nindex.php?page=treesubj&link=23465_23504_28723_28973nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=267يا أيها الذين آمنوا أنفقوا من طيبات أي جياد أو حلال
[ ص: 39 ] nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=267ما كسبتم أي الذي كسبتموه أو كسبكم أي مكسوبكم من النقد وعروض التجارة والمواشي. وأخرج
nindex.php?page=showalam&ids=16935ابن جرير عن
nindex.php?page=showalam&ids=8علي كرم الله تعالى وجهه أنه قال في
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=267طيبات ما كسبتم : من الذهب والفضة، وفي قوله تعالى:
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=267ومما أخرجنا لكم من الأرض يعني من الحب والتمر وكل شيء عليه زكاة، والجملة لبيان حال ما ينفق منه إثر بيان أصل الإنفاق وكيفيته وأعاد (من) في المعطوف لأن كلا من المتعاطفين نوع مستقل، أو للتأكيد ولعله أولى، وترك ذكر الطيبات لعلمه مما قبله، وقيل: لعلمه مما بعد، وبعض جعل (ما) عبارة عن ذلك.
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=267ولا تيمموا أي تقصدوا وأصله تتيمموا بتاءين فحذفت إحداهما تخفيفا إما الأولى وإما الثانية على الخلاف، وقرأ
عبد الله (ولا تأمموا)،
nindex.php?page=showalam&ids=11وابن عباس (تيمموا) بضم التاء، والكل بمعنى،
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=267الخبيث أي الرديء وهو كالطيب من الصفات الغالبة التي لا تذكر موصوفاتها
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=267منه تنفقون الضمير المجرور للخبيث، وهو متعلق ب (تنفقون) والتقديم للتخصيص، والجملة حال مقدرة من فاعل
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=267تيمموا أي لا تقصدوا الخبيث قاصرين الإنفاق عليه، أو من الخبيث أي مختصا به الإنفاق، وأيا ما كان لا يرد أنه يقتضي أن يكون النهي عن الخبيث الصرف فقط مع أن المخلوط أيضا كذلك لأن التخصيص لتوبيخهم بما كانوا يتعاطون من إنفاق الخبيث خاصة. فعن
عبيدة السلماني قال: سألت
nindex.php?page=showalam&ids=8عليا كرم الله تعالى وجهه عن هذه الآية، فقال: نزلت في الزكاة المفروضة، كان الرجل يعمد إلى التمر فيصرمه فيعزل الجيد ناحية فإذا جاء صاحب الصدقة أعطاه من الرديء، فقال الله تعالى:
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=267ولا تيمموا الخبيث منه تنفقون وقيل: متعلق بمحذوف وقع حالا من (الخبيث)، والضمير راجع إلى المال الذي في ضمن القسمين، أو لما أخرجنا، وتخصيصه بذلك لأن الرداءة فيه أكثر وكذا الحرمة لتفاوت أصنافه ومجالبه، و
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=267تنفقون حال من الفاعل المذكور أي ولا تقصدوا الخبيث كائنا من المال أو مما أخرجنا لكم منفقين إياه.
وقوله تعالى:
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=267ولستم بآخذيه حال على كل حال من ضمير
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=267تنفقون أي والحال أنكم لستم بآخذيه في وقت من الأوقات أو بوجه من الوجوه
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=267إلا أن تغمضوا فيه إلا وقت إغماضكم أو إلا بإغماضكم فيه والإغماض كالغمض إطباق الجفن لما يعرض من النوم، وقد استعير هنا كما قال
nindex.php?page=showalam&ids=14343الراغب للتغافل والتساهل، وقيل: إنه كناية عن ذلك ولا يخلو عن تساهل وتغافل، وذكر أبو البقاء أنه يستعمل متعديا وهو الأكثر ولازما مثل أغضى عن كذا، والآية محتملة للأمرين، وعلى الأول: يكون المفعول محذوفا أي أبصاركم، والجمهور على ضم التاء وإسكان العين وكسر الميم.
وقرأ
nindex.php?page=showalam&ids=12300الزهري (تغمضوا) بتشديد الميم، وعنه أيضا (تغمضوا) بضم الميم وكسرها مع فتح التاء، وقرأ
nindex.php?page=showalam&ids=16815قتادة (تغمضوا) على البناء للمفعول أي تحملوا على الإغماض أي توجدوا مغمضين وكلا المعنيين مما أثبته الحفاظ ومن حفظ حجة على من لم يحفظ، والمنسبك من أن والفعل على كل تقدير في موضع الجر كما أشرنا إليه، وجوز
nindex.php?page=showalam&ids=14803أبو البقاء أن يكون في موضع النصب على الحالية،
nindex.php?page=showalam&ids=16076وسيبويه لا يجوز أن تقع أن وما في حيزها حالا، وزعم
nindex.php?page=showalam&ids=14888الفراء أن (أن) هنا شرطية لأن معناه إن أغمضتم أخذتم، وينبغي أن يغمض طرف القبول عنه، ومن البعيد في الآية ما قيل: إن الكلام تم عند قوله تعالى:
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=267ولا تيمموا الخبيث ثم استؤنف فقيل على طريقة التوبيخ والتقريع:
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=267منه تنفقون والحال أنكم لا تأخذونه إلا إن أغمضتم فيه ومآله الاستفهام الإنكاري فكأنه قيل: أمنه تنفقون الخ، وهو على بعده خلاف التفاسير المأثورة عن السلف الصالح رضي الله تعالى عنهم.
[ ص: 40 ] nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=267واعلموا أن الله غني عن نفقاتكم وإنما أمركم بها لانتفاعكم، وفي الأمر بأن يعلموا ذلك مع ظهور علمهم به توبيخ لهم على ما يصنعون من إعطاء الخبيث وإيذان بأن ذلك من آثار الجهل بشأنه عن شأنه
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=267حميد [ 267 ] أي مستحق للحمد على نعمه، ومن جملة الحمد اللائق بجلاله تحري إنفاق الطيب مما أنعم به، وقيل: حامد بقبول الجيد والإثابة عليه.
واحتج بالآية على وجوب زكاة قليل ما تخرجه الأرض وكثيره حتى البقل، واستدل بها على أن من زرع في أرض اكتراها فالزكاة عليه لا على رب الأرض لأن
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=267أخرجنا لكم يقتضي كونه على الزارع وعلى أن صاحب الحق لا يجبر على أخذ المعيب بل له الرد وأخذ سليم بدله.
nindex.php?page=treesubj&link=23465_23504_28723_28973nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=267يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَنْفِقُوا مِنْ طَيِّبَاتِ أَيْ جِيَادِ أَوْ حَلَالِ
[ ص: 39 ] nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=267مَا كَسَبْتُمْ أَيِ الَّذِي كَسَبْتُمُوهُ أَوْ كَسْبِكُمْ أَيْ مَكْسُوبِكُمْ مِنَ النَّقْدِ وَعُرُوضِ التِّجَارَةِ وَالْمَوَاشِي. وَأَخْرَجَ
nindex.php?page=showalam&ids=16935اِبْنُ جَرِيرٍ عَنْ
nindex.php?page=showalam&ids=8عَلِيٍّ كَرَّمَ اللَّهُ تَعَالَى وَجْهَهُ أَنَّهُ قَالَ فِي
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=267طَيِّبَاتِ مَا كَسَبْتُمْ : مِنَ الذَّهَبِ وَالْفِضَّةِ، وَفِي قَوْلِهِ تَعَالَى:
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=267وَمِمَّا أَخْرَجْنَا لَكُمْ مِنَ الأَرْضِ يَعْنِي مِنَ الْحَبِّ وَالتَّمْرِ وَكُلِّ شَيْءٍ عَلَيْهِ زَكَاةٌ، وَالْجُمْلَةُ لِبَيَانِ حَالِ مَا يُنْفَقُ مِنْهُ إِثْرَ بَيَانِ أَصْلِ الْإِنْفَاقِ وَكَيْفِيَّتِهِ وَأَعَادَ (مِنْ) فِي الْمَعْطُوفِ لِأَنَّ كُلًّا مِنَ الْمُتَعَاطِفَيْنِ نَوْعٌ مُسْتَقِلٌّ، أَوْ لِلتَّأْكِيدِ وَلَعَلَّهُ أَوْلَى، وَتَرْكُ ذِكْرِ الطَّيِّبَاتِ لِعِلْمِهِ مِمَّا قَبْلَهُ، وَقِيلَ: لِعِلْمِهِ مِمَّا بَعْدُ، وَبَعْضٌ جَعَلَ (مَا) عِبَارَةً عَنْ ذَلِكَ.
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=267وَلا تَيَمَّمُوا أَيْ تَقْصِدُوا وَأَصْلُهُ تَتَيَمَّمُوا بِتَاءَيْنِ فَحُذِفَتْ إِحْدَاهُمَا تَخْفِيفًا إِمَّا الْأُولَى وَإِمَّا الثَّانِيَةُ عَلَى الْخِلَافِ، وَقَرَأَ
عَبْدُ اللَّهِ (وَلَا تَأَمَّمُوا)،
nindex.php?page=showalam&ids=11وَابْنُ عَبَّاسٍ (تُيَمَّمُوا) بِضَمِّ التَّاءِ، وَالْكُلُّ بِمَعْنَى،
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=267الْخَبِيثَ أَيِ الرَّدِيءَ وَهُوَ كَالطَّيِّبِ مِنَ الصِّفَاتِ الْغَالِبَةِ الَّتِي لَا تُذْكَرُ مَوْصُوفَاتُهَا
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=267مِنْهُ تُنْفِقُونَ الضَّمِيرُ الْمَجْرُورُ لِلْخَبِيثِ، وَهُوَ مُتَعَلِّقٌ بِ (تُنْفِقُونَ) وَالتَّقْدِيمُ لِلتَّخْصِيصِ، وَالْجُمْلَةُ حَالٌ مُقَدَّرَةٌ مِنْ فَاعِلِ
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=267تَيَمَّمُوا أَيْ لَا تَقْصِدُوا الْخَبِيثَ قَاصِرِينَ الْإِنْفَاقَ عَلَيْهِ، أَوْ مِنَ الْخَبِيثِ أَيْ مُخْتَصًّا بِهِ الْإِنْفَاقُ، وَأَيًّا مَا كَانَ لَا يَرِدْ أَنَّهُ يَقْتَضِي أَنْ يَكُونَ النَّهْيُ عَنِ الْخَبِيثِ الصَّرْفَ فَقَطْ مَعَ أَنَّ الْمَخْلُوطَ أَيْضًا كَذَلِكَ لِأَنَّ التَّخْصِيصَ لِتَوْبِيخِهِمْ بِمَا كَانُوا يَتَعَاطَوْنَ مِنْ إِنْفَاقِ الْخَبِيثِ خَاصَّةً. فَعَنْ
عُبَيْدَةَ السَّلْمَانِيِّ قَالَ: سَأَلْتُ
nindex.php?page=showalam&ids=8عَلِيًّا كَرَّمَ اللَّهُ تَعَالَى وَجْهَهُ عَنْ هَذِهِ الْآيَةِ، فَقَالَ: نَزَلَتْ فِي الزَّكَاةِ الْمَفْرُوضَةِ، كَانَ الرَّجُلُ يَعْمِدُ إِلَى التَّمْرِ فَيَصْرِمُهُ فَيَعْزِلُ الْجَيِّدَ نَاحِيَةً فَإِذَا جَاءَ صَاحِبُ الصَّدَقَةِ أَعْطَاهُ مِنَ الرَّدِيءِ، فَقَالَ اللَّهُ تَعَالَى:
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=267وَلا تَيَمَّمُوا الْخَبِيثَ مِنْهُ تُنْفِقُونَ وَقِيلَ: مُتَعَلِّقٌ بِمَحْذُوفٍ وَقَعَ حَالًا مِنَ (اَلْخَبِيثِ)، وَالضَّمِيرُ رَاجِعٌ إِلَى الْمَالِ الَّذِي فِي ضِمْنِ الْقِسْمَيْنِ، أَوْ لِمَا أَخْرَجْنَا، وَتَخْصِيصُهُ بِذَلِكَ لِأَنَّ الرَّدَاءَةَ فِيهِ أَكْثَرُ وَكَذَا الْحُرْمَةُ لِتَفَاوُتِ أَصْنَافِهِ وَمَجَالِبِهِ، وَ
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=267تُنْفِقُونَ حَالٌ مِنَ الْفَاعِلِ الْمَذْكُورِ أَيْ وَلَا تَقْصِدُوا الْخَبِيثَ كَائِنًا مِنَ الْمَالِ أَوْ مِمَّا أَخْرَجْنَا لَكُمْ مُنْفِقِينَ إِيَّاهُ.
وَقَوْلُهُ تَعَالَى:
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=267وَلَسْتُمْ بِآخِذِيهِ حَالٌ عَلَى كُلِّ حَالٍ مِنْ ضَمِيرِ
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=267تُنْفِقُونَ أَيْ وَالْحَالُ أَنَّكُمْ لَسْتُمْ بِآخِذِيهِ فِي وَقْتٍ مِنَ الْأَوْقَاتِ أَوْ بِوَجْهٍ مِنَ الْوُجُوهِ
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=267إِلا أَنْ تُغْمِضُوا فِيهِ إِلَّا وَقْتَ إِغْمَاضِكُمْ أَوْ إِلَّا بِإِغْمَاضِكُمْ فِيهِ وَالْإِغْمَاضُ كَالْغَمْضِ إِطْبَاقُ الْجَفْنِ لِمَا يَعْرِضُ مِنَ النَّوْمِ، وَقَدِ اُسْتُعِيرَ هُنَا كَمَا قَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=14343الرَّاغِبُ لِلتَّغَافُلِ وَالتَّسَاهُلِ، وَقِيلَ: إِنَّهُ كِنَايَةٌ عَنْ ذَلِكَ وَلَا يَخْلُو عَنْ تَسَاهُلٍ وَتَغَافُلٍ، وَذَكَرَ أَبُو الْبَقَاءِ أَنَّهُ يُسْتَعْمَلُ مُتَعَدِّيًا وَهُوَ الْأَكْثَرُ وَلَازِمًا مِثْلَ أَغْضَى عَنْ كَذَا، وَالْآيَةُ مُحْتَمِلَةٌ لِلْأَمْرَيْنِ، وَعَلَى الْأَوَّلِ: يَكُونُ الْمَفْعُولُ مَحْذُوفًا أَيْ أَبْصَارَكُمْ، وَالْجُمْهُورُ عَلَى ضَمِّ التَّاءِ وَإِسْكَانِ الْعَيْنِ وَكَسْرِ الْمِيمِ.
وَقَرَأَ
nindex.php?page=showalam&ids=12300الزُّهْرِيُّ (تُغَمِّضُوا) بِتَشْدِيدِ الْمِيمِ، وَعَنْهُ أَيْضًا (تَغْمُضُوا) بِضَمِّ الْمِيمِ وَكَسْرِهَا مَعَ فَتْحِ التَّاءِ، وَقَرَأَ
nindex.php?page=showalam&ids=16815قَتَادَةُ (تُغْمَضُوا) عَلَى الْبِنَاءِ لِلْمَفْعُولِ أَيْ تُحْمَلُوا عَلَى الْإِغْمَاضِ أَيْ تُوجَدُوا مُغْمِضِينَ وَكِلَا الْمَعْنَيَيْنِ مِمَّا أَثْبَتَهُ الْحُفَّاظُ وَمَنْ حَفِظَ حُجَّةٌ عَلَى مَنْ لَمْ يَحْفَظْ، وَالْمُنْسَبِكُ مِنْ أَنْ وَالْفِعْلِ عَلَى كُلِّ تَقْدِيرٍ فِي مَوْضِعِ الْجَرِّ كَمَا أَشَرْنَا إِلَيْهِ، وَجَوَّزَ
nindex.php?page=showalam&ids=14803أَبُو الْبَقَاءِ أَنْ يَكُونَ فِي مَوْضِعِ النَّصْبِ عَلَى الْحَالِيَّةِ،
nindex.php?page=showalam&ids=16076وَسِيبَوَيْهِ لَا يُجَوِّزُ أَنْ تَقَعَ أَنْ وَمَا فِي حَيِّزِهَا حَالًا، وَزَعَمَ
nindex.php?page=showalam&ids=14888الْفَرَّاءُ أَنَّ (أَنْ) هُنَا شَرْطِيَّةٌ لِأَنَّ مَعْنَاهُ إِنْ أَغْمَضْتُمْ أَخَذْتُمْ، وَيَنْبَغِي أَنْ يُغْمِضَ طَرَفٌ الْقَبُولَ عَنْهُ، وَمِنَ الْبَعِيدِ فِي الْآيَةِ مَا قِيلَ: إِنَّ الْكَلَامَ تَمَّ عِنْدَ قَوْلِهِ تَعَالَى:
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=267وَلا تَيَمَّمُوا الْخَبِيثَ ثُمَّ اُسْتُؤْنِفَ فَقِيلَ عَلَى طَرِيقَةِ التَّوْبِيخِ وَالتَّقْرِيعِ:
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=267مِنْهُ تُنْفِقُونَ وَالْحَالُ أَنَّكُمْ لَا تَأْخُذُونَهُ إِلَّا إِنْ أَغْمَضْتُمْ فِيهِ وَمَآلُهُ الِاسْتِفْهَامُ الْإِنْكَارِيُّ فَكَأَنَّهُ قِيلَ: أَمِنْهُ تُنْفِقُونَ الخ، وَهُوَ عَلَى بُعْدِهِ خِلَافُ التَّفَاسِيرِ الْمَأْثُورَةِ عَنِ السَّلَفِ الصَّالِحِ رَضِيَ اللَّهُ تَعَالَى عَنْهُمْ.
[ ص: 40 ] nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=267وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ عَنْ نَفَقَاتِكُمْ وَإِنَّمَا أَمَرَكُمْ بِهَا لِانْتِفَاعِكُمْ، وَفِي الْأَمْرِ بِأَنْ يَعْلَمُوا ذَلِكَ مَعَ ظُهُورِ عِلْمِهِمْ بِهِ تَوْبِيخٌ لَهُمْ عَلَى مَا يَصْنَعُونَ مِنْ إِعْطَاءِ الْخَبِيثِ وَإِيذَانٌ بِأَنَّ ذَلِكَ مِنْ آثَارِ الْجَهْلِ بِشَأْنِهِ عَنْ شَأْنِهِ
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=267حَمِيدٌ [ 267 ] أَيْ مُسْتَحِقٌّ لِلْحَمْدِ عَلَى نِعَمِهِ، وَمِنْ جُمْلَةِ الْحَمْدِ اللَّائِقِ بِجَلَالِهِ تَحَرِّي إِنْفَاقِ الطَّيِّبِ مِمَّا أَنْعَمَ بِهِ، وَقِيلَ: حَامِدٌ بِقَبُولِ الْجَيِّدِ وَالْإِثَابَةِ عَلَيْهِ.
وَاحْتُجَّ بِالْآيَةِ عَلَى وُجُوبِ زَكَاةِ قَلِيلِ مَا تُخْرِجُهُ الْأَرْضُ وَكَثِيرُهُ حَتَّى الْبَقْلُ، وَاسْتُدِلَّ بِهَا عَلَى أَنَّ مَنْ زَرَعَ فِي أَرْضٍ اِكْتَرَاهَا فَالزَّكَاةُ عَلَيْهِ لَا عَلَى رَبِّ الْأَرْضِ لِأَنَّ
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=267أَخْرَجْنَا لَكُمْ يَقْتَضِي كَوْنَهُ عَلَى الزَّارِعِ وَعَلَى أَنَّ صَاحِبَ الْحَقِّ لَا يُجْبَرُ عَلَى أَخْذِ الْمَعِيبِ بَلْ لَهُ الرَّدُّ وَأَخْذُ سَلِيمِ بَدَلِهِ.