الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                      فالخطاب في قوله تعالى لا تحرك به لسانك للنبي صلى الله عليه وسلم والضمير للقرآن لدلالة سياق الآية نحو إنا أنزلناه في ليلة القدر [القدر: 1] أي لا تحرك بالقرآن لسانك عند إلقاء الوحي من قبل أن يقضى إليك وحيه لتعجل به أي لتأخذه على عجلة مخافة أن ينفلت منك على ما يقتضيه كلام الحبر .

                                                                                                                                                                                                                                      وقيل لمزيد حبك له وحرصك على أداء الرسالة روي عن الشعبي ولا ينافي ما ذكر والباء عليهما للتعدية إن علينا جمعه في صدرك بحيث لا يذهب عليك شيء من معانيه وقرآنه أي إثبات قراءته في لسانك بحيث تقرأه متى شئت فالقرآن هنا وكذا فيما بعد مصدر كالرجحان بمعنى القراءة كما في قوله:


                                                                                                                                                                                                                                      ضحوا بأشمط عنوان السجود به يقطع الليل تسبيحا وقرآنا



                                                                                                                                                                                                                                      مضاف إلى المفعول وثم مضاف مقدر وقيل قرآنه

                                                                                                                                                                                                                                      أي تأليفه والمعنى إن علينا جمعه أي حفظه في حياتك وتأليفه على لسانك . وقيل: قرآنه تأليفه وجمعه على أنه مصدر قرأت أي جمعت ومنه قولهم للمرأة التي لم تلد ما قرأت سلى قط وقول عمرو بن كلثوم :


                                                                                                                                                                                                                                      ذراعي بكرة أدماء بكر     هجان اللون لم تقرأ جنينا



                                                                                                                                                                                                                                      ويراد من جمعه الأول جمعه في نفسه ووجوده الخارجي ومن قرآنه بهذا المعنى جمعه في ذهنه صلى الله عليه وسلم وكلا القولين لا يخفى حالهما وإن نسب الأول إلى مجاهد .

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية