الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                        صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                        يا أيها الناس كلوا مما في الأرض حلالا طيبا ولا تتبعوا خطوات الشيطان إنه لكم عدو مبين إنما يأمركم بالسوء والفحشاء وأن تقولوا على الله ما لا تعلمون

                                                                                                                                                                                                                                        قوله تعالى: يا أيها الناس كلوا مما في الأرض حلالا طيبا قيل: إنها نزلت في ثقيف وخزاعة وبني مدلج فيما حرموه على أنفسهم من الأنعام والزرع، فأباح لهم الله تعالى أكله وجعله لهم حلالا طيبا. ولا تتبعوا خطوات الشيطان وهي جمع خطوة، واختلف أهل التفسير في المراد بها على أربعة أقاويل: أحدها: أن خطوات الشيطان أعماله، وهو قول ابن عباس . والثاني: أنها خطاياه وهو قول مجاهد. والثالث: أنها طاعته، وهو قول السدي. والرابع: أنها النذور في المعاصي. إنه لكم عدو مبين أي ظاهر العداوة. إنما يأمركم بالسوء والفحشاء قال السدي: السوء في هذا الموضع معاصي الله، سميت سوءا لأنها تسوء صاحبها بسوء عواقبها. وفي الفحشاء ههنا ثلاثة أقاويل: أحدها: الزنى. والثاني: المعاصي. والثالث: كل ما فيه الحد، سمي بذلك لفحش فعله وقبح مسموعه. وأن تقولوا على الله ما لا تعلمون فيه قولان: أحدهما: أن تحرموا على أنفسكم ما لم يحرمه الله عليكم. والثاني: أن تجعلوا له شريكا. [ ص: 221 ]

                                                                                                                                                                                                                                        التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                        الخدمات العلمية