الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
            ذكر من توفي سنة اثنتين وسبعين ومائتين من الأكابر

            أحمد بن محمد بن الحجاج بن رشيدين المصري أحمد بن محمد بن الحجاج بن رشيدين المصري ، يكنى : أبا جعفر .

            كان أحد حفاظ الحديث ، وأهل الصنعة .

            توفي في ليلة الأربعاء ، ودفن يوم عاشوراء من هذه السنة .

            إبراهيم بن سليمان بن داود الأسدي [إبراهيم بن سليمان بن داود الأسدي ، أسد خزيمة يكنى : أبا إسحاق ، ويعرف : بابن أبي داود البرلسي] .

            لأنه كان لزم البرلس ماحوزا من مواحيز مصر . ولد بصور ، وأبوه أبو داود : كوفي ، وكان ثقة من حفاظ الحديث ، توفي بمصر في شعبان هذه السنة ] .

            إبراهيم بن الوليد بن أيوب ، وأبو إسحاق الجشاس [إبراهيم بن الوليد بن أيوب ، وأبو إسحاق الجشاس ] .

            سمع أبا نعيم ، والقعنبي ، وعفان ، وغيرهم ، وكان ثقة .

            توفي في محرم هذه السنة ] .

            جعفر بن محمد بن عامر ، أبو الفضل البزاز [جعفر بن محمد بن عامر ، أبو الفضل البزاز] .

            من أهل سر من رأى ، حدث عن أبي نعيم ، وقبيصة ، وعفان . روى عنه : ابن صاعد ، وابن أبي داود ، وغيرهما ، وكان أحد الشهود المعدلين . قال ابن أبي حاتم : سمعت منه مع أبي ، وهو صدوق ، غرق بطريق البصرة في هذه السنة ] .

            الحسن بن إسحاق بن يزيد ، أبو علي العطار الحسن بن إسحاق بن يزيد ، أبو علي العطار .

            حدث عن زيد بن الحباب ، وقبيصة ، وأبي نعيم ، وغيرهم . روى عنه : ابن مخلد ، وأبو العباس الأصم ، وغيرهما . وكان ثقة .

            وعن الحسن بن إسحاق العطار قال : سمعت عبد الرحمن بن هارون يقول : كنا في البحر سائرين إلى إفريقية ، فركدت علينا الريح ، فأرسينا إلى موضع يقال له "البرطون" وكان معنا صبي صقلبي يقال له : أيمن ، وكان معه شص يصطاد به السمك . قال : فاصطاد سمكة نحوا من شبر أو أقل . قال : وكان على صنيفة أذنها اليمنى مكتوب : "لا إله إلا الله" وعلى قذلها ، وعلى صنيفة أذنها اليسرى مكتوب : "محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم" . قال : وكان أبين من نقش على حجر ، وكانت السمكة بيضاء ، والكتابة سوداء ، كأنه كتب [ بحبر ] قال : فقذفناها في البحر ، ومنع الناس أن يصيدوا من ذلك الموضع [ حتى أوغلنا ] .

            توفي أبو علي العطار في صفر هذه السنة .

            سليمان بن وهب [سليمان بن وهب .

            توفي في الحبس في صفر هذه السنة ، فرثاه العبشمي فقال :


            كأن الأرض لما قيل أودى سليمان بن وهب بي تميد     أبا أيوب كنت لنا غياثا
            وركنا إن عدا دهر شديد     فلو قبلت منيته بديلا
            لأعطينا المنية ما تريد     لأن عطلت دواوين المعالي
            وأضحت لا يعد لها عديد     لقد أبقى محاسن خالدات
            تبيد الراسيات ولا تبيد]



            عبد الله بن محمد بن إسماعيل بن لاحق البزاز [عبد الله بن محمد بن إسماعيل بن لاحق البزاز] .

            سمع يزيد بن هارون ، وروح بن عبادة ، وسعيد بن منصور . روى عنه : ابن صاعد ، وأبو عمر القاضي ، وكان ثقة . توفي في جمادى الأولى من هذه السنة ] .

            علي بن داود ، أبو الحسين التميمي القنطري [علي بن داود ، أبو الحسين التميمي القنطري] .

            سمع نعيم بن حماد ، وغيره . روى عنه : الحربي ، والبغوي ، وأبو الحسين بن المنادي . وكان ثقة . توفي في ذي الحجة من هذه السنة ] .

            العلاء بن صاعد ، أبو عيسى العلاء بن صاعد ، أبو عيسى .

            كان يتعاطى النجوم ، فرأى النبي صلى الله عليه وسلم في المنام . قال : فجئته عن يمينه ، فقلت : يا رسول الله ، ادع الله بأن يهب لي العافية . فأعرض عني فدرت عن شماله فقلت [ مثل ما قلت ] ، فأعرض عني ، فجئته مواجها له . فقلت [ له ] مثل ما قلت ، فقال : "لا أفعل" . قلت : ولم يا رسول الله؟ قال : "لأن الواحد منكم يقول : علني المريخ وأبرأني المشترى" .

            حمل العلاء إلى دار الموفق [ في محفة ] فحبس ، فقال عند حمله إلى ثلاثة عشر يوما أخلص أخرج من الحبس وأعود إلى منزلي . فتوفي في الحبس بعد ثلاثة عشر يوما ، وأخرج ميتا .

            محمد بن عبد الوهاب بن حبيب بن مهران ، أبو أحمد العبدي محمد بن عبد الوهاب بن حبيب بن مهران ، أبو أحمد العبدي .

            جمع الحديث والفقه والأدب والثروة ، وروى عن خلق كثير منهم : يحيى بن يحيى ، وإسماعيل بن أبي أويس ، والواقدي ، والأصمعي ، وعفان ، والقعنبي ، [ وأبو عبيد ] وغيرهم . وأخذ الأدب عن الأصمعي ، وابن الأعرابي ، وأبي عبيد ، والحديث عن أحمد بن حنبل ، ويحيى بن معين ، وعلي بن المديني . والفقه عن أبيه ، وكان يفتي في هذه العلوم [ وكان ثقة ] وتوفي في هذه السنة .

            محمد بن [أبي] داود واسم أبي داود : عبيد الله بن يزيد ، أبو جعفر المنادي محمد بن [أبي] داود واسم أبي داود : عبيد الله بن يزيد ، أبو جعفر المنادي .

            سمع شجاع بن الوليد ، وحفص بن غياث ، [ ويزيد بن هارون ، وغيرهم . روى عنه : البخاري ، وأبو داود ، والبغوي ، وغيرهم ] وكان صدوقا .

            وعن محمد بن العباس قال : قرئ على ابن المنادي وأنا أسمع قال : توفي جدي أبو جعفر محمد بن عبيد الله المنادي ليلة الثلاثاء في السحر ، ودفن يوم الثلاثاء لثلاث بقين من شهر رمضان سنة اثنتين وسبعين ومائتين ، وصام فيما قال لنا : اثنين وتسعين رمضانا واثني عشر يوما من الشهر الذي مات فيه ، وله حينئذ مائة سنة وسنة واحدة ، وأربعة أشهر ، واثنا عشر يوما من الشهر الذي مات فيه لأنه ولد فيما قال لنا : للنصف من جمادى الأولى سنة إحدى وسبعين ومائة . قال : وكان أحمد بن حنبل أكبر مني بسبع سنين ، وكان يحيى بن معين أكبر مني بسبع سنين .

            يعقوب بن سواك بن يوسف الختلي يعقوب بن سواك بن يوسف الختلي .

            سكن بغداد ، وصحب بشر بن الحارث ، ولما احتضر قال له ابنه محمد : يا أبت ! إذا قضيت نحبك أدفنك عند أخيك بشر ؟ فقال : إذا مت فادفني عند أبي وأمي ، فإني أحب أن يجمعنا الله في القيامة فسيجمعنا . قال : قلت : يا أبت فأكفر عنك بشيء . قال : لا ، فإني ما حلفت بالله عز وجل على حق ولا على باطل .

            توفي في هذه السنة وقيل في سنة ثمان وسبعين . أحمد بن عبد الجبار بن محمد بن عطارد العطاردي التميمي وممن توفي فيها من الأعيان :

            وأحمد بن عبد الجبار بن محمد بن عطارد العطاردي التميمي ، راوي السيرة عن يونس بن بكير ، عن محمد بن إسحاق بن يسار ، وغير ذلك . وأبو عتبة الحجازي وأبو عتبة الحجازي . وسليمان بن سيف . شعيب بن بكار شعيب بن بكار ، يروي عن أبي عاصم النبيل . ومحمد بن عبد الوهاب الفراء . ومحمد بن عبيد الله المنادي .أبو معشر المنجم ومحمد بن عوف الحمصي .

            وأبو معشر المنجم .

            واسمه جعفر بن محمد البلخي ، أستاذ عصره في صناعة التنجيم ، وله فيه التصانيف المشهورة ، ك " المدخل " ، و " الزيج " ، و " الألوف " وغيرها ، وتكلم على ما يتعلق بالتسيير وكذلك بالأحكام .

            قال القاضي ابن خلكان وله إصابات عجيبة . ثم حكى أن بعض الملوك تطلب رجلا ، فذهب ذلك الرجل فاختفى وخاف من أبي معشر المنجم أن يدل عليه الملك بصنعته ، فعمد إلى طست فملأه دماء ، ووضع أسفله هاونا وجلس على ذلك الهاون ، فاستدعى الملك أبا معشر ، فضرب رمله وحرر أمره ، ثم قال : هذا عجيب ! أجد هذا الرجل جالسا على جبل من ذهب في وسط بحر من دم ، ولكن ليس هذا في الدنيا . ثم أعاد الضرب فوجده كذلك ، فتعجب الملك أيضا ، ونادى في البلد بأمان المذكور ، فلما مثل بين يدي الملك سأله أين اختفى ؟ فأخبره بأمره ، فتعجب الناس من ذلك .

            قلت : والظاهر أن الذي ينسب إلى جعفر بن محمد الصادق من علم الرجز ، والطرف ، واختلاج الأعضاء ونحو ذلك ، إنما هو منسوب إلى جعفر بن محمد هذا ، وليس بالصادق . والله أعلم . أبو بكر محمد بن صالح بن عبد الرحمن الأنماطي ، المعروف بكيجلة [ الوفيات ] وفيها مات أبو بكر محمد بن صالح بن عبد الرحمن الأنماطي ، المعروف بكيجلة ، وهو من أصحاب يحيى بن معين ، وهو لقبه .

            التالي السابق


            الخدمات العلمية