nindex.php?page=treesubj&link=29706_30530_34130_34207_28982nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=35أم يقولون افتراه قال
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس رضي الله تعالى عنهما: يعني
نوحا عليه السلام أي بل أيقول قوم
نوح أن
نوحا افترى ما جاء به مسندا إلى الله عز وجل (قل) يا
نوح nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=35إن افتريته بالفرض البحت
[ ص: 48 ] nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=35فعلي إجرامي أي وباله فهو على تقدير مضاف، أو على التجوز بالسبب عن المسبب، وفسر الإجرام بكسب الذنب وهو مصدر أجرم، وجاء على قلة جرم، ومن ذلك قوله:
طريد عشيرة ورهين ذنب بما جرمت يدي وجنى لساني
وقرئ (أجرامي) بفتح الهمزة على أنه كما قال النحاس: جمع جرم، واستشكل
العز بن عبد السلام الشرطية بأن الافتراء المفروض هنا ماض والشرط يخلص للاستقال بإجماع أئمة العربية، وأجاب أن المراد -كما قال
ابن السراج- إن ثبت أني افتريته فعلي إجرامي على ما قيل في قوله تعالى:
nindex.php?page=tafseer&surano=5&ayano=116إن كنت قلته فقد علمته nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=35وأنا بريء مما تجرمون أي من إجرامكم في إسناد الافتراء إلي، قيل: والأصل إن افتريته فعلي عقوبة افترائي ولكنه فرض محال وأنا بريء من افترائكم أي نسبتكم إياي إلى الافتراء، وعدل عنه إدماجا لكونهم مجرمين، وأن المسألة معكوسة، وحملت (ما) على المصدرية لما في الموصولية من تكلف حذف العائد مع أن ذلك هو المناسب لقوله
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=35إجرامي فيما قبل، وما يقتضيه كلام
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس من أن الآية من تتمة قصة
نوح عليه السلام وفي شأنه هو الظاهر، وعليه الجمهور، وعن
nindex.php?page=showalam&ids=17131مقاتل أنها في شأن النبي صلى الله تعالى عليه وسلم مع مشركي
مكة أي بل أيقول مشركو
مكة افترى رسول الله صلى الله تعالى عليه وسلم خبر
نوح قيل: وكأنه إنما جيء به في تضاعيف القصة عند سوق طرف منها تحقيقا لحقيقتها وتأكيدا لوقوعها وتشويقا للسامعين إلى استماعها لا سيما وقد قص منها طائفة متعلقة بما جرى بينه عليه السلام وبين قومه من المحاجة، وبقيت طائفة مستقلة متعلقة بعذابهم، ولا يخفى أن القول بذلك بعيد وإن وجه بما وجه، وقال في الكشف: إن كونها في شأن النبي صلى الله تعالى عليه وسلم أظهر وأنسب من كونها من تتمة قصة
نوح عليه السلام لأن
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=35أم يقولون افتراه كالتكرير لقوله سبحانه:
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=13أم يقولون افتراه دلالة على كمال العناد وأن مثله بعد الإتيان بالقصة على هذا الأسلوب المعجز مما لا ينبغي أن ينسب إلى افتراء فجاء زيادة إنكار على إنكار كأنه قيل: بل أمع هذا البيان أيضا يقولون ( افتراه ) وهو نظير اعتراض قوله سبحانه في سورة العنكبوت:
nindex.php?page=tafseer&surano=29&ayano=18وإن تكذبوا فقد كذب أمم من قبلكم بين قصة
إبراهيم عليه السلام في أحد الوجهين، انتهى، ولا أراه معولا عليه.
nindex.php?page=treesubj&link=29706_30530_34130_34207_28982nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=35أَمْ يَقُولُونَ افْتَرَاهُ قَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=11ابْنُ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ تَعَالَى عَنْهُمَا: يَعْنِي
نُوحًا عَلَيْهِ السَّلَامُ أَيْ بَلْ أَيَقُولُ قَوْمُ
نُوحٍ أَنَّ
نُوحًا افْتَرَى مَا جَاءَ بِهِ مُسْنَدًا إِلَى اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ (قُلْ) يَا
نُوحُ nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=35إِنِ افْتَرَيْتُهُ بِالْفَرْضِ الْبَحْتِ
[ ص: 48 ] nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=35فَعَلَيَّ إِجْرَامِي أَيْ وَبَالُهُ فَهُوَ عَلَى تَقْدِيرِ مُضَافٍ، أَوْ عَلَى التَّجَوُّزِ بِالسَّبَبِ عَنِ الْمُسَبِّبِ، وَفُسِّرَ الْإِجْرَامُ بِكَسْبِ الذَّنْبِ وَهُوَ مَصْدَرُ أَجْرَمَ، وَجَاءَ عَلَى قِلَّةِ جُرْمٍ، وَمِنْ ذَلِكَ قَوْلُهُ:
طَرِيدُ عَشِيرَةٍ وَرَهِينُ ذَنْبٍ بِمَا جَرَمَتْ يَدِي وَجَنَى لِسَانِي
وَقُرِئَ (أَجْرَامِي) بِفَتْحِ الْهَمْزَةِ عَلَى أَنَّهُ كَمَا قَالَ النَّحَّاسُ: جَمْعُ جُرْمٍ، وَاسْتَشْكَلَ
الْعِزُّ بْنُ عَبْدِ السَّلَامِ الشَّرْطِيَّةَ بِأَنَّ الِافْتِرَاءَ الْمَفْرُوضَ هُنَا مَاضٍ وَالشَّرْطُ يَخْلُصُ لِلِاسْتِقَالِ بِإِجْمَاعِ أَئِمَّةَ الْعَرَبِيَّةِ، وَأَجَابَ أَنَّ الْمُرَادَ -كَمَا قَالَ
ابْنُ السِّرَاجِ- إِنْ ثَبَتَ أَنِّي افْتَرَيْتُهُ فَعَلَيَّ إِجْرَامِي عَلَى مَا قِيلَ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى:
nindex.php?page=tafseer&surano=5&ayano=116إِنْ كُنْتُ قُلْتُهُ فَقَدْ عَلِمْتَهُ nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=35وَأَنَا بَرِيءٌ مِمَّا تُجْرِمُونَ أَيْ مِنْ إِجْرَامِكُمْ فِي إِسْنَادِ الِافْتِرَاءِ إِلَيَّ، قِيلَ: وَالْأَصْلُ إِنِ افْتَرَيْتُهُ فَعَلَيَّ عُقُوبَةُ افْتِرَائِي وَلَكِنَّهُ فَرْضٌ مُحَالٌ وَأَنَا بَرِيءٌ مِنِ افْتِرَائِكُمْ أَيْ نِسْبَتِكُمْ إِيَّايَ إِلَى الِافْتِرَاءِ، وَعَدَلَ عَنْهُ إِدْمَاجًا لِكَوْنِهِمْ مُجْرِمِينَ، وَأَنَّ الْمَسْأَلَةَ مَعْكُوسَةٌ، وَحُمِلَتْ (مَا) عَلَى الْمَصْدَرِيَّةِ لِمَا فِي الْمَوْصُولِيَّةِ مِنْ تَكَلُّفِ حَذْفِ الْعَائِدِ مَعَ أَنَّ ذَلِكَ هُوَ الْمُنَاسِبُ لِقَوْلِهِ
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=35إِجْرَامِي فِيمَا قَبْلُ، وَمَا يَقْتَضِيهِ كَلَامُ
nindex.php?page=showalam&ids=11ابْنِ عَبَّاسٍ مِنْ أَنَّ الْآيَةَ مِنْ تَتِمَّةِ قِصَّةِ
نُوحٍ عَلَيْهِ السَّلَامُ وَفِي شَأْنِهِ هُوَ الظَّاهِرُ، وَعَلَيْهِ الْجُمْهُورُ، وَعَنْ
nindex.php?page=showalam&ids=17131مُقَاتِلٍ أَنَّهَا فِي شَأْنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ تَعَالَى عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَعَ مُشْرِكِي
مَكَّةَ أَيْ بَلْ أَيَقُولُ مُشْرِكُو
مَكَّةَ افْتَرَى رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ تَعَالَى عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خَبَرَ
نُوحٍ قِيلَ: وَكَأَنَّهُ إِنَّمَا جِيءَ بِهِ فِي تَضَاعِيفِ الْقِصَّةِ عِنْدَ سُوقِ طَرَفٍ مِنْهَا تَحْقِيقًا لِحَقِيقَتِهَا وَتَأْكِيدًا لِوُقُوعِهَا وَتَشْوِيقًا لِلسَّامِعِينَ إِلَى اسْتِمَاعِهَا لَا سِيَّمَا وَقَدْ قَصَّ مِنْهَا طَائِفَةً مُتَعَلِّقَةً بِمَا جَرَى بَيْنَهُ عَلَيْهِ السَّلَامُ وَبَيْنَ قَوْمِهِ مِنَ الْمَحَاجَّةِ، وَبَقِيَتْ طَائِفَةٌ مُسْتَقِلَّةٌ مُتَعَلِّقَةٌ بِعَذَابِهِمْ، وَلَا يَخْفَى أَنَّ الْقَوْلَ بِذَلِكَ بَعِيدٌ وَإِنْ وُجِّهَ بِمَا وُجِّهَ، وَقَالَ فِي الْكَشْفِ: إِنَّ كَوْنَهَا فِي شَأْنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ تَعَالَى عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَظْهَرَ وَأَنْسَبَ مِنْ كَوْنِهَا مِنْ تَتِمَّةِ قِصَّةِ
نُوحٍ عَلَيْهِ السَّلَامُ لِأَنَّ
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=35أَمْ يَقُولُونَ افْتَرَاهُ كَالتَّكْرِيرِ لِقَوْلِهِ سُبْحَانَهُ:
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=13أَمْ يَقُولُونَ افْتَرَاهُ دَلَالَةً عَلَى كَمَالِ الْعِنَادِ وَأَنَّ مِثْلَهُ بَعْدَ الْإِتْيَانِ بِالْقِصَّةِ عَلَى هَذَا الْأُسْلُوبِ الْمُعْجِزِ مِمَّا لَا يَنْبَغِي أَنْ يُنْسَبَ إِلَى افْتِرَاءٍ فَجَاءَ زِيَادَةَ إِنْكَارٍ عَلَى إِنْكَارٍ كَأَنَّهُ قِيلَ: بَلْ أَمَعَ هَذَا الْبَيَانِ أَيْضًا يَقُولُونَ ( افْتَرَاهُ ) وَهُوَ نَظِيرُ اعْتِرَاضِ قَوْلِهِ سُبْحَانَهُ فِي سُورَةِ الْعَنْكَبُوتِ:
nindex.php?page=tafseer&surano=29&ayano=18وَإِنْ تُكَذِّبُوا فَقَدْ كَذَّبَ أُمَمٌ مِنْ قَبْلِكُمْ بَيَّنَ قِصَّةَ
إِبْرَاهِيمَ عَلَيْهِ السَّلَامُ فِي أَحَدِ الْوَجْهَيْنِ، انْتَهَى، وَلَا أُرَاهُ مُعَوَّلًا عَلَيْهِ.