والفاء في قوله تعالى
nindex.php?page=treesubj&link=30561_29039nindex.php?page=tafseer&surano=68&ayano=8فلا تطع المكذبين لترتيب النهي على ما ينبئ عنه ما قبله من اهتدائه صلى الله عليه وسلم وضلالهم أو على جميع ما فضل من أول السورة، وهذا تهييج وإلهاب للتصميم على معاصاتهم أي دم على ما أنت عليه من عدم طاعتهم وتصلب في ذلك، وجوز أن يكون نهيا عن مداهنتهم ومداراتهم بإظهار خلاف ما في ضميره صلى الله عليه وسلم استجلابا لقلوبهم لا عن طاعتهم حقيقة، وينبئ عنه قوله تعالى
nindex.php?page=treesubj&link=30549_30612_34199_29039nindex.php?page=tafseer&surano=68&ayano=9ودوا لو تدهن لأنه تعليل للنهي أو للانتهاء، وإنما عبر عنه بالطاعة للمبالغة في التنفير أي أحبوا لو تلاينهم وتسامحهم في بعض الأمور
nindex.php?page=tafseer&surano=68&ayano=9فيدهنون أي فهم يدهنون حينئذ أو فهم الآن يدهنون طمعا في ادهانك، فالفاء للسببية داخلة على جملة مسببة عما قبلها، وقدر المبتدأ لمكان رفع بالفعل .
والفرق بين الوجهين أن المعنى على أنهم تمنوا لو تدهن فتترتب مداهنتهم على مداهنتك، ففيه ترتب إحدى المداهنتين على الأخرى في الخارج ( ولو ) فيه غير مصدرية، وعلى الثاني هي مصدرية، والترتب ذهني على ودادتهم وتمنيهم، وجوز أن تكون الفاء لعطف يدهنون على
nindex.php?page=tafseer&surano=68&ayano=9تدهن على أنه داخل معه في حيز لو متمنى مثله، والمعنى ودوا لو يدهنون عقيب إدهانك وما تقدم أبعد عن القيل والقال، ( وأيا ) ما كان فالمعتبر في جانبهم حقيقة الإدهان الذي هو لإظهار الملاينة وإضمار خلافها، وأما في جانبه عليه الصلاة والسلام فالمعتبر بالنسبة إلى ودادتهم هو إظهار الملاينة فقط، وأما إضمار خلافها فليس في حيز الاعتبار بل هم في غاية الكراهة له، وإنما اعتباره بالنسبة إليه عليه الصلاة والسلام وفي بعض المصاحف كما قال
هارون «فيدهنوا» بدون نون الرفع، فقيل: هو منصوب في جواب التمني المفهوم من
nindex.php?page=tafseer&surano=68&ayano=9ودوا وقيل إنه عطف على
nindex.php?page=tafseer&surano=68&ayano=9تدهن بناء على أن ( لو ) بمنزلة أن الناصبة فلا يكون لها جواب، وينسبك منها ومما بعدها مصدر يقع مفعولا لودوا
[ ص: 27 ] كأنه قيل ودوا أن تدهن فيدهنوا، ولعل هذا مراد من قال إنه عطف على توهم أن، وجمهور النحاة على أن ( لو ) على حقيقتها وجوابها محذوف . وكذا مفعول
nindex.php?page=tafseer&surano=68&ayano=9ودوا أي ودوا إدهانك لو تدهن فيدهنون لسروا بذلك .
وَالْفَاءُ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى
nindex.php?page=treesubj&link=30561_29039nindex.php?page=tafseer&surano=68&ayano=8فَلا تُطِعِ الْمُكَذِّبِينَ لِتَرْتِيبِ النَّهْيِ عَلَى مَا يُنْبِئُ عَنْهُ مَا قَبْلَهُ مِنِ اهْتِدَائِهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَضَلَالِهِمْ أَوْ عَلَى جَمِيعِ مَا فَضَّلَ مِنْ أَوَّلِ السُّورَةِ، وَهَذَا تَهْيِيجٌ وَإِلْهَابٌ لِلتَّصْمِيمِ عَلَى مَعَاصَاتِهِمْ أَيْ دُمْ عَلَى مَا أَنْتَ عَلَيْهِ مِنْ عَدَمِ طَاعَتِهِمْ وَتَصَلَّبْ فِي ذَلِكَ، وَجَوَّزَ أَنْ يَكُونَ نَهْيًا عَنْ مُدَاهَنَتِهِمْ وَمُدَارَاتِهِمْ بِإِظْهَارِ خِلَافِ مَا فِي ضَمِيرِهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ اسْتِجْلَابًا لِقُلُوبِهِمْ لَا عَنْ طَاعَتِهِمْ حَقِيقَةً، وَيُنْبِئُ عَنْهُ قَوْلُهُ تَعَالَى
nindex.php?page=treesubj&link=30549_30612_34199_29039nindex.php?page=tafseer&surano=68&ayano=9وَدُّوا لَوْ تُدْهِنُ لِأَنَّهُ تَعْلِيلٌ لِلنَّهْيِ أَوْ لِلِانْتِهَاءِ، وَإِنَّمَا عَبَّرَ عَنْهُ بِالطَّاعَةِ لِلْمُبَالَغَةِ فِي التَّنْفِيرِ أَيْ أَحَبُّوا لَوْ تُلَايِنُهُمْ وَتُسَامِحُهُمْ فِي بَعْضِ الْأُمُورِ
nindex.php?page=tafseer&surano=68&ayano=9فَيُدْهِنُونَ أَيْ فَهُمْ يُدْهِنُونَ حِينَئِذٍ أَوْ فَهُمُ الْآنَ يُدْهِنُونَ طَمَعًا فِي ادِّهَانِكَ، فَالْفَاءُ لِلسَّبَبِيَّةِ دَاخِلَةٌ عَلَى جُمْلَةٍ مُسَبَّبَةٍ عَمَّا قَبْلَهَا، وَقَدَّرَ الْمُبْتَدَأَ لِمَكَانِ رَفْعٍ بِالْفِعْلِ .
وَالْفَرْقُ بَيْنَ الْوَجْهَيْنِ أَنَّ الْمَعْنَى عَلَى أَنَّهُمْ تَمَنَّوْا لَوْ تُدْهِنُ فَتَتَرَتَّبُ مُدَاهَنَتُهُمْ عَلَى مُدَاهَنَتِكَ، فَفِيهِ تُرَتَّبُ إِحْدَى الْمُدَاهَنَتَيْنِ عَلَى الْأُخْرَى فِي الْخَارِجِ ( وَلَوْ ) فِيهِ غَيْرُ مَصْدَرِيَّةٍ، وَعَلَى الثَّانِي هِيَ مَصْدَرِيَّةٌ، وَالتَّرَتُّبُ ذِهْنِيٌّ عَلَى وِدَادَتِهِمْ وَتَمَنِّيهِمْ، وَجَوَّزَ أَنْ تَكُونَ الْفَاءُ لِعَطْفِ يُدْهِنُونَ عَلَى
nindex.php?page=tafseer&surano=68&ayano=9تُدْهِنُ عَلَى أَنَّهُ دَاخِلٌ مَعَهُ فِي حَيِّزِ لَوْ مُتَمَنًّى مِثْلُهُ، وَالْمَعْنَى وَدُّوا لَوْ يُدْهِنُونَ عَقِيبَ إِدْهَانِكَ وَمَا تَقَدَّمَ أَبْعَدُ عَنِ الْقِيلِ وَالْقَالِ، ( وَأَيًّا ) مَا كَانَ فَالْمُعْتَبَرُ فِي جَانِبِهِمْ حَقِيقَةُ الْإِدْهَانِ الَّذِي هُوَ لِإِظْهَارِ الْمُلَايَنَةِ وَإِضْمَارِ خِلَافِهَا، وَأَمَّا فِي جَانِبِهِ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ فَالْمُعْتَبَرُ بِالنِّسْبَةِ إِلَى وِدَادَتِهِمْ هُوَ إِظْهَارُ الْمُلَايَنَةِ فَقَطْ، وَأَمَّا إِضْمَارُ خِلَافِهَا فَلَيْسَ فِي حَيِّزِ الِاعْتِبَارِ بَلْ هُمْ فِي غَايَةِ الْكَرَاهَةِ لَهُ، وَإِنَّمَا اعْتِبَارُهُ بِالنِّسْبَةِ إِلَيْهِ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ وَفِي بَعْضِ الْمَصَاحِفِ كَمَا قَالَ
هَارُونُ «فَيُدْهِنُوا» بِدُونِ نُونِ الرَّفْعِ، فَقِيلَ: هُوَ مَنْصُوبٌ فِي جَوَابِ التَّمَنِّي الْمَفْهُومِ مِنْ
nindex.php?page=tafseer&surano=68&ayano=9وَدُّوا وَقِيلَ إِنَّهُ عَطْفٌ عَلَى
nindex.php?page=tafseer&surano=68&ayano=9تُدْهِنُ بِنَاءً عَلَى أَنَّ ( لَوْ ) بِمَنْزِلَةِ أَنَّ النَّاصِبَةِ فَلَا يَكُونُ لَهَا جَوَابٌ، وَيَنْسَبِكُ مِنْهَا وَمِمَّا بَعْدَهَا مَصْدَرٌ يَقَعُ مَفْعُولًا لَوَدُّوا
[ ص: 27 ] كَأَنَّهُ قِيلَ وَدُّوا أَنَّ تُدْهِنَ فَيُدْهِنُوا، وَلَعَلَّ هَذَا مُرَادُ مَنْ قَالَ إِنَّهُ عَطْفٌ عَلَى تَوَهُّمِ أَنَّ، وَجُمْهُورُ النُّحَاةِ عَلَى أَنَّ ( لَوْ ) عَلَى حَقِيقَتِهَا وَجَوَابُهَا مَحْذُوفٌ . وَكَذَا مَفْعُولُ
nindex.php?page=tafseer&surano=68&ayano=9وَدُّوا أَيْ وَدُّوا إِدْهَانَكَ لَوْ تُدْهِنُ فَيُدْهِنُونَ لَسُرُّوا بِذَلِكَ .