمل ( قوله التي لم تختلف ) ينبغي أو أكثر العادة المختلفة .

                                                                                                                              ( فرع ) أفتى ابن الصلاح بأنه لو ظهر لها انقطاع حيضها فتحملت بقطنة ونوت ثم أخرجتها نهارا ولم تر دما لا تفطر ورده ابن الأستاذ بما ذكروه في أول الفصل الآتي من أن انتزاع الخيط مفطر قال في شرح العباب وهو ظاهر ا هـ والوجه ما قاله ابن الصلاح .



                                                                                                                              حاشية الشرواني

                                                                                                                              قول المتن ( ولو نوت الحائض صوم غد إلخ ) أي : وقد اعتقدت انقطاعه ليلا لعلمها بأنه يتم فيه أكثر الحيض أو قدر العادة كما هو ظاهر وإلا لم تكن جازمة بالنية فليتأمل سم وبصري وقولهما كما هو ظاهر أي : ويفيده قول الشارح لجزمها بأن غدها إلخ قول المتن ( قبل انقطاع دمها ) قال في العباب ووثقت بعادة انقطاعه ليلا ا هـ سم وكان حقها أن تكتب على قول المتن وكذا قدر العادة .

                                                                                                                              ( قوله التي لم تختلف ) ينبغي أو أكثر العادة المختلفة سم عبارة النهاية والمغني سواء اتحدت أم اختلفت واتسقت ولم تنس اتساقها بخلاف ما إذا لم يكن لها عادة ولم يتم أكثر الحيض ليلا أو كان لها عادات مختلفة غير متسقة أو متسقة ونسيت اتساقها ولم يتم لها أكثر عاداتها ليلا ؛ لأنها لم تجزم ولا بنت على أصل ولا أمارة ا هـ ( قوله ما ذكر ) أي : من أكثر الحيض أو قدر العادة الغير المختلفة ( قوله والنفاس كالحيض ) .

                                                                                                                              فرع أفتى ابن الصلاح بأنه لو ظهر لها انقطاع حيضها فتحملت بقطنة ونوت ثم أخرجتها نهارا ولم تر دما لا تفطر ورده ابن الأستاذ بما ذكروه في أول الفصل الآتي من أن انتزاع الخيط مفطر قال في شرح العباب وهو ظاهر ا هـ والوجه ما قاله ابن الصلاح سم أي : لظهور الفرق بين الإخراج من الفوق والإخراج من التحت فإن الأول ملحق بالاستقاءة والثاني بنحو البول .




                                                                                                                              الخدمات العلمية